جاء تكريم اللجنة المنظمة العليا لسباق الجري الخيري الثامن لسمو الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لالعاب القوى يوم امس الاول في الحفل التكريمي عقب السباق بادرة مستحقة لرجل نجح في احداث قفزة كبيرة في ام الالعاب السعودية، وقفزت اللعبة التي كانت قبل العام 92م من القرن الماضي مجرد لعبة محلية لم تتطل برأسها حتى على مستوى الانجازات الخليجية، وفي سنوات معدودة فقط نجح الاتحاد السعودي لالعاب القوى برئاسة الامير نواف بن محمد، وعقب تسلمه المهمة في العام 92م ان يشرع في حصد الذهب خليجيا وعربيا وقاريا وحتى عالميا. بوسان اكدتها وقبل العودة الى التسعينات من القرن الماضي، حري بنا ان نعرج على بوسان الكورية التي حقق فيها العدائون السعوديون في دورة الالعاب الآسيوية ببوسان الذهب، وتكرر سبع مرات، حيث حقق فيها النجم القادم بقوة مخلد العتيبي ميداليتين في سباقي (5000و10000م) وحسين السبع في الوثب الطويل، وسالم الاحمدي في الوثبة الثلاثية، وجمال الصفار فس باق 100م وهادي صوعان في سباق 400م/ح وذهبية سباق 4*100 تتابع. ولعل هذه الانجازات الآسيوية الاخيرة وضعت اتحاد العاب القوى في مصاف الاتحادات التي يشار لها بالبنان.. خاصة ان الاتحاد السعودي لالعاب القوة بدأ من الصفر، ونجح في وضع برنامج مخطط له، وميزة هذا الاتحاد انه دائما يخطط للمدى البعيد دون النظر الى النتائج الوقتية. الانجاز الابرز ولعل اهم انجازات الاتحاد السعودي لالعاب القوى التي فاقت التصورات هو حصول هادي صوعان على الميدالية الفضية في سباق 400م/ح في اولمبياد سيدني وهي اول ميدالية سعودية وخليجية في الاولمبياد، ولعل هذا الانجاز هو الذي جعل القوى السعودية تأخذ طريقا خاصا في انجازاتها.. خاصة ان فضية صوعان جاءت في منهجها وطريقتها بشكل مختلف عن انجازات المغرب العربي (عالميا) حيث عرف عدائو المغرب العربي بتحقيق الميداليات العالمية والاولمبية والدولية في المسافات المتوسطة او الطويلة، ولكن انجاز صوعان جاء عن طريق المسافات القصيرة، وهذا بحد ذاته انجاز جديد للعرب في مسابقات كانت محصورة على عدائي الولاياتالمتحدة واوروبا فقط.. تنوع الانجازات ولعل تخطيط الامير نواف بن محمد في اتحاد القوى يراعي جميع المسابقات ولا يركز على نوع من المسابقات دون اخرى، بدليل ان هناك ثلاثة لاعبين عالميين ينافسون على الميداليات في المحافل الدولية بمسابقات مختلفة، فالعداءان هادي صوعان وحمدان البيشي ينافسان في المسابقات القصيرة، وحسين السبع في مسابقة الوثب الطويل، ومخلد العتيبي في المسافات الطويلة، وهذا يعني ان الفرصة متاحة لجميع المواهب في الوصول الى العالمية، بل ان اتحاد القوى السعودي له معايير دقيقة من اجل اختيار العدائين واللاعبين للمعسكرات الخارجية الطويلة، فاذا وصل اللاعب او العداء للرقم الذي وضعه الاتحاد السعودي فان المجال مسموح لهذا اللاعب او ذاك العداء في الانخراط بالمعسكرات والبدء في رحلة الذهب او الفضة او البرونز العالمي، وهذا ما يفسر لنا بروز المواهب ورعايتها بالشكل الصحيح في العاب القوى السعودية. علما ان القوى السعودية بدأت انجازاتها العالمية بالمسافات الطويلة عن طريق سعد شداد في بطولة العالم عام 95م عندما فاز ببرونزية سباق (3000م.