مطلع الاسبوع الجاري، احتفل العالم بالذكرى الثالثة عشرة لاختيار يوم الثالث من مايو، يوما للصحافيين، أو يوم حرية الصحافة، وقد كان احتفال هذا العام مأساويا، اذ شهد مقتل 28 صحافيا، سقط 14 منهم في العراق فقط، كان من بينهم عربي واحد هو الشهيد طارق أيوب الذي صرعته قذيفة أميركية قبل انتهاء الحرب في بغداد بيوم واحد. منظمة مراسلون بلا حدود في بيانها بالمناسبة قالت الى جانب القتلى، هناك 179 صحافيا يقبعون خلف قضبان السجن في أماكن مختلفة من العالم بسبب كتاباتهم التي لم ترض أعداء الحقيقة والخائفين من القلم. من جانبه أعلن المعهد الدولي للصحافة الذي يتخذ من العاصمة النمساوية فيينا مقرا له، عن تدشين قسم دولي في بروكسل لأمن الصحافيين، بهدف تدريبهم على سبل ضمان سلامتهم، وعزا المعهد خطوته الى زيادة المخاطر التي تتهدد هذه الفئة التي امتهنت البحث عن الحقيقة والركض خلف المتاعب، خاصة ان 352 صحافيا قتلوا منذ عام 1997 بمعدل خمسة قتلى من الصحافيين شهريا، وغالبية هؤلاء قضوا برصاصات من مسدسات كاتمة للصوت استأجرها المتسترون على الفساد في بلدان مثل كولومبيا وأوكرانيا. في عالمنا العربي، يعيش حامل القلم وسط حقول الألغام التي تنفجر في وجهه اذا ما شعر متنفذ ان زاوية صغيرة في صحيفة تمثل خطرا على سلطانه ومنصبه ونفوذه ومكانته الكبيرة، فيحيق غضبا كبيرا على حامل القلم والأثقال، ويبوء بخسران عظيم، فمن يحمي أمثال هؤلاء من فورة حاقد على الحقيقة تعجز أمامه الجمعيات والاتحادات الكرنفالية التي تزعم تمثيله؟!