أمير حائل يدشن إنتاج أسماك السلمون وسط الرمال    المسند: طيور المينا تسبب خللًا في التوازن البيئي وعلينا اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من تكاثرها    التعامل مع المرحلة الانتقالية في سورية    جازان: القبض على شخص لترويجه 45 كيلوغراما من «القات»    بناء الأسرة ودور مراكز الرعاية الصحية الأولية    معرض الكتاب بجدة كنت هناك    جمعية(عازم) بعسير تحتفل بجائزة التميّز الوطنية بعد غدٍ الإثنين    البديوي: إحراق مستشفى كمال عدوان في غزة جريمة إسرائيلية جديدة في حق الشعب الفلسطيني    مراكز العمليات الأمنية الموحدة (911) نموذج مثالي لتعزيز الأمن والخدمات الإنسانية    الفريق الفتحاوي يواصل تدريباته بمعسكر قطر ويستعد لمواجهة الخليج الودية    الهلال يُعلن مدة غياب ياسر الشهراني    جوائز الجلوب سوكر: رونالدو وجيسوس ونيمار والعين الأفضل    ضبط 23194 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.. وترحيل 9904    الأونروا : تضرر 88 % من المباني المدرسية في قطاع غزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    حاويات شحن مزودة بنظام GPS    مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    سديم "رأس الحصان" من سماء أبوظبي    أمانة القصيم توقع عقد تشغيل وصيانة شبكات ومباشرة مواقع تجمعات السيول    بلدية محافظة الاسياح تطرح فرصتين استثمارية في مجال الصناعية والتجارية    «سوليوود» يُطلق استفتاءً لاختيار «الأفضل» في السينما محليًا وعربيًا خلال 2024    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    رفاهية الاختيار    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    حلاوةُ ولاةِ الأمر    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نعم ارامكو وقفت ضد انشاء كلية البترول والمعادن
د.بكر عبدالله بن بكر.. رحلة البترول والهندسة والادارة والدبلوماسية
نشر في اليوم يوم 26 - 12 - 2002

هذا لقاء متفرد لان صاحبه حقق تميزا على جميع الاصعدة فهو اول مهندس سعودي يعمل في ارامكو الامريكية واول موظف سعودي في كلية البترول والمعادن واول مدير لجامعة البترول ظل يعمل في صمت اربعين سنة بعيدا عن الاضواء والاعلام ككل العلماء المتواضعين ولكنه استجاب لدعوة (اليوم) مشكورا فكان هذا الحوار بقدر ما سمح به وقته الثمين وليس ذلك كل ما عنده.
هذا الحوار جمع بين الهندسة والادارة والدبلوماسية والاعلام ثم تحلية المياه ومستقبل المملكة في كل مجال مع شيء من شعر مجنون ليلى، ثم الورد الطائفي المشهور عالميا. الم اقل انه لقاء متفرد؟
ان تجارب ضيف هذا اللقاء غنية بكل ما يحفز الطموح فينا كافراد فهناك المثابرة العلمية والاصرار على الانجاز في محطات العمل.. هناك عزيمة تدعمها الكفاءة.. وهناك الاخلاص للوطن وابنائه.. واستشراف لمستقبل البلاد ووضع اللبنات الاولى في قواعد البناء. هذا هو ضيفنا الدكتور بكر البكر.
تخرجت قبل زملائي
@ كيف انطلق الفتى بكر من الطائف الى كرسي الاستاذية وجاب العالم ليبني اعرق جامعات المملكة (افضل جامعة في الوطن العربي)؟
في مستهل هذا الحوار اشكر جريدة (اليوم) على اعداد هذا اللقاء وان كنت بطبعي لا اميل لكثرة اللقاءات الاعلامية ويعلم الله انني ما قبلت بالحوار الا بدافع التقدير الخاص لجريدة (اليوم).