ع) واذا كانت القوى السعودية عرفت عالميا في التسعينات من القرن الماضي بالمسافات الطويلة، فان المسافات القصيرة هي المتسيدة مع مطلع القرن الجديد، بل ان المسافات القصيرة هي التي جلبت اول انجاز للرياضة السعودية في الاولمبياد. معسكرات لكل تخصص ولعل من الامور الواضحة التي نجح فيها الاتحاد السعودي لالعاب القوى في نهجه لاعداد ابطال لام الالعاب السعودية، اقامة معسكرات حسب التخصصات بمعنى آخر، ان الولاياتالمتحدةالامريكية كانت متفوقة ومازالت في المسافات القصيرة، فيتم اختيار العناصر المحلية في المسافات القصيرة لاقامة معسكراتهم في امريكا وهكذا الرمي في المانيا والمسافات الطويلة والمتوسطة في المغرب وهكذا. ومن المؤكد ان هذه الطريقة اثمرت (نجاحا) واثمرت تخريج ابطال عالميين. اعادة الجائزة الكبرى ويأمل الجمهور السعودي ان يعيد الاتحاد السعودي لالعاب القوى فكرة مسابقة الجائزة الكبرى التي تقام مسابقاتها بين شوطي مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم، وكانت فرصة للجمهور السعودي للتعرف على نجوم اللعبة، خاصة ان نجوم اللعبة حاليا امثال هادي صوعان وحمدان البيشي والسبع والاحمدي ومخلد العتيبي اصبحوا معروفين والجماهير تتطلع لرؤيتهم. العمل على محورين الاتحاد السعودي لالعاب القوى يستحق بحق ان يكون الاتحاد الرياضي المميز لانه ربما يكون الاتحاد الوحيد الذي له اجندة عمل وخطط استراتيجية يسير على هديها وقد تمحورت هذه الاستراتيجية في اتجاهين: الاول: المحافظة على المكتسبات والانجازات الرياضية التي حققها ابطال المملكة في العاب القوى في الميادين العربية والقارية والدولية ومتابعة هؤلاء الابطال وتوفير كل المستلزمات الضرورية لمواصلة مسيرتهم ويأتي على رأس هؤلاء الابطال هادي صوعان صاحب الميدالية الفضية في اولمبياد سيدني 2000 في سباق 400م حواجز وابطال العرب وآسيا نجم السرعة النفاثة البشرية جمال الصفار بطل العرب وآسيا في سباق 100م و200م. وحمدان البيشي بطل سباق 400م وحسين السبع بطل العرب وآسيا في الوثب الطويل واحد افضل عشرة لاعبين في العالم وغيرهم من ابطال الخبرة امثال سعد شداد الاسمري وعليان القحطاني ومحمد البراك وخالد الخالدي وابراهيم العويران. الثاني: جهد حثيث ومتابعة دؤوبة من قبل خبراء في هذه اللعبة يجوبون كافة مناطق ومدن وقرى المملكة ويتابعون جميع البطولات المدرسية خاصة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة من اجل التقاط المواهب الصغيرة والشابة وتشجيعها وصقلها واعدادها للمستقبل. وللامانة والانصاف نقول ان صاحب السمو الامير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لالعاب القوى يقف وراء ارتقاء وتطور ام الالعاب الرياضية وهذا الامير الشاب والمتحمس يتفجر حماسا وعطاء ولا يألو جهدا ماديا أو معنويا الا ويقدمه لهؤلاء الابطال. ولعل فوز الاتحاد السعودي لالعاب القوى في استفتاء افضل اتحاد رياضي عربي لعام 2002 من خلال الاستفتاء السنوي الذي اجرته مجلة الاهرام المصرية يجسد قيمة عمل وتخطيط هذا الاتحاد النشط والرجال القائمين عليه ويقف على رأسهم الامير نواف بن محمد صاحب الفضل الاول بعد الله سبحانه وتعالى في الارتقاء بهذا الاتحاد الذي يفخر به كل سعودي بل وكل عربي. الأمير نواف بن محمد والبطل العالمي هادي صوعان الأمير نواف بن محمد ومتابعة دائمة لام الالعاب