نبه الزعيم القبرصي التركي محمد علي طلعت أمس القبارصة اليونانيين الى ضرورة الاحجام عن ارضاء الكنيسة و"القوميين المتطرفين" اذا كانوا يأملون في احراز تقدم في مفاوضات السلام بهدف اعادة توحيد الجزيرة. ودعا طلعت الذي كان يتحدث في الذكرى الخامسة والعشرين لاعلان قيام "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد، مواطنيه الى التطلع نحو المستقبل وليس الى الماضي. وقبرص مقسمة منذ 1974، حين اجتاح الجيش التركي الشطر الشمالي منها اثر انقلاب قام به قبارصة يونانيون سعيا الى ضم الجزيرة الى اليونان. وبعد تسعة اعوام، اعلن قيام "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة. وبدأ القبارصة اليونانيون والاتراك في الثالث من ايلول - سبتمبر مفاوضات مباشرة. ولكن لم يسجل سوى تقدم طفيف بعد ثمانية اجتماعات عقدها طلعت والرئيس القبرصي اليوناني ديمتريس خريستوفياس. وقال طلعت مخاطبا حشدا من القبارصة الاتراك في نيقوسيا "اذا كانت القيادة القبرصية اليونانية الحالية، التي تقول انها تؤيد السلام، صادقة في رغبتها في معالجة المشكلة القبرصية، فعليها ان تتخلى عن المناورات الهادفة الى ارضاء حلفائها القدامى، مثل جبهة الرفض او الكنيسة". واضاف "لا يمكنكم ارضاء جبهة القوميين المتطرفين الذين يرفضون (اعادة توحيد قبرص) وفي الوقت نفسه، مد اليد للقبارصة الاتراك. هذا غير ممكن". وكان طلعت يشير الى القبارصة اليونايين الذين رفضوا اعادة التوحيد في استفتاء اجرته الاممالمتحدة العام 2004.وفي مقابل الرفض اليوناني، ايد القبارصة الاتراك اعادة التوحيد، ما ادى الى انضمام قبرص المقسمة بعد شهر من الاستفتاء للاتحاد الاوروبي. وكان في مقدم رافضي اعادة التوحيد الرئيس القبرصي اليوناني السابق تاسوس بابادوبولوس الذي هزم في الانتخابات الرئاسية العام 2008والذي لا يزال حزبه داخل الائتلاف الحكومي لخريستوفياس.