ليومين متتالين استمعت محكمة استئنافية الدار البيضاء المغربية للمتهمين السعوديين والمغاربة بالانضمام لخلية نائمة بالمغرب تتبع تنظيم القاعدة الأصولي. في جلسة الثلاثاء أكد السعودي محمد زهير الثبيتي انه تعرض للتعذيب الجسدي، بمعية زوجته بهيجة هيدور لمدة 32 يوما متصلة منذ اختطافه من أمام مطار محمد الخامس منتصف مايو الماضي إلى تاريخ إحالته على النائب العام لدى استئنافية مدينة الدار البيضاء المغربية. وأضاف الثبيتي خلال الاستماع إليه من طرف هيئة المحكمة أنه تعرض لكل ما سبق ذكره لإرغامه على توقيع المحضر نافيا علمه بما ورد فيه إلا بعدما سمع ما جاء في التصريحات الواردة في محضر الضابطة القضائية عندما تلى عليه ذلك من طرف قاضي التحقيق. وقال الثبيتي لهيئة المحكمة أنه " أحيل على قاضي التحقيق على أنه " رئيس المخابرات المغربية " بدون أن يسانده محاميه خلال التحقيق معه. وكان رئيس المحكمة قد نادى على زهير الثبيتي وذكره بالتهم المنسوبة إليه والمتمثلة أساسا في تكوين عصابة إجرامية ومحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ، ومحاولة التخريب العمدي بواسطة مواد متفجرة لمنشآت والتزوير في محرر رسمي واستعماله والتزوير في وثائق إدارية واستعمالها والإقامة غير المشروعة في المغرب والفساد "في إشارة لزواجه العرفي من مواطنة مغربية . الثبيتي وفي رده على هذه الاتهامات قال انه دخل المغرب بصفة قانونية وأن صلاحية جواز سفره لم تنته وأن دمغة مصلحة شرطة الحدود بمطار محمد الخامس لم تحدد له مدة الإقامة وإن كانت لن تتجاوز 6 أشهر وأنه بالفعل لم يتجاوز هذه المدة. الثبيتي وفي رده على أسئلة القاضي قال إنه من مواليد مدينة مكةالمكرمة ، وأنه التحق بالقوات المسلحة السعودية ، حيث تلقى تداريبه بمدرسة الملك فيصل العسكرية على حمل السلاح لمدة 6 أشهر ، ذاكرا أنه توجه لافغانستان الأفغانية بنية الذهاب إلى الشيشان التي تخوض حربا استقلالية عن الاتحاد الروسي منذ تسعينات القرن الماضي ، إلا أنه فشل في ذلك حيث مكث ب معسكر الفاروق بضواحي قندهار ذلك التقى فيه بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كأي عربي مقيم في ذاك المعسكر ، إلا أنه نفى مبايعته على عكس مبايعته لزعيم حركة طالبان الملا عمر كأمير للمؤمنين. وعن دخوله للمغرب ذكر الثبيتي أنه دخل لأول مرة عام 2000 بنية الزواج حيث ارتبط بسيدة اصطحبها معه إلى مدينة قندهار بأفغانستان ،حيث لقت مصرعها خلال قصف جوي أمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر. والمرة الثانية التي دخل فيها إلى المغرب كان بنية تقديم العزاء إلى عائلة زوجته ، إلا أنه بعدما وجد جوا متوترا آثر التوجه إلى مراكش حيث بقي هناك إلى أن علم بوجود مواطنه هلال العسيري الذي كان قد التقاه في أفغانستان ، والذي طلب منه مساعدته على الزواج من مغربية بما أن العسيري كان متزوجا من المغربية نعيمة هارون، وبالفعل تأتى له ذلك بعد الزواج ببهيجة