حين انتقل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الى موقع آخر في الرياض فانه كان يحمل هما يشغل تفكيره في ايجاد حل لقضية تهم حياة الناس اليومية.. تغير حياتهم وسلوكياتهم وتؤثر سلبا على المجتمع بكل تفاصيله.. زيارة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للاحياء الفقيرة بالرياض هي تحريك فاعل ومؤثر لقضية مؤرقة لابد من الاعتراف بوجودها ووضع حلول عاجلة ومكثفة طويلة الامد. (اليوم) خصصت ندوة للزيارة الاسرية ولمناقشة القضية (الفقر) استضافت عددا من المهتمين والمتخصصين خرجت من خلالها بنقاط وآراء وتوصيات الامل ان تساهم في وضع الحلول من منطلق مسئولياتها الاعلامية.. كانت البداية عن الزيارة. تلاحم القيادة مع الشعب @ (اليوم): زيارة سمو ولي العهد للاحياء الشعبية بالرياض, ما مدى قوتها وتأثيرها في النسيج الاجتماعي؟ * العمير: هذه الزيارة التاريخية تؤكد تلاحم القيادة مع الشعب وقد غمرت السعادة كل مواطني هذه البلاد. والمبادرات الإنسانية ليست غريبة في حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. وهذه الزيارة اعطت العاملين في الشؤون الاجتماعية ووكالاتها وفروعها دفعة قوية لمضاعفة الجهد تجاه الاسر المحتاجة ايا كانت المساعدة عينية او مادية او تأهيلية.. ونحن من كل موقع نشكر سمو ولي العهد ونتمنى في القريب العاجل ان تتحقق امنيات سموه برفع المستوى المعيشي للمواطنين. اما تأثير الزيارة على النسيج الاجتماعي فهناك جمعيات تقوم بدور انساني وخيري تجاه من يحتاج للمساعدة من المواطنين. وهناك الضمان الاجتماعي الذي يقوم بنفس الدور. والشؤون الاجتماعية ايضا تعمل من خلال الجمعيات الخيرية في سد احتياجات هذه الفئة من ابناء الوطن الذين يستبشرون خيرا. والوزاة الآن بصدد وضع استراتيجية لحصر الاسر المحتاجة بمختلف الاحياء في جميع مناطق المملكة. ومما لاشك فيه ان هذه الاستراتيجية ستحدد لنا الاسر المعنية كما ستحدد لنا احتياجاتها مما يفيدنا كثيرا في التنفيذ. استجابة عفوية واقعية @ (اليوم): كيف تثمن جمعية البر هذه الزيارة المباركة, وما دور الجمعية في مساعدة المحتاجين؟ * العرفج: الزيارة احدثت في النفوس بهجة. وللزيارة مدلولات عظيمة جدا ومما يزيدها اهمية انها جاءت مفاجئة دون ترتيبات مسبقة لذا كانت الاستجابة لها من الاحياء المستهدفة استجابة عفوية واقعية.. وهذا ما يؤكد صدق النوايا وحسن التوجه للتفاعل مع هذه الشريحة المهمة من ابناء المجتمع. وقد تأثرت شخصيا بهذا الحدق لان نزول الرجل الثاني في هذه البلاد الى الميدان متلاحما مع مواطنيه يجعله قدوة حسنة, وعلى كل منا في اي موقع ان يبادر بالسير على نفس النهج. وهكذا فالانطباع العام عن هذه الزيارة رائع بكل المقاييس, ولا يزال يرن في اذني صدى كلمات سمو الأمير جئت ارى ابنائي واخواني وامهاتي.. هذه الكلمات المؤثرة ستعطي - بلاشك - كل العاملين حافزا قويا للقيام بالمهمة على اكمل وجه. مركز الدراسات الإنسانية دور جمعية البر بالمنطقة الشرقية يتمثل في ايجاد آليات وبرامج تهدف الى دعم الاسر المحتاجة. وبفضل الله ثم بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه الأمير سعود بن نايف اقامت الجمعية مركز الدراسات الإنسانية والاجتماعية الذي يتولى امره نخبة من اعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية. ويهدف المركز الى البحث في المشاكل الاجتماعية ووضع التأصيل العلمي لها بغية الوصول الى مقترحات وتوصيات تقودنا الى حلول للمشاكل.. ثم ترفع هذه الحلول الى الجهات العليا لاجازتها حيث تشترك عدة جهات في تقديم الحل. ومما لاشك فيه ان الجمعية احدى هذه الجهات اضافة الى الجهات الرسمية والقطاع الخاص. ومما يجعل الانسان يطير فرحا ان سمو ولي العهد وجه بتكوين فريق لدراسة الفقر, وبهذه المناسبة ازف لكم من هذا المكان اننا اعددنا دراسة عن خط الفقر في المملكة العربية السعودية, ونحن الآن بصدد رفعها لسمو الأمير محمد بن فهد. وهذه الدراسة استكشافية اعدها فريق من الباحثين خلال سنتين من البحث والتقصي ونحن وتقديرنا للجانب الأكاديمي لانكتفي به بل اخذنا عينات شملت ثلاثمائة اسرة ممن ترعاها الجمعية لتحديد من هو