بداياتي بل حياتي كلها هي قصة حياة ابناء جيلي فقد انهيت دراستي حتى الثانوية بالطائف وكنت احلم بدراسة الطب. وكان والدي ككل سعودي في ذلك الوقت يرى ان جامعات مصر هي الانسب لي. وقبل اتخاذ اي قرار بشأن مستقبلي جاء من يخبرني بان وزير البترول عبدالله الطريقي يطلب مقابلتي في جدة حيث تم ترشيحي مع 15 هم اوائل خريجي الثانوية في عام 1960م للابتعاث لامريكا لدراسة هندسة البترول وقد وافقت على هذا الترشيح بدون تردد. وبالفعل تم ابتعاثنا الى امريكا لدراسة هندسة البترول ثم العودة للعمل في مجال البترول، وصلت امريكا وعندي خلفية كاملة عن البترول واهميته ودوره في التنمية مع خلفية واضحة عن البترول في المملكة والمستقبل المشرق المتوقع. هذه الخلفية اوجدت في داخلي حماسا فاكملت دراستي قبل اكثر من سنة ونصف من المدة المقررة التي هي خمس او ست سنوات للعرب الذين لابد لهم من سنة لدراسة اللغة. وبحمد الله لغتي كانت ممتازة ولم اهدر دقيقة واحدة فتخرجت قبل زملائي المبتعثين الذين هم اوائل طلاب مختلف مناطق المملكة بأكثر من سنة كاملة.
أول مهندس سعودي
وبعد عودتي تم تعييني مهندسا بوزارة البترول عام 1964/1963م وكان كل زملائي عربا من غير السعوديين واكثرهم فلسطينيون ووجدت ان عملهم لا يتجاوز استقبال التقارير الفنية الواردة من شركات البترول وقراءتها وعرضها على المسؤولين. ولم اكن مقتنعا بان هذا العمل هو عمل المهندسين المبتدئين وفي الوقت نفسه لم تكن لدي خبرة عملية لاكون خبيرا متعمقا في مجال هندسة البترول بحيث يمكنني قراءة وانتقاد ما ترفعه شركات البترول للوزارة فتوجهت الى وزير البترول حينذاك معالي احمد زكي يماني وطلبت منه السماح لي بالعمل في شركة ارامكو الامريكية حينئذ فاجابني بان الوزارة في حاجة لخدماتي وعرض ابتعاثي للخارج لمزيد من التدريب ولكني لم اقبل هذا العرض لان التدريب الحقيقي الذي اريده هو في الحقل ومع العاملين في انتاج ونقل البترول وليس في المكاتب حتى ولو كان العاملون فيها ذوي خبرات جيدة.
اقتنع معاليه بوجهة نظري ووافق على تحويلي الى ارامكو بشرط العودة الى الوزارة عند الطلب فوافقت ودخلت ارامكو كأول مهندس بترول سعودي. واذكر انني كنت المهندس السعودي الوحيد الذي اسكنوه في حي كبار الموظفين في بقيق بينما كان باقي الاخوة السعوديين موزعين بين السكن العام وسكن الموظفين المتوسطين فالاول للوظائف العمالية والثاني لفئة الموظفين المتوسطين ورغم السكن الفاخر كنت احس بغربة حقيقية لان كل من معي ومن حولي امريكان لذا كنت دائم الزيارة لسكن العمال والموظفين السعوديين ومقابلة اخواني السعوديين والتحدث معهم.
تجاهلوني في البداية
@ كنت الاول في ارامكو والكلية والجامعة وربما كنت عنصرا سعوديا وحيدا غير مرغوب فيه في ارامكو كيف تجاوزت هذه المحطات الاولى؟
تقدمت للعمل بارامكو بتزكية من وزير البترول شخصيا ورغم هذا انتظرت طويلا حتى تم تعييني وكان من الصعب ان اتابع امر توظيفي في ارامكو من الطائف التي كنت اسكنها في وقت لم يكن الاتصال فيه متيسرا كما هو الان. وكان من الممكن ان يطول الانتظار لولا الاستاذ الامريكي الدكتور جونيل الذي كان المشرف على دراستنا عندما كنا ندرس بامريكا وكان في زيارة للمملكة لمتابعة امر يتعلق بالابتعاث ولاننا كنا في عز الصيف فقد كانت الحكومة باكمها في الطائف وجاء جو نيل الى الطائف وبعد ان انتهى من مهمته سأل عني ووجد من يدله علي وبالفعل وجدته يطرق علي الباب في بيت اهلي في حارة بن بكر بالطائف وكانت مفاجأة لم اكن اتوقعها اطلاقا، قمت نحوه بواجب الضيافة واندهش حين علم باني عاطل ولم اعين في ارامكو حتى تاريخه ثم وعدني خيرا وتابع مشواره حتى الظهران وخلال ثلاثة ايام فقط من مغادرته وصلتني برقية عاجلة تعلن قبول توظيفي بارامكو وتطلب مني سرعة التحرك لانهاء اجراءات التوظيف واستلام العمل.
