اغارت طائرات حربية امريكية على وسط بغداد في وقت مبكر أمس الاربعاء لتقصف مجمعا للرئاسة يوجد فيه مقر قصي ابن الرئيس صدام حسين ويتصاعد دخان كثيف في سماء المدينة.وقالت سامية نخول مراسلة رويترز كان صوتا مدويا جدا. ورأيت نورا برتقاليا حينما وقع احدها. وبعد توقف غير معتاد للقصف معظم الليل استؤنفت الانفجارات بعد قليل من الساعة الثالثة صباحا منتصف الليل بتوقيت جرينتش الثلاثاء مع دخول الحرب الرامية للاطاحة بصدام يومها الرابع عشر. واصابت ثلاث قنابل مجمع الرئاسة القريب من نهر دجلة الذي يوجد فيه مقر قصي الذي يقود الحرس الجمهوري. وقصف المجمع عدة مرات من قبل في الايام الاخيرة. وتصاعد الدخان من مبنى مرتفع الى الغرب من وسط المدينة وحيث توجد مبان حكومية كثيرة. ويبدو ان مركز اتصالات قرب جسر على نهر دجلة اصيب ايضا. وارتفعت ألسنة اللهب من المنطقة.وقال مراسل لرويترز ان انفجارات ونيران مضادة للطائرات سمعت جنوبي العاصمة العراقية بغداد بعد ان مرقت طائرات التحالف فوق المدينة بعد فترة هدوء نسبي. وتعرضت مناطق مختلفة من العاصمة العراقية منذ فجر أمس الى غارات جوية من طائرات قوات الغزو دوت فيها اصوات الانفجارات الضخمة في بغداد وضواحيها كما سمعت اصوات المضادات الارضية وهي تطلق نيرانها.ونشبت حرائق عدة في بغداد نتيجة القصف العنيف كما شوهدت سحب من الدخان تعلو في السماء. وقال المراسلون ان القصف الحالي استهدف مبنى اتصالات رئيسيا مشيرين الى ان عشرة مراكز للاتصالات الهاتفية قصفت من قبل في محاولة لانهاء جميع الاتصالات تمهيدا لحصار بغداد واقتحامها. واشار المراسلون الى ان هدير الطائرات العسكرية يسمع فوق بغداد طوال الوقت وان الطائرات والصواريخ استهدفت في غاراتها مواقع عدة قصفت من قبل. يذكر ان بغداد انقطعت عنها الاتصالات نهائيا فيما تعطلت خدمة توصيل الرسائل والطرود البريدية وغيرها من الخدمات. وتصاعد الدخان ايضا الى الشرق من وسط المدينة في منطقة توجد فيها مبان للقوات الجوية ومقار عسكرية اخرى. واضاءت طلقات كاشفة سماء الليل وسمعت طائرات حربية تحلق في السماء في حين انطلقت نيران المضادات الارضية. وقالت نخول: المنطقة التي اصيبت توجد فيها وزارات كثيرة ومبان عسكرية كثيرة. وكان احدها انفجارا كبيرا. ويبدو انهم اصابوا موقع مدفعية او مخزن ذخيرة. وسمعت انفجارات متواصلة ايضا باتجاه الضواحي الجنوبية للمدينة المترامية الاطراف وحيث يعتقد ان قوات الحرس الجمهوري تحصنت في طريق القوات الامريكية الزاحفة. وكانت القوات الامريكية قد استهدفت مباني حكومية رئيسية ومواقع عسكرية ورئاسية في المدينة التي يعيش فيها خمسة ملايين نسمة في الحرب التي بدأت في 2. من مارس. وسبق لقصر الجمهورية، وهو اكبر قصر لصدام حسين في قلب العاصمة، ان تعرض صباحا للغارات الجوية. ويضم المجمع الرئاسي عشرات الابنية. وقالت قناة الجزيرة الفضائية القطرية ان الغارات الجوية استهدفت مركز السناك الرئيسي للاتصالات في بغداد. وافاد مراسل الجزيرة بأن هذا المركز كان قد اصيب ثلاث مرات في الايام الاخيرة مضيفا ان مئات الآلاف من السكان حرموا من الهواتف. وكانت بغداد قد تعرضت مرتين (الثلاثاء) لقصف عنيف استهدف اطراف المدينة حيث شوهدت كرات من النار تبعتها سحب من الدخان ترتفع فوق اماكن سقوط القذائف ولكن تعذر على الفور معرفة الاهداف التي طالها القصف. وتتمركز قوات ومنظومات دفاعية عراقية في مناطق الضاحية الجنوبية لبغداد التي يمكن ان يستهدفها هجوم بري امريكي محتمل. وواصلت قوات التحالف قصف الدفاعات العراقية حول بغداد فيما تقف الفرقة الاولى التابعة لمشاة البحرية والفرقة الثالثة مشاة والفرقة 1.1 على أهبة الاستعداد للهجوم. ونقلت سى.إن.إن عن مسؤولين عسكريين أمريكيين في وقت سابق قولهم إن الجنرال تومي فرانكس قائد القوات الامريكية في الحرب تلقى ضوءا أخضر لشن هجوم على بغداد في الوقت الذي يراه ودون الرجوع إلى الرئيس جورج بوش ولا وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. القصف يطال المدنيين لقتل المزيد منهم