مع إطلالة عام هجري جديد تتجدد الآمال، وتنعقد الأحلام حيث ترفرف على مساحات الأمنيات وتقع في أفق انتظار التحقق.. فكلما جاء في عمر الزمن صوت عام مقبل جهز المثقفون أمنياتهم وأحلامهم وأطلقوها من أقفاص صدورهم المليئة بالأمنيات علها تشهد تحققا على أرض الواقع، فبماذا يحلم المثقفون مع بداية عام جديد على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد الثقافي وعلى الصعيد الإعلامي؟؟ المشروع الثقافي في البداية يرسم الدكتور حسن النعمي أمنياته على صدى عام جديد فيقول: «أتمنى أن تعاد صياغة المشروع الثقافي في المملكة العربية السعودية لأننا نعيش الآن تشتتا ثقافيا فهناك أندية أدبية لا تعرف بوصلتها وبنى ثقافية تهاوى دورها لهذا أتمنى من وزارة الثقافة والإعلام أن تعيد مناقشة استراتيجيتها الثقافية التي نوقشت منذ ما يقارب سبع سنوات وفيها الكثير من آراء المثقفين الذين احتشدوا في جدة وطرحوا رؤى كثيرة جدا أتمنى أن يعاد النظر فيها لنستنبت منها ما هو صالح في هذه المرحلة لإعادة صياغة المشروع الثقافي الوطني وهو حلم كبير جدا، حلم ثقافي للوطن أتمنى أن يرى النور قريبا لرسم مستوى ثقافي جيد ويكون لنا حضور حقيقي في سباقنا الثقافي على المستوى المحلي والعربي». و يضيف النعمي: «أما بخصوص الأحلام الخاصة أتمنى أن أوفق في كتابة سيرتي الذاتية التي قضيتها في نادي جدة الأدبي ورصدت سيرة عمل ثقافي استمر لأكثر من عشر سنوات فيها الكثير من الايجابيات والسلبيات التي مرت علي خلال هذه العشر سنوات». موقع الحج أما الناقد والباحث حسين بافقيه فيحلم ويتمنى قائلا: «أتمنى الأمن والسلام للعالم جميعا وبالخصوص العالم العربي و الإسلامي وتحقيق ما تصبوا إليه الشعوب العربية من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية وديمقراطية أحلامنا هي أحلام العالم العربي بكامله وأي شيء يحقق النهضة لهذه الأمة هو حلم يراودني». ويضيف فقيه: «أما بخصوص الأحلام الشخصية فهي كثيرة ولكني أتذكر منها أمنية تراودني منذ زمن ليس بقليل بأن أنجز في هذه السنة كتابا عن موقع الحج ومركزه في العالم الإسلامي». تحقق النزاهة وتنقش الإعلامية أسماء العبودي أحلامها على مطلع العام الجديد فتقول: «أكبر الأمنيات في العام الجديد على المستوى الشخصي أمنية من الله أن يمنحني القوة والقدرة على العمل والإنتاج للمساهمة في تنمية مجتمعنا. أما على المستوى الوطني أتمنى أن تتحقق كل أمنياتنا كمواطنين ومواطنات وتتحقق الاصلاحات التي رفع راياتها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، كما أتمنى أن نصحو يوما وقد قضي على بعض الفساد الذي استشرى في الوطن خاصة اننا حققنا انجازات نفخر بها، لتنتهي كل القضايا المعلقة مثل حقوق المرأة وغيرها من القضايا. أتمنى أن نقضي على المرض والفقر والمحسوبية والواسطة وتحقق النزاهة في كل علاقاتنا وأتمنى أن تنتهي في وطننا كل عنصرية وطائفية ونكون جميعنا منضوين تحت مشروع وطني واحد لبناء الوطن ورفع اسمه عاليا». وتضيف العبودي: «أما بخصوص المشهد الثقافي أتمنى أن يكون حاضرا في كل مكان ونشهد تكريما أكثر للمثقفين». مآذن الوطن وتقول الكاتبة فاطمة العتيبي: «العام الجديد نقف بين يديه متطلعين لأن ينقضي وقد شهدنا أحلامنا فيه تمشي على الأرض نراها رأي العين مجسدة بيضاء مشرقة لا شية فيها نريد أن يختفي عوارنا السياسي العربي، أن يختفي الطغاة من حدائق الأطفال أن يتركوا الحياة تمر مثل الماء، أريد أن يختفي من العالم كل من يلقي في مجرى النهر حجرا يردم به سلسبيل النماء والتطور أريد العدالة والمساواة والتنمية والتطور أريد لوطني الاستقرار ولأبناء الوطن التوحد