هيدور. وفي رده على الاتهامات التي وجهها إليه القاضي نفى الثبيتي أن يكون حاول صنع متفجرات ، وأنه لم يقدم على شراء مواد تستعمل في ذلك ، وأن ما اشتراه كان عبارة عن ميزان صغير كان طلبه منه أخوه الذي يشتغل نجارا، وكذلك قوارير من الحجم الصغير خاصة بالبهارات والتوابل ، نافيا معرفته بالمسمى الملا بلال المكلف بالعمليات "الاستشهادية في تنظيم القاعدة وفقا ما جاء في محضر الاستنطاق ، وقال انه لم يتصل بأحد وهو في المغرب باستثناء أهله بالمملكة العربية السعودية. بعد ذلك نادى رئيس الجلسة على هلال جابر العسيري المتهم السعودي الثاني في القضية حيث ذكره بالتهم الموجهة إليه ، وقبل أن يجيب عليها شرع العسيري في تجويد أية قرآنية ليتدخل القاضي بمقاطعته وهو يردد صدق الله العظيم" حيث اكد عدم وجود أي انتماء سياسي لديه، ولم يسبق له أن تلقى تدريبا عسكريا، وأنه دخل هو الآخر للمغرب سنة 2000 بنية الزواج من مغربية . وعن سبب زيارته الثانية للمغرب قال العسيري انها دخلت في إطار زيارة خاصة لأسرة زوجته تنتهي بانتهاء عطلة عيد الأضحى " الماضي ، نافيا الاتهامات الموجهة إليه بالإعداد لتفجيرات تستهدف المصالح الغربية والمراكز السياحية بالمغرب ومضيق جبل طارق ، أو الاتفاق المسبق بينه وبين الثبيتي للالتقاء في المغرب ، ذاكرا أنه لم يسبق له أن علم بأي شيء بخصوص التفجيرات ، ولم يسبق أن رأى زورقا، بل إنه يخاف دخول البحر ولا يعرف استعمال الإنترنت، وقال " تزوجت من المغرب على سنة الله ورسوله ،وكنت أنوي شراء مسكن فيه لاستقر بمعية أولادي ، فكيف لي أن أفكر في الأفعال المنسوبة إلي . العسيري نفى كذلك أمام المحكمة توصله بأموال من تنظيم أو جهة معينة باعتباره ميسور الحال. العسيري أيضا أخبر المحكمة أنه تعرض بمعية زوجته للتعذيب الجسدي لإرغامه على توقيع محاضر لم يكن يعرف ما فيها أيضا على غرار مواطنه الثبيتي، حيث قال بعد أن واجهه رئيس الجلسة بمضمون المحاضر من اعترافات وتوقيعه عليه "أؤكد أن التوقيع توقيعي ، لكنه تم بعد التهديد . بعد ذلك جاء الدور على عبد الله الغامدي الذي ألقي عليه القبض بمنتجع أغادير "جنوب المغرب أنه ذهب إلى أفغانستان بنية الجهاد هناك إلى جانب حركة طالبان، وأنه شارك إلى جانب قواتها ، وحارب في ما يسمى ب خط الجبهة نافيا معرفته بأعضاء بارزين في طالبان والقاعدة، ذاكرا أنه التقى بالعسيري لأول مرة في لاهور بباكستان، نافيا أي تواعد مسبق على الالتقاء بالثبيتي والعسيري في المغرب، أو أي نية في ارتكاب أي أعمال تخريبية، معتبرا أنه ترك أفغانستان بعد أن " انحرف فيما بعد ولم يعد يؤمن بقناعات الجهاد. جلسة الثلاثاء كانت كذلك فرصة للاستماع إلى عدد من المتهمين المغاربة وهم تاجر الأقمشة محمد مفمان، والأخوان محمد ناديري والهاشمي ناديري ، ليستكمل الاستماع في جلسة الأربعاء لكل من الشرطي عبد الله عبيد ، ونعيمة هارون زوجة العسيري، وبهيجة هيدور زوجة الثبيتي وحورية هيدور أخت بهيجة.