الحرص على النفوذ
@ البدايات لذيذة لها طعم خاص ولكن لها تبعاتها ايضا.. بم تعلل الانتقال من التسويف والانتظار الى التعجيل بالتوظيف بين عشية وضحاها؟
اقول بشيء من الواقعية كانت ارامكو شركة امريكية تملكها شركات البترول الكبرى في العالم، والمملكة ببترولها الذي يتدفق بغزارة كانت درة تاج على رأسها ولم يكن من السهل على الامريكان التنازل عن السيطرة على هذا المورد لغيرهم ولو كانوا ابناء الوطن ومما يمكنهم من الاستمرار والسيطرة اطول فترة ممكنة عدم مقدرة السعوديين على تشغيل وادارة مرافق البترول ولهذا فقد كانوا لا يريدون منافسين وطنيين على المستويات الفنية والقيادية بل كانوا يريدون بقاء السعوديين عمالا وموظفين صغارا ولهذا فقد تركوني طويلا حتى امل وافقد الامل واتجه اتجاها آخر.. ولكن عندما وجدوا واحدا منهم هو الدكتور جوينل يزكيني ويؤكد لهم مناسبة عملي معهم بادروا بتغيير موقفهم والاسراع بتوظيفي وكنت من جانبي قد استوعبت ثقافتهم واقدر تقدمهم التقني في مجال البترول وغيره ولا اعتقد ان الامريكان يكرهون السعوديين لانهم سعوديون ولكنهم يحرصون على مصالحهم اولا والمصلحة تقتضي الابقاء على العنصر الامريكي مسيطرا وعدم اتاحة الفرصة للسعوديين لمزاحمتهم لان هذا قد يؤدي بعد حين الى التقليل من نفوذهم ثم الاستغناء عنهم في نهاية الامر وهذا ما حدث فعلا.
@ ولكن الاتفاقية الاساسية بين الشركة والمملكة كانت تنص على السعودة تدريجيا؟
الاتفاقيات شيء والتطبيق العملي عند التنفيذ شيء اخر.
كلية ضد المصلحة
@ قيام الكلية لم يجد حماسا من الامريكان لماذا؟
لا ادري من اين جئت بهذه المعلومة ولكني اؤكدها فقد كان قيام الكلية امرا غير مرغوب فيه اطلاقا وليس هذا فحسب بل ان ارامكو بعثت رسائل لوزير المعارف حينئذ فحواها ان قيام وزارة البترول بانشاء كلية هندسة ولم تقل كلية بترول منافسة لكلية الهندسة بجامعة الرياض التي كانت تؤسسها الوزارة بمساعدة الامم المتحدة حينذاك هو ضد مصلحة البلاد لان المملكة لا تتحمل كليتين في نفس الوقت ويبدو ان وزير المعارف اقتنع بهذا الرأي ولكن الملك فيصل رحمه الله كان قد اتخذ قراره بانشاء الكلية.
اقترحت انشاء كلية
كنت لا اعرف عما يدور وازاول عملي في ارامكو وفي سكن الموظفين السعوديين تعرفت على كثير من الاخوة واذكر منهم عبدالله السيف الذي وصل الى درجة نائب رئيس ارامكو ثم تقاعد وناصر العجمي الذي كان مدير سكة الحديد وبقية الاسماء الذين تزخر بهم الذاكرة ولا يتسع المجال لذكرهم ثم تم ابلاغي بان احمد زكي يماني سيزور ارامكو ويرغب في مقابلتي. ومن المفارقات ان رئيس ارامكو الامريكي كان يجلس على قدم المساواة مع وزير البترول السعودي في مجلس الادارة فقدمت للظهران وزرته في بيت الضيافة وهناك افادني بان المغفور له الملك فيصل قرر انشاء كلية للبترول وطلب مني العودة للوزارة للعمل في تأسيس وانشاء المشروع وفرحت بالعرض.
وانتهت المقابلة بان وافقت على العودة ووافق على دراسة اقتراحي بانشاء كلية كاملة في الظهران وهكذا غادرت ارامكو وانتقلت للعمل في تأسيس كلية البترول والمعادن كأول موظف سعودي فيها وقبلت بالتضحية بما لايقل عن 40 بالمائة من راتبي ومخصصاتي الشهرية في ارامكو وسكنت في غرفة بفرع وزارة البترول في الدمام وذكر لي انه سيتم ابتعاثي للحصول على الدكتوراة بعد تأسيس الكلية والعودة في اقرب وقت ممكن.
