عزيزي رئيس التحرير نود أن نسأل أنفسنا ونكون صادقين معها هل نحن فعلا نريد السعودة في كل ما من شأنه أن يقضي على العمالة الوافدة إلا في أضيق الحدود او التخفيف منها اذا كنا كذلك فالجواب الأمر ليس بالمستحيل نحن أمام فئتين ممن يمكن تطبيق السعودة عليهما والأمر يحتاج الى فنية في وضع خطة محكمة وصادقة يمكن من خلالها إقامة الدورات المكثفة في الاعمال التي نرغب في شغلها وهي ليست بالمستعصية فالدورات ممكن تواجدها بمراكز التدريب المهني أو عن طريق وزارة التجارة هذا كله لمن لا يجد في نفسه إمكانية مواصلة التحصيل العلمي (الحلاق) (السباك) (الكهربائي) (النجار) (البناء) (الحداد) كلها مهن ليست بالمستعصية على شريحة كبيرة من الطلاب ممن لم يحالفهم الحظ في الدراسة بسبب او بآخر وبالتالي يتم إعطاؤهم الفرصة في التوظيف بل وفي تقديم قروض ميسرة ليتمكنوا من خلالها من فتح محلات وورش عمل سدا لحاجة المجتمع كما يجب إعطاء هؤلاء الشباب الثقة التي تجعل منهم لبنات صالحة لأمتهم بل وأين دور الإعلام المقروء والمسموع في الترغيب لمثل تلك المهن وإبعاد شبح البطالة امام هؤلاء الشباب واذا كانت المطالبة بالسعودة أمرا ضروريا وقد تناوله الجمع في مجالسهم فنقول لهم لا شيء مستحيل مع الإرادة والتوكل على الله وصدق النية هذا بالنسبة لمن لم يوفق في الحصول على مقعد للدراسة الجامعية أما من أكمل دراسته فان الشريحة العظمى منهم قد توجهت الى التدريس حتى ملئت بهم مدارسنا وطفح الكيل وأخذ المئات منهم مقعده في الاحتياط واخيرا بدأ الانفراج أمامه عن طريق التدريس في المدارس الخاصة للمواد الإسلامية فلم لا يمتد الى بقية المواد ولكن يعترضنا أمر مهم وهو عصب الحياة حيث اصبح المرتب في المدارس الخاصة مصدر إزعاج لدى الكثير منهم حيث لا يغطي مصاريفهم الشخصية في حين انهم يرون من انفسهم الاكثر عطاء من معلمي المدارس الحكومية واقلهم راتبا مما سبب عزوف البعض منهم عن مبدأ التسجيل في المدارس الخاصة والمالك لا يستطيع توفير المبلغ المطلوب منه مساواة بالمبالغ المستلمة من قبل الوزارة فلماذا لا يتم التنسيق بين وزارة المعارف وملاك المدارس الخاصة بحيث يتم التعيين ويكون المرتب مناصفة بين الوزارة والملاك إني على ثقة في أن هذا الأمر سيخفف الأعباء المالية على الطرفين ومن خلاله لن نجد من يقف على كرسي الاحتياط أكثر من سنة رغبة في التدريس وسنقوم بحل مشكلة كبيرة قوامها آلاف الخريجين والخريجات الذين ينتظرهم الدور لخدمة هذا الوطن بعد سنوات طويلة من الدراسة فهم يحلمون بفتح بيوت لهم تحفها الأحلام الهادئة لا الديون التي ترهق تفكيرهم لسنوات عديدة فمتى نرى اليوم الذي نجد فيه السعودة ترفرف في سماء جميع المهن خاصة في أشرفها وهي التعليم. @ @ أحمد بن ناصر الملحم