نقلت القوات الأمريكية أمس الاثنين الحرب الى قلب العاصمة العراقية بمهاجمة القصر الرئاسي الاساسي في وسط بغداد في حين انضمت قوات المارينز الى الفرقة الثالثة في مشاة البحرية الأمريكية لمحاصرة المدينة الا ان السلطات العراقية ما زالت تؤكد انها تحكم السيطرة على الوضع. ففي اليوم ال19 من الحرب شنت وحدات أمريكية هجوما فجرا على القصر الرئاسي الذي يضم عدة مبان رسمية ودارت معارك ضارية لساعات في جميع اطراف المدينة للاستيلاء عليه. وحتى ظهر اليوم بالتوقيت المحلي (00ر8 تج) كانت اصوات انفجارات متقطعة ما زالت تسمع في بغداد. وقال مراسلون لوكالة فرانس برس ان القوات العراقية تسيطر على محيط القصر الرئاسي حيث تقع وزارات خصوصا وزارتي الاعلام والخارجية. وتولت عناصر مسلحة تتحصن وراء اكياس من الرمل حراسة مدخلي الوزارتين ومبان ادارية اخرى. واكد مسؤول عسكري أمريكي في مطار صدام الدولي الذي استولت عليه الفرقة الثالثة في مشاة البحرية الأمريكية الخميس ان القوات الأمريكية استولت على ثلاثة قصور رئاسية بينها القصر الرئاسي الاساسي في وسط بغداد. وفجر العراقيون جسرين في شرق العاصمة لتأخير دخول قوات التحالف الأمريكي البريطاني الى العاصمة بغداد حسبما ذكر جنرال أمريكي. وقال الجنرال جون كيلي مساعد قائد الفرقة الاولى في مشاة البحرية ان هذا الامر لم يمنع قوات المارينز من دخول بغداد أمس الاثنين من جنوب شرق البلاد لعزل نظام الرئيس صدام حسين تماما. وشنت العملية ضد القصور الرئاسية عند قرابة الساعة 00ر7 بالتوقيت المحلي (00ر3 تج) بحسب اللفتنانت-كولونيل بيتر باير من الفرقة الثالثة في مشاة البحرية الأمريكية والتي استخدمت خلالها اسلحة من جميع العيارات الخفيفة والثقيلة. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس اكد البنتاغون ان هذه المعركة ليست معركة بغداد لكنها رسالة شديدة اللهجة موجهة الى نظام صدام حسين. وقال بن اوينز في وزارة الدفاع الأمريكية نريد ان نثبت للقوات العراقية باننا قادرون على دخول اي قطاع عندما نريد. فقد اجتاحت أكثر من 100 دبابة أمريكية وآلية مدرعة قلب بغداد أمس الاثنين حيث اقتحمت القصر الرئاسي على ضفاف نهر دجلة. وشنت قوات الحرس الجمهوري مقاومة عنيفة مستخدمة قذائف الهاون ونيران المدافع الثقيلة والقذائف الصاروخية مع تحرك القوات الامريكية صوب العاصمة حوالي الساعة السادسة صباحا. أورد مراسلو وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) أنباء عن القتال العنيف بين جنود أمريكيين ووحدات عراقية في محيط القصر الرئاسي. وسمع دوي متواصل لنيران المدافع في منطقة مباني الادارة الحكومية. وقالت مراسلة لرويترز ان القوات العراقية والامريكية تبادلت النيران في "منطقة معارك" بوسط بغداد تشمل حيا سكنيا.