ماجستير ودكتوراه
بعد فترة وجيزة صدر مرسوم ملكي بانشاء كلية للبترول والمعادن بالظهران وكما كنت اول مهندس سعودي في ارامكو كنت اول موظف سعودي في كلية البترول قبل ان تنشأ وتم تكليفي رسميا بالاشراف على بدايات التأسيس بالمساعدة مع الاخوان في فرع الوزارة في ذلك الوقت ثم عين الدكتور صالح امبة عميدا للكلية وعينت وكيلا لها عام 1964م بالرغم من عدم حصولي على شهادة عليا ثم افتتحت الكلية بحوالي مائتي طالب اذكر من ان 14 منهم كانوا من الجزائر. وبعد سنة واحدة من الافتتاح ثم ابتعائي للدراسات العليا في جامعة ستانفورد التي تعد من اكبر الجامعات الامريكية للحصول على الدكتوراه.
شعرت بان مستقبلي ارتبط بهذه الكلية التي ساهمت في تأسيسها وانشائها فقررت ان احضر الدكتوراه في ادارة الاعمال مع التركيز على التعليم العالي وبالفعل بدأت الدراسة العملية والنظرية بحماس كما فعلت في مرحلة البكالوريوس وحصلت على الماجستير ثم الدكتوراة في زمن قياسي ثم عدت الى الوطن سالما غانما كما يقال.
بدايات جامعة البترول
@ كيف كانت بدايات جامعة البترول التي كنتم الباني الحقيقي لها؟
بعد حصولي على الدكتوراة وعودتي تم تعييني عميدا للكلية مباشرة وقد عملت على تكوين فريق عمل متميز من السعوديين وغير السعوديين العاملين والمستقدمين للعمل في الكلية ومعظمهم من هيئة التدريس وما يقال عني انني بنيت الجامعة مبالغ فيه ففريق العمل الذي تم تكوينه هو الذي ارسى الدعائم الاولى للجامعة وكانت مجموعة متجانسة متناغمة مشهود لها بالتفاني والاخلاص المطلق وكنت احرص على السير بالهدي القرآني (ان خير من استأجرت القوي الامين) فالقوة عندي هي القدرة على العمل وتأديته على اكمل وجه ممكن والامين هو المخلص اخلاصا مطلقا لا يشوب اخلاصه تفكير شخصي او مصلحي او منفعي او تعصب قبلي او خلافه. وهكذا انطلقت الكلية من نجاح الى نجاح ولله الحمد حتى تم تحويلها الى جامعة لاكون اول مدير لها.. اما بعد ان اصبحت جامعة فمعروف للجميع ولا يفوتني هنا ان انوه بدور معالي الشيخ احمد زكي يماني ومعالي الشيخ حسن بن عبدالله ال الشيخ في تحقيق اهداف الجامعة بتوجيه ورعاية الملك المؤسس فيصل بن عبدالعزيز ثم الملك خالد بن عبدالعزيز رحمهما الله ثم الملك الباني فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وايده فقد ادرك المغفور له جلالة الملك فيصل ببعد نظره ان المملكة بحاجة لكلية بترول ومعادن تتخصص في تخريج وتأهيل وتدريب كوارد سعودية مهمتها الاولى التعرف على تقنيات انتاج البترول وادارته وتسويقه وهذا ما تم والحمد لله بتوجيهه ودعمه رحمه الله ولا انسى يوم افتتحنا المراحل الاولى من المدينة الجامعية التي شرفها جلالته حينذاك واعجابه بما رأى حيث التفت الى معالي الشيخ احمد زكي يماني وكنا نسير خلفه وقال هذه ليست بكلية هذه جامعة رحمة الله عليه فقد كان رجل دولة وبناء وتطوير وتحديث من الطراز الاول وزيارة واحدة لارامكو تؤكد كل ما ذكرت فخريجو الكلية يحتلون الان اهم المناصب الفنية والادارية والقيادية فيها الان ولله الحمد.
انتصار
@ هذا يعني انتصاركم عمليا على فكرة عدم مناسبة اقامة كلية بترول تزاحم كلية الهندسة في جامعة الرياض والتي روجت لها ارامكو الامريكية حينذاك؟
نعم بالضبط هذا ما حدث وقد تجاوزت الجامعة الان مرحلة هندسة البترول واصبح خريجوها حملة مشعل صناعة البترول والصناعات الاخرى والتكنولوجيا بصفة عامة ولايزال العطاء مستمرا مع مواكبة كل جديد ومعظم اعضاء وقيادات الاجهزة الفنية والهندسية والادارية في كبريات شركات النفط والبتروكيماويات مثل سابك وارامكو ومختلف المؤسسات الصناعية العامة والخاصة هم من خريجي جامعة البترول بل هناك مجموعة من الوزراء من خريجيها او ممن عملوا فيها وأود هنا تأكيد نقطة جوهرية سبق ان ذكرتها في السطور السابقة وهي ان معارضة قيام الكلية لم تكن ناتجة عن كراهية ارامكو الامريكية للشعب السعودي كشعب ولاكراهية المملكة كدولة عربية ولاكراهية الاسلام من قبل شركة ارامكو الامريكية لاهذا ولاذاك ولكنها نظرة اقتصادية بحتة من منطلق عدم التفريط فيما يرونه مصلحة لهم ومحاولة اقصاء كل من ينافسهم وحتى محاولة الهيمنة ولا اظن ان هذا كان قرارا سياسيا امريكيا وقد لا يمثل رأي الحكومة الامريكية بل هي وجهة نظر شركات البترول الامريكية كشركات محتكرة لصناعة البترول في العالم واعتقد شخصيا ان هذا هو المتوقع من اية شركة اجنبية استثمارية في بلد اجنبي خاصة اذا كان تحت يدها كنز البترول السعودي.
كيف تميزت الجامعة
@ نعود الى جامعة البترول والمعادن التي كانت كلية اذ يشهد الجميع لهذه الجامعة بالتميز فبأي الاسس وصلهم بها الى هذه الصورة؟
التميز لم يأت مصادفة بل كان هدفا اساسيا حتى عندما بدأت الجامعة كلية كان الهدف الرئيسي تخريج كوادر سعودية مؤهلة تأهيلا عاليا لاحتلال مواقع القيادة والتشغيل في مرافق صناعة البترول والمعادن والصناعات الاخرى وميادين التقنية بصفة عامة بنفس الكفاءة والاقتدار ان لم يكونوا افضل من غيرهم خاصة ممن اتوا من امريكا واوروبا والتميز كان هدفا لان تخريج خريجين ذوي مستويات متدنية يجعلهم باستمرار تحت رحمة الخبرة الاجنبية المتفوقة فيصبحون عالة تزيد بهم تكاليف الانتاج وربما تتردى نوعيته يعني انهم سيكونون عبئا على الاقتصاد الوطني وليس رافدا له وان عدم وجودهم خير من وجودهم ولا معنى لشهاداتهم وتخرجهم فكنا من البداية امام خيارين اما ان نخرج من يستطيع او نكون تحت رحمة الاجانب فاخترنا التميز. اذن الهدف كان واضحا منذ البداية ومتى ما اتضح الهدف وضحت الرؤية وامكن وضع الخطط الكفيلة بتحقيق الهدف فلابد من مناهج متطورة مواكبة ومرافق معدة اعدادا عاليا وهيئة تدريس وتدريب عالي الكفاءة مع مختبرات ممتازة ليس هذا فحسب بل الطالب نفسه لابد ان نختاره من المتميزين ليتخرج اكثر تميزا كما ان انظمة التعليم راعينا فيها ان تكون متميزة تحقق الهدف مباشرة وكل ما ذكرت من تميز لم اقصد به التميز على المستوى المحلي او الاقليمي بل العالمي والجدير بالذكر ان صلاحيات مجلس الادارة كانت كافية لوضع الخطط والبرامج وتنفيذها بما يحقق التميز عالميا واتمنى ان تعود للمجلس صلاحياته كما كانت في البدايات والتي تحول معظمها لوزارة التعليم العالي الآن اما الانفتاح على الآخرين والاستفاد من الخبرة الاجنبية فامر لابد منه ومعمول به حتى في اكبر دول العالم التي تغذي جامعات الدنيا بخبراتها وكان من قراراتنا وممارساتنا غير المكتوبة عدم التعاقد مع اية خبرات اجنبية الا من دول ومراكز عالمية متقدمة جدا سواء من مواطنيها او المتخرجين منها.
نطاق التعليم
@ وماذا عن نظام التعليم؟
نظام التعليم الذي حققنا به الهدف كان النظام الامريكي بساعاته المعتمدة ولكن بعد تعديله بما يتفق مع التعليم الاسلامي الذي كان سائدا في الحرمين الشريفين الذي خرج الامام الشافعي والامام مالك وغيرهما واساسه تواصل الاساتذة مع الطلاب داخل وخارج قاعة الدرس ليصبح بينهما شيء من الصداقة والتواصل خارج قاعات المحاضرات تماما كتلك التي كانت بين الشيخ وتلميذه اللذين كانا معا داخل اوقاف الحرمين الشريفين ومن هذا المنطلق نصت اللوائح في البداية على سكن الاساتذة والطلاب داخل الحرم الجامعي ومنعت سكن الطلاب والاساتذة خارج الجامعة الا في اضيق الحدود حتى تتنامى الروح الاسرية والتواصل والتعارف وربما الصداقة بين الاساتذة والطلاب وهذا النظام كان فريدا ومتميزا واستفادت منه بعض الجامعات كما ان الطالب ايضا لم يكن متلقيا فقط بل منحناه حرية اكبر حتى اتحنا له الفرصة للمشاركة في تطوير المناهج مما عزز ثقته بنفسه وبقدراته مع اقامة نواد علمية وانشطة اساسها الطالب مما جعله اكثر قدرة على الابتكار مع تقديم التعليم التعاوني لاول مرة في المملكة وهو التعليم الذي يتطلب خبرة ميدانية عملية في التخصص لمدة كافية خارج الجامعة وكل ما ذكرت لم يكن ليثمر تميزا لولا جهود الدولة ودعمها غير المحدود لنا في كل خطوة من خطواتنا ليس الدعم المادي الضخم فقط بل الدعم المعنوي ايضا واعود لكلمتي الاولى بان الفضل بعد الله في هذا التميز لا يعود لشخصي بل لمجموعة متناغمة ممن قدروا المسؤولية خير تقدير واخلصوا ايما اخلاص جزاهم الله خيرا وادام عطاءهم وتوفيقهم.
سوق العمل
@ كيف حلت جامعة البترول مشكلة توظيف خريجيها ومناسبتهم لسوق العمل؟
نظام جامعة البترول نظام مرن مواكب لكل المستجدات ويلبي حاجة سوق العمل بحيث لا يتخرج شاب ولا يجد عملا والطلاب ادرى من غيرهم بحاجة سوق العمل كما انهم ادرى بقدراتهم الذاتية ونظام جامعة البترول يسمح للطالب باختيار التخصص الملائم لقدراته ورغبته وقد ان الاوان ان تحذو جامعات المملكة حذو جامعة البترول في هذا المجال حتى لا يستمر تخريج من لايجدون عملا لعدم حاجة سوق العمل لتخصصاتهم وعلى الجامعات ايقاف بعض التخصصات غير المرغوب فيها واستبدالها بما نحن بحاجة اليه اذ لا يوجد مبرر لصرف الملايين على تخصصات لا تجدي . ما ذكرته الان كررته مرارا وخاصة في يوم المهنة الذي بدأته وطورته جامعة البترول لخدمة طلابها والمتخرجين منها وهو يناقش مثل هذه القضايا المهمة فالتخصص ينبغي ان يكون حسب متطلبات السوق وهناك من رجال الاعمال من يحرص على الا تفوته برامج يوم المهنة في الجامعة فيأتي ويلتقي الطلاب ويرى الطلاب بانفسهم التخصصات المطلوبة والمرغوبة في سوق العمل ثم يعودون للجامعة لتعديل تخصصاتهم او تعميقها لملائمة سوق العمل وقدراتهم قدر الامكان.
الدعم.. والايرادات
@ قال الشيخ احمد زكي يماني في لقاء مع جريدة (عكاظ) ان الكلية كانت بداياتها اهلية ولم تكن ايراداتها حكومية؟
لم اقرأ ما قاله معالي الشيخ وفي الواقع لم اتشرف بمقابلته منذ سنين طويلة ولكن لاشك ان معاليه مدرك تماما لما يقول واظن ان مصطلح اهلي ان كان استخدمه حقا لا يعني ان الجامعة في بدايتها كانت اهلية خاصة بل ربما قصد ان ايرادات الكلية لم تكن كلها حكومية بل ان ارامكو قدمت تبرعات كبيرة جدا للكلية بتوجيه مباشر من جلالة الملك فيصل طيب الله ثراه وجهود معاليه كما كانت هناك تبرعات خاصة اخرى ويكفي ان اشير الى ان حي سكن الطلاب مأخوذ بالكامل مجانا من ارامكو وكذلك الحي السكني الاول للاساتذة اخذناه من ارامكو بسعر رمزي وهكذا نجد ان الشركة الزمت بالتنازل عن الكثير للكلية حتى وان كانت ادارة الشركة غير مقتنعة داخليا بقيام الكلية.
خريجون متميزون
@ خريجو جامعة البترول مطلوبون باستمرار ومفضلون على غيرهم اينما ذهبوا سواء داخل المملكة او خارجها بدرجة تثير حساسية بعض جامعات المملكة والخليج عموما فهل تسير الجامعة حتى الان على نفس النهج المتميز الذي بدأت به؟
يسعدني ان اسمع كلاما كهذا لانه تأكيد لكل ما قلته عن التميز وارجو ان لا يثير هذا التميز حساسية اي احد بل ان يكون مثلا يقتدى به كما هو جار فعلا في جامعة البحرين التي تشرفت بكتابة نظامها الاساسي وعضوية مجلس ادارتها.
تقدم اكيد
@ وهل تعتقد ان الجامعة في المستقبل ستظل صامدة رغم التغييرات والتحولات والمتسجدات المحلية والاقليمية والدولية؟
المؤسسة بمن فيها.. هذا مبدأ اؤمن به وارى ان اية مؤسسة تعليمية، خدمية، تجارية، صناعية، او غيرها اذا وضع لها نهج واضح المعالم وادارة مدركة مستنيرة وقادرة ووجدت الموارد المالية الكافية فستكون باذن الله صامدة مهما حدث من تغيرات وبعيدا عن كوني مواطنا سعوديا فاني ارجو ان تنشروا على لساني كرجل لديه خبرة اكاديمية وادارية ومن منطلق محايد جدا بان المملكة العربية السعودية متقدمة تقنيا وصناعيا بمراحل كبيرة على جميع الدول العربية واقول هذا قول العارف لابما يجري في المملكة بل في بقية الدول العربية في حقلي التقنية والصناعة التطبيقية ورغم وفرة الاحصاءات الا اني اختار نموذجا واحدا فصادرات المملكة من الصناعات غير البترولية تزيد عن كل صادرات اكبر دولة عربية وهي مصر بحوالي ثلاثة اضعاف فقد وصلت قيمة هذه الصادرات اكثر من 6 بلايين دولار سنويا وان لدينا الان في المملكة اكثر من 3 الاف مصنع منتج وفي المستقبل القريب سيصل عدد المصانع المنتجة الى اربعة الاف كل هذه الارقام الواقعية مؤشرات لتقدم صناعي تقني ساهمت في ارساء قواعده جامعة البترول وباذن الله لو استمرت المؤشرات صعودا وانا اتوقع ذلك فستصنف المملكة في المدى القريب ضمن الدول المتقدمة وتسقط عنها صفة الدولة النامية كما حدث في كوريا الجنوبية التي لا تملك مقومات المملكة اتوقع هذا خلال السنوات العشرين القادمة وهي فترة زمنية قصيرة جدا في عمر الدول ولعل القراء الاعزاء يندهشون من هذا التنبؤ ولكن بكل ثقة وفخر واعتزاز اقوله شريطة ان يظل النهج الحالي سائدا برعاية وتوجيه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين واختيار الرجال المناسبين في الامكنة المناسبة.
@ توسع الجامعة في مختلف المراحل ادى لنزع ملكية الاراضي المجاورة هل وجدتم تذمرا من بعض اصحاب الاراضي؟
التوسع حدث بالتراضي مع المواطنين اصحاب الارض الذين تم تعويضهم عنها تعويضا مجزيا مما ساهم في بناء حي كامل من ارقى الاحياء بجانب الجامعة هو حي الدوحة وكل قطعة ارض نزعت من مواطن انما نزعت للصالح العام ولا اعتقد ان مواطنا تضرر من توسع الجامعة.
جهود خادم الحرمين الشريفين
@ هل لك ان تحدثنا عن الملوك الذين عاصروا تأسيس وتطوير الجامعة وما ذا تم في عهودهم؟
تحدثت عن المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز في اجابه سابقة واعيد هنا بانه يعد المؤسس الحقيقي للجامعة بمواقفة الواضحة في البدايات وما تمتع به من استشراق للمستقبل وعندما تولى الملك الراحل يرحمه الله خالد بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في هذه البلاد خطت الجامعة خطوات واضحة المعالم حتى اذا ما جاء عهد خادم الحرمين الشريفين ايده الله كان البناء الكبير الذي اكتملت به الجامعة ويعلم الله اني اكن لشخص الملك فهد بن عبدالعزيز محبة خاصة وخالصة وارى انه الملك الباني ليس لجامعة البترول بل للمملكة عامة لان معظم البنى التحتية الحديثة نفذت في عهده الميمون وكذلك الاسس والانجازات التي وضعها من سبقوه اكتملت في عهده فرأت معظم الدراسات التي اجراها من قبله النور في عهده المبارك اضافة الى الجديد الذي تم تخطيطه وتنفيذه من الالف الى الياء في عهده الزاهر بالخير والبركة.
الحديث عن الملك فهد هو حديث عن الانجاز والسيرة والمسيرة المنطلقة دوما الى الامام اما على المستوى الشخصي فيكفي شرفا ان الملك فهد حفظه الله وابقاه شرفني بدخول بيتي المتواضع وتناول عشاء خاصا فيه مرتين. ومهما تحدثت لا استطيع التعبير عن محبتي وتقديري واعزازي للملك فهد اطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية وقد تشرفت بالعمل تحت قيادته بصورة غير مباشرة كاغلب موظفي الدولة وبصورة مباشرة احيانا فقد حظيت بثقته في شخصي وترشيحه لي في مواقع عديدة مختلفة منها عضويتي في مجلس امناء الجامعة الاسلامية الذي كان يرأسه بالمدينة المنورة لمدة تزيد عن 12 سنة وكذلك عضويتي في المجلس الاعلى لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وغيرها من المجالس. وفي عهد الملك تم بناء المرحلة الرابعة والكبرى المتمثلة في المدينة الجامعية التي لم يتم بناء او اضافة اي جديد مهم بعدها واذكر انه كان ولايزال يتابع وضع الجامعة من كافة النواحي اولا بأول ويمنح الجامعة اولوية قصوى.
السيرة الذاتية
@ ولد في الطائف عام 1942م.
@ حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة الطائف عام 1960م.
@ ابتعث الى أمريكا في نفس العام.
@ حصل على شهادة البكالوريس في هندسة البترول من جامعة تكساس في أمريكا نهاية عام 1963م.
@ عاد الى المملكة وعمل في وزارة البترول كمهندس بترول ثم انتقل للعمل في شركة أرامكو الأمريكية.
@ كان أول مهندس بترول سعودي في أرامكو الأمريكية حينذاك.
@ انتقل في عام 1964م من أرامكو ليصبح أول موظف سعودي في تأسيس كلية البترول والمعادن.
@ عين وكيلا للكلية بعد تأسيسها وبدء الدراسة فيها عام 1965م.
@ حصل على الماجستير في إداة الأعمال عام 1967م من جامعة ستانفورد الأمريكية.
@ حصل على الدكتوراه عام 1970م في إدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا كما درس فيها.
@ عين عميدا لكلية البترول والمعادن في نهاية 1970م.
@ عين مديرا لجامعة البترول والمعادن بعد تحويلها من كلية الى جامعة عام 1975م.
@ عين سفيرا للمملكة في تونس 1995م.
@ عين سفيرا في سوريا 1999م وما زال.
@ شغل عضوية العديد من الجامعات الأمريكية والعربية والسعودية ومنها جامعة جورجيا تك في أمريكا وجامعة الأمم المتحدة في طوكيو باليابان وجامعة قطر وجامعة البحرين والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وغيرها.
@ نشر العديد من البحوث والمقالات العلمية وآخر ما نشر له كتاب باللغة الانجليزية عن (تطوير وإدارة التعليم العالي في العالم العربي).
@ عضو في العديد من الجامعات العلمية خاصة في أمريكا.
يقص الشريط في افتتاح احد المباني بالجامعة
د. بكر بن بكر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.