فيما احتفل القبارصة اليونانيون امس الاربعاء بالتوقيع التاريخي لقبرص على معاهدة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، عمت مشاعر الكآبة الشطر الشمالي للجزيرة المجزأة الذي يسكنه القبارصة الاتراك وتسيطر عليه القوات التركية، حيث انتقدت أنقرة بشدة الاتحاد الاوروبي وهي تسعى في الأساس للانضمام اليه منذ سنوات ولم تفلح. وفي مستهل المراسم التي جرت في اثينا، على سفح الاكروبول، اطلقت 12 طلقة في نيقوسيا، مؤذنة ببدء احتفالات في كافة انحاء الشطر الجنوبي من جزيرة قبرص، حيث ينظر الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي على انه اكبر حدث منذ نيل الجزيرة استقلالها عن الاستعمار البريطاني عام 1960. وهناك شعور بالفخر لان قبرص تمكنت من الانضمام إلى هذا التجمع الاوروبي المميز بعد ان تغلبت على العقبات التي مثلت امامها بسبب تقسيم الجزيرة منذ الغزو التركي لشطرها الشمالي عام 1974. وما إن وقع الرئيس القبرصي اليوناني تاسوس بابادوبولوس على المعاهدة، رفعت كل دار بلدية علم الاتحاد الاوروبي احتفالا، واطلقت البالونات الزرقاء وبدأت الاحتفالات في كل ساحة رئيسية. وشاهد الساسة والوزراء المراسم على شاشة تلفزيونية ضخمة في العاصمة. وقد انهارت مبادرة سلام برعاية الاممالمتحدة الشهر الماضي لانهاء مشكلة تقسيم الجزيرة المستمرة منذ 29 عاما. وتلقي الاممالمتحدة باللوم في ذلك على زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش القومي المتشدد، الذي رفض خطة الاممالمتحدة لتوحيد الجزيرة رغم مظاهرات غير مسبوقة في الشمال مؤيدة للاتحاد الاوروبي. وقال علي كوبان، المختص في العلاقات العامة: أضعنا فرصة كبيرة بسبب دنكطاش. وحتى لو دخلنا الاتحاد الاوربي مستقبلا، لست اكيدا اننا سنحصل على الشروط نفسها. ولا تعترف بجمهورية شمال قبرص التركية سوى تركيا التي اجتاحت قواتها الجزيرة ردا على انقلاب مدعوم من اثينا بهدف توحيد قبرص مع اليونان. وأدت سنوات من العقوبات الدولية الى انهاك الاقتصاد القبرصي التركي بينما ازدهر الاقتصاد القبرصي اليوناني الذي يعتمد بشدة على قطاع السياحة. ويعتمد سكان الشطر الشمالي وعددهم 200 الف نسمة على المساعدة المالية التركية. وتصبح قبرص رسميا عضوا في الاتحاد الاوروبي في الاول من مايو 2004. ودعت الاممالمتحدة القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك الى مواصلة المفاوضات سعيا للتوصل الى تسوية بحلول ذلك التاريخ. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان أمس: ليس هناك سلطة سياسية او حكومة او برلمان مخول تمثيل الجزيرة بأسرها، تركيا لا تقبل بمعاهدة الانضمام لا قانونيا ولا سياسيا. دنكطاش في استانبول وقد بدت علامات الغضب على محياه