وقالت المراسلة سامية نخول "بغداد منطقة معارك الآن. انها تهتز بدوي الانفجارات في كل مكان.. بين المنازل في مناطق سكنية". واضافت ان قوات عراقية وامريكية تتبادل النيران في قلب بغداد. وقالت نخول "تنطلق سيارات الاسعاف في الشوارع لاجلاء الخسائر البشرية. انها السيارات الوحيدة في الشوارع الى جانب المركبات العسكرية". وتابعت "يلزم الناس بيوتهم لان القذائف تسقط على رؤوسنا. المدفعية تدوي في كل مكان". وفي القتال الضاري الذي دار عند الجانب الشرقي من بغداد قالت قوات مشاة البحرية الامريكية ان جسرين لحقت بهما تلفيات شديدة مما يجعل الدبابات والمركبات المدرعة غير قادرة على عبورهما. وصرح السارجنت مارفين كروفورد لمراسل رويترز ماثيو جرين ان اثنين من مشاة البحرية قتلوا عندما سقطت قذيفة مدفعية على برج مركبة الهجوم البرمائي التي كانا يستقلانها مما ادى الى تفجير درع المركبة. وأضاف "اصيب عدد من مشاة البحرية واعلم ان اثنين قتلا. كان الوضع سيئا.. الاشلاء منتشرة في كل المكان". وتوضح خرائط مشاة البحرية الامريكية ان النهر هو نهر ديالى وهو احد روافد نهر دجلة. وفي وسط بغداد شوهدت دبابتان امريكيتان تتجهان الى قصر مطل على نهر دجلة في الوقت الذي حاولت فيه القوات العراقية صد الهجوم. وسقطت قذائف على المجمع مما ادى الى تصاعد اعمدة من الدخان الابيض. ولم ترد أي انباء عن المكان المحتمل وجود صدام به. ومن غير المرجح ان يكون في أي مكان مجاور لقصوره الرسمية التي تعرضت بالفعل لقصف شديد خلال الاسابيع الثلاثة الاولى من الضربات الجوية. ومع تحليق طائرات من طراز ايه/10 التي توصف بأنها "مدمرة الدبابات" وطائرات الاستطلاع بلا طيار في السماء التي يغلفها الدخان اتجهت الدبابات والمركبات المدرعة الى وسط المدينة.وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية "هذا عرض للقوة... انه يبعث برسالة قوية الى النظام مفادها أن بامكاننا التوجه الى اي مكان نريده... حتما سيؤدي وجود قائد امريكي في القصر الرئاسي ببغداد الى اثارة ازعاج النظام بصورة كبيرة". وذكر متحدث عسكري بريطاني ان استعراض العضلات العسكرية الامريكية لابد ان يشجع حكومة صدام على الاستسلام. وصرح الكابتن ال لوكوود لتلفزيون سكاي قائلا "احث النظام على الاذعان الآن اذا كانوا يشاهدون هذا.. فلنحاول منع اي خسائر في الارواح بعد الآن". ومساء الاحد كانت العاصمة العراقية، التي قطع عنها التيار الكهربائي، تشهد اجواء حصار اذ قبع سكانها في منازلهم وكانت شوارعها شبه مقفرة تنتشر فيها اعداد كبيرة من القوات المسلحة. وفي الضاحية الغربية عززت القوات الأمريكية مواقعها في المطار. فقد انتشر خمسة آلاف جندي في المطار وتمكنت اول طائرة شحن أمريكية من طراز سي-130 هيركوليس من الهبوط فيه مساء الاحد. وقال شاهد من رويترز ان ثلاث قنابل سقطت على العاصمة العراقية بغداد أمس الاثنين فيما استؤنفت غارات جوية على المدينة. وقالت سامية نخول مراسلة رويترز ان القصف الجوي استؤنف على بغداد بعد فترة توقف في الصباح فيما واصلت القوات البرية الامريكية تحركها نحو العاصمة. وفي وقت سابق سقطت قنبلتان على وسط بغداد وسقطت قنابل اخرى على مشارف العاصمة في غارات فجر أمس.وحلقت طائرات الحملة في سماء بغداد. وسمع بوضوح هدير طائرات تحلق على علو منخفض فوق العاصمة العراقية بعد ظهر أمس. واطلقت بطاريات الدفاع الجوي العراقية النار في غياب رؤية واضحة بسبب الدخان الكثيف والغبار الذي يلف المدينة. مواطنون عراقيون يتابعون القتال قرب القصر الرئاسي الدخان يتصاعد فوق القصر الرئاسي الرئيسي في بغداد