الفقير بكل المقاييس لان هذا الفقر هو هدفنا اولا اخيرا. صراف آلي للمحتاجين ومما قامت به الجمعية ادخال احدث التقنيات للوصول الى المحتاج وتقديم الخدمة له. فالعمل كله يتم ببرامج حاسب آلي متقدمة جدا بدءا من التعرف على المحتاج حتى اصدار شيك الاعانة باسمه.. ليس هذا فحسب بل اننا صرفنا للمحتاجين بطاقات صرف آلي حتى لا نرهقهم بمراجعة الجمعية شهريا مع الحفاظ على ماء الوجه. فنحن نساعد وفي الوقت نفسه نحافظ على كرامة الفقير والمحتاج فلا نطلب منه انتظارا ولا طابورا ولا ذهابا وايابا للجمعية بسيارات الاجرة. نظام المعلومات الجغرافية ومن الامور التي كان لنا فيها شرف المبادرة تطبيق نظام المعلومات الجغرافية (G.i.s.) وهو نظام متقدم جدا لم يطبقه الا القليلون داخل المملكة وعلى مستوى العالم العربي. وعندما قدم الدكتور عبدالله امين عام الجمعية هذه التجربة في امريكا في احدى لقاءاته العلمية نال اعجاب كل الحاضرين لان جمعيات كثيرة خارج المملكة لم تفكر حتى الآن في تطبيق هذا النظام. وموجز النظام هو تقديم كل الخدمات عن طريقه بحيث لايقتصر على خدمة الفقير والمحتاج بل كل شرائح المجتمع لكل الخدمات من شرطة واسعاف عن طريق تقسيم المنطقة الى خرائط تفصيلية بدرجة عالية من الدقة وبالضغط على الازرار يظهر كل شيء واضحا امام الباحث او مندوب الجمعية. والخريطة توضح اقرب مجمع تجاري لتزويده بما يحتاج او اقرب صيدلية لصرف الدواء او اقرب صراف آلي.. وهكذا. تقوم الجمعية ايضا بدراسة الاحصاءات السكانية التي نستطيع بموجبها تحديد بؤر بعض المشاكل فلليتم نطاقه وللمرض حدوده, وهذا التحديد يوجه اصحاب القرار لعلاج المشكلة مبكرا قبل ان تتفاقم. ومن خلال هذه الندوة نستطيع التركيز على بعض القضايا الجوهرية. تطبيق عملي للترابط @ (اليوم): وكيف يرى رجال الاعمال زيارة سمو ولي العهد للاحياء الشعبية.. وما مقدار مساهمتهم في التصدي لمشكلة الفقر؟ * الضبيب: سمو الأمير صاحب مبادرات معروفة في كل مجال, وهذه الزيارة امتداد طبيعي لهذا الاتجاه المحمود من سموه. وفي الزيارة ضرب مثل عملي للترابط والوفاء بين ولاة الامر والمواطنين. اما الفقر فلا تخلو منه دولة في العالم الا ان الفقر في بلادنا بحمد الله فقر نسبي. ورجال الاعمال متجاوبون مع كل توجيهات ونداءات القيادة العليا الرشيدة مدفوعون بحب الخير المتأصل فيهم.. وكما كانوا مستعدين دائما فهم مستعدون الآن وفي المستقبل. يستطيع رجال الاعمال المساهمة في التصدي لمشكلة الفقر عن طريق ايجاد مساكن ملائمة للشريحة المعينة. ولابد هنا من وقفة مهمة وهي الا تكون البيروقراطية الادارية عائقا امام رجال الاعمال لتقديم العون للاسر المحتاجة. وسؤال آخر لابد من طرحه وهو: الى متى سيظل رجال الاعمال والجمعيات تدعم المحتاجين؟ لا احد يبخل الآن ولا سيبخل مستقبلا بتقديم العون لاي محتاج ولكن لماذا لا نحفز المحتاج نفسه ليكون منتجا بعد تأهيله وتحريره من فقره؟ هذا يتطلب منا معرفة سبب الفقر. بعض اسباب الفقر سبب الفقر قد يعود لعجز رب الاسرة عن الكسب او مرضه او غيابه لاي سبب.. وقد يكون من الاسباب تدني مستوى التعليم او عدم مقدرة الاطفال على الالتحاق بالمدارس لاسباب كثيرة وان التحقوا لايستمرون! اذا استطعنا التقليل من تأثير هذه الاسباب لن تكون الاسرة في حالة انتظار دائم للمساعدة من الآخرين. حتى توفير السكن الذي اشرت اليه لن يكون مستمرا بل لفترة محدودة قد تطول او تقصر لكنها في النهاية فترة محددة. أسعدت الفقراء والأغنياء @ (اليوم): ما وجهة نظر إدارة الرعاية والتنمية الاجتماعية ممثلة في مديرها الاستاذ سعود الرشيدي؟ * الرشيدي: مبادرة سمو ولي العهد اسعدت الفقراء والاغنياء على حد سواء. وقد غطى المتحدثون قبلي الموضوع من كافة جوانبه. وما احب ان أؤكده هو ان الفقراء موجودون في المملكة كما هم في غيرها, والوصول اليهم سهل عبر سجلات الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية لان هذه الاسر لم تسجل في هذه السجلات الا بعد دراسة وبحث لتحديد مدى احقية المساعدة.. ولا اشك في ان المبادرة الكريمة ستسهم في مساعدة هذه الاسر مع حفظ كرامتها. اول واهم ما تحتاج اليه هذه الاسر كما اشار الاخ