نيقوسيا – أ ف ب - توفي رؤوف دنكطاش الزعيم السابق للقبارصة الأتراك ليل الجمعة – السبت عن 87 سنة، بعد تدهور بطيء لحالته الصحية على إثر اصابته بجلطة في الدماغ سببت لديه شللاً جزئياً في أيار (مايو) الماضي. وكان دنكطاش خضع لجراحة في تموز (يوليو) الماضي في مستشفى عسكري في أنقرة، لكن حالته لم تتحسن بسبب تعقيدات ناجمة عن تقدمه في السن. وهو نقل إلى المستشفى مجدداً الثلثاء الماضي، وأعلن أطباؤه الخميس أنه يعاني من قصور في عدد كبير من أجهزته. وسيشيّع بعد غد الثلثاء وسيشارك في جنازته الرئيس التركي عبدالله غل. وأعلن نجله سردار للصحافيين في مستشفى في شمال قبرص: «ألمنا كبير. لقد فقد أبي ثلاثة أبناء، ولقد إنتقل إلى جوارهم». وأضاف سردار، الذي سبق أن شغل منصب نائب رئيس الوزراء وزير خارجية «جمهورية شمال قبرص التركية» التي أعلنت من طرف واحد عام 1983، «كان مناضلاً (...) لكن قواه خانته هذه المرة». والزعيم القبرصي التركي السابق إنسحب من الحياة السياسية منذ 2005 بعدما رأى أن سياسة التعنت التي يتبعها حيال القبارصة اليونانيين يرفضها القبارصة الأتراك، الذين صوتوا قبل عام من ذلك مع خطة الأممالمتحدة لإعادة توحيد الجزيرة. إلا أن العملية السياسية لم تنجح بسبب رفض القبارصة اليونانيين الخطة. وانضمت قبرص مقسّمة إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004. ولا تزال عملية السلام، التي أطلقت مجدداً عام 2008، تراوح مكانها. ومثل دنكطاش، المحامي المتخرّج في بريطانيا، المجموعة القبرصية التركية طوال 40 سنة قضى نصفها «رئيساً لجمهورية شمال قبرص التركية». وتجمّع مئات الأشخاص بعضهم كانوا يبكون أمام المستشفى الذي توفي فيه. وقال الرئيس الحالي ل«جمهورية شمال قبرص التركية» درويش ايروغلو أن «الشعب القبرصي التركي لن ينسى دنكطاش ولن ينسى الخدمات التي قدمها في معركته». وعبرت تركيا التي لا يزال 30 ألفاً من جنودها ينتشرون في القسم الشمالي من قبرص منذ اجتياح الجزيرة عام 1974 رداً على إنقلاب دبره قبارصة يونانيون قوميون بدعم من أثينا، عن حزنها «لفقدان رجل وطني». وقال جميل تشيتشيك رئيس البرلمان التركي لشبكة التلفزيون «إن تي في»: «انها خسارة كبيرة لنا جميعاً (...) إنه مفاوض ماهر ورجل قانون جيّد وقبل كل شيء وطني كبير».