والالتفاف حول مآذن الوطن ومنارات الحرمين أريد متسعا من الحلم كي أقول للأحلام هل من مزيد». الإعلام السعودي وتلخص الإعلامية حوراء البو عينين حلمها فتقول: «اعتقد أن الشعور بالأمنية شعور عميق خصوصا ونحن ندخل صفحة العام الجديد ففي مجال الإعلام أتمنى أن يجاري الإعلام السعودي نظيره العالمي فنحن لاينقصنا شيء.. الكوادر الشابة تمتلك طموحات قادرة على ان تعمل في إعلام حديث بعيد عن رداء التقليدية والروتينية التي مللنا منها.. أتمنى ان نقدم على خطوة جريئة في تغيير هيكل إعلامنا للأفضل وتكون القنوات السعودية حديث كل فرد في مجتمعنا ليتحدث عنها بإيجابية وفخر.. أتمنى فعلا ان تكون هناك مؤسسة إعلامية تحت مظلة وزارة الإعلام تحتضن كل الشباب وتطور من قدراتهم الإعلامية وأن اتجه الى أي قناة سعودية لأجد مذيعا متمكنا لا يفتقر للثقافة اريده محاورا جيدا يجذب المشاهد إلى ما يقدم من مادة ثقافية فما نراه من بعض المذيعين يتطلب الثقافة والوعي بما يطرح اعلاميا. أوهام المثقفين ويقول الشاعر عبدالله الهميلي ان السنة الجديدة تقبل ندية من حضن الوجود وتودع سابقتها في كف الزمن تفتح شرفتها بأمانينا الرحبة أزهارا من الطموحات التي تجتازني كل عام ولكنها في هذا العام خضعت لضرائب بهجتي بأن أنهي كل مقتنياتي من الكتب من تلك السنة وابدأ معها عهدا جديدا لا أكون فيها كما كنت سابقا. سنة بها العديد من المشاريع التي أتمنى تحقيقها على الصعيد المهني والثقافي والأدبي وتسارع السنوات ضد أعمارنا الافتراضية في انتظار قصيدة أو كتابة أو رحلة وجودية وتجارب أخرى في الحياة ولكل الأدباء والمثقفين أتمنى لهم بهجة أخرى لا تساورها أوهام المثقفين ونخبهم، فالرسولية سنة مليئة بالتواضع والتخفف من رداء النرجسية، وأن يعيشوا الواقع بما هو خال من تسفيه عادات المجتمعات وتقاليدهم. إذا كان التحديث يبدأ من عمق المجتمع وجراحاته فعليهم أن يهبطوا إليه، المجتمع هو الذي يحتضننا وهو الذي يصنعنا، علينا أن نوفيه بعض حقوقه وجراحاته، أن نفتح الجراح عارية للسهام فهذا لا يعني زوالها، لو حدث التثقيف في المجتمع فتلك إحدى الحسنات الكفائية ضمن الخيارات الفردية للمثقف والأديب. حينما يتأثر أي أحد بفكرة ما لا شك أنه يكون واقعا تحت جاذبية الفكرة مغناطيسيا، هو لن يستطيع التخلص من تلك الجاذبية إلا بالخروج من (طوباويتها) إلى محك الواقع والخبرة وتحويلها إلى واقع أو كتابة ابداعية الصدمة حتمية لابد منها، لكن يجب تجاوزها والعودة إلى الواقع بكل معطياته وتعقيداته وتحويلها إلى شيء ايجابي يليق بالنهوض بالمجتمع ومحبته. بحوث تاريخة أما الباحث عبدالمجيد الحمد فيري ان الاماني عديدة وقد لا تتسع لها سنة واحدة ولكن على المستوى الشخصي هناك كثير من المشاريع المعطلة بسبب انشغالي بمشاريع أخري خارج اختصاصي البحثي والعلمي لهذا أتمنى في هذه السنة الجديدة أن اتفرغ لكتابة كتاب عن المتاحف الخاصة وكيف شكلت هذه المتاحف لحفظ تراث الآباء والأجداد لهذا هناك بحوث تاريخة كثيرة اتمنى انجازها في هذا العام. أما على المستوى العام أتمنى أن يسود الأمن والآمان البلاد العربية والإسلامية كما أتمنى لشباب بلادي الكثير من التقدم في سبيل رفعة الوطن، كذلك أتمنى للحركة الثقافية في المملكة العربية السعودية أن تكون أكثر جدية في طرح البحوث والدراسات وتكون معالجة للكثير من قضايا وشؤون المجتمع كون المثقف عمادا حقيقيا ومساهما فاعلا في مناقشة وطرح الكثير من الحلول، كما أتمنى لإعلامنا أن يكون حاضنا حقيقيا لإبداع الشباب وتجاربه، كون الإعلام اليوم يعد من أكثر القنوات ثورة، وفي النهاية أتمنى كل ما فيه خير وصلاح لبلاد الحرمين الشريفين.