كثيراً من خريجي الثانوية العامة الذين التحقوا بالدراسة في شتى الجامعات بأقسام اللغة العربية قد أصابهم الإحباط والتشاؤم الشديد حينما علموا أن هذا التخصص الذي طالما حلموا به وبالدراسة فيه قد تكدس خريجوه بشكل ملفت ولم يستقبلهم سوق العمل , كيف ( لا ) وأمامهم أكثر من 12000 خريج من هذا التخصص وهم في قوائم الانتظار منذ سنين حتى نهاية السنة الماضية عام 1430-1431 أمام تخبط الوزارات المسؤولة عن ذلك بغض النظر عن باقي الخريجين من التخصصات الأخرى لأنهم لا يشكلون نسبة عالية في البطالة كما شكلها خريجو اللغة العربية . هل اللوم سيكون على خريجي اللغة العربية لأنهم التحقوا بهذا التخصص وتخرجوا منه أساتذة دون تعيين ؟ بلا شك أن الإجابة ستكون ( لا ) فليس لديهم سابق إنذار في هذا الأمر , فهم نتيجة تخبطات لا نعلم متى ستتوقف . فكل وزارة تلغي باللائمة على الأخرى ويستمرون على ذلك لسنين عدة ولم يأتِ أحد منهم بحل ينقذ خريجي اللغة العربية مما هم عليه من أعذار, ولذلك نستطيع القول إن حقوق خريجي اللغة باتت مسلوبة لكن ممن ؟؟!! إن كثيراً من الخريجين يحملون وثائقهم منذ سنوات عدة وحتى الآن لم يجدوا من ينفض عنها غبار الزمن , وكثيراً منهم متزوجون ولهم أبناء لا يكادون يجدون لقمة عيش لأبنائهم , وكثيراً منهم قد أصابتهم الأمراض النفسية من جراء هذه البطالة , وحتى إن وجدوا عمل فلا يتجاوز مرتب هذه الوظيفة 2500 ريال فالبكاد أن هذا المبلغ الزهيد لا يغطي مصاريف حياتهم من أكل وشرب وتنقل وما إلى ذلك . حيث أن أكثر خريجي اللغة العربية يتجهون إلى العمل بالمدارس الأهلية لأن كثيرا من مجالات سوق العمل لا تقبلهم بحكم مسمى الشهادة التي يحملوها ونجد أن من تقبله هذه المدارس معلما منهم يكن ذو حظ عظيم فأكثر المدارس الأهلية لا تلتزم بمبدأ السعودة التي قد أُمر بها ,و يُعامل المعلم السعودي معاملة أخرى فيُفضل المعلم الأجنبي عليه ويظل المعلم السعودي في درجة أدنى وكأن المعلم السعودي ليس له الكفاءة العالية للتعليم وكأنه لا يحمل الشهادة التي أهلته لذلك . ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل تجد الراتب ضئيل جداً والأهم من هذا كله تفاوت المرتبات من مدرسة لأخرى ولا أعلم ما السر في ذلك !. إنَّ نسبة كبيرة من خريجي اللغة العربية يرون عدم وجود إشراقة قريبة تضيء سماءهم بتعيينهم والوصول إلى حل سريع يرضيهم , فكل الحلول التي وضعت لهم إنما هي حلول بعيدة الأجل ولا نعلم هل سيتم العمل بهذه الحلول أم أنها وضعت لنسيانها مع الزمن كما أنه لم يصرَّح بها علناً . أمنية يسعد هؤلاء الخريجون بتلبيتها لهم ألا وهو( التعيين) عاجلاً غير آجل . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) : من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسّر على معسر ، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة... الحديث ) رواه مسلم . أ . بدر عسيري