تخيلوا انفسكم ايها البدو بدون صحراء مفتوحة كانت الصحراء بسهولها الممتدة ترسم بداخله مخيلة تستمد قوتها من الزرقة فاصبحت ترافقه بشكل دائم.. كتب عنها الكثير واعاد تحليلها مرات ومرات.. غادر كثيرا وارتحل اكثر.. عشق السفر كما عشقته العواصم كان يبحث عن نفسه فوجدها ترصد العالم وترصد الذاكرة حتى استقرت في الصحراء التي وعد ان يعود لها بطريقته الخاصة. عندما نبكي فقيدا فنحن نبكي لان الوقت لم يجعلنا نتزود منه اكثر.. نسمع منه ونجلس معه.. فكان البكاء ذات يوم سلوة الاصدقاء. فالعزاز لا يجعل احدا يشبع من الجلوس معه.. @@@ ماذا يمكننا ان نقول وقد اصبح صالح يحاصر الصحراء التي عشقنا.. والزرقة التي تعانق صباحاتنا وقد رصدت عيونه كل المستحيلات التي كان يراها ذات عام.. هكذا نحن دائما نفقد من نحب وكأن الموت مر من هنا وترك بصماته وتركنا نتجرع وحشتنا. @@@ لقد عرفته الدمام باحزانها منذ نهاية السبعينات وعانقته شوارع العدامة واصدقاء احبهم واحبوه كتب عنهم في زواياه وعانقوه وقت الضوء والعتمة الذي لم يستطيعوا التعبير عنه. @@@ ولعل الجانب الوحيد الذي نستطيع الكتابة عنه هو الجانب الانساني في العزاز جانب جعل الكثيرين لا يملكون سوى حبه حيث كان يتحدث عن تلك الذاكرة في كثير من مقالاته المتناثرة هنا وهناك وهكذا كانت وصيته لاخيه الذي رافقه مؤخرا من غرفته في هيوستن الى غرفته في الرياض.. ولعله (عزاز) الوحيد الذي يمكن ان يتحدث عن المشاعر الانسانية التي هي بداخله كما كان يوصيه دائما بان يجعل مساحة الحب بداخله اكثر من الكره.. @@@ هكذا تعامل العزاز منذ دخوله الاول في اعماق الصحراء واغتسل بمياه الخليج ونثر تلك الرمال على جبينه ذات يوم حيث اقام معرضه الاول وسط الصحراء.. @@@ هنا بعض من أرشيف العزاز ومقالاته النثرية منها والاكثر حبا وانسانية وكذلك (مقاله) سببت ضجيج حينها حول الهاتف لنتعرف على كتابة العزاز النثرية في (تغريد طائر) التي نشرها في (اليوم) عام 1981م وكذلك (الموت وقوفا) اغسطس 1981م و(آخر صوت) ابريل 1981م. مقالات نشرها العزاز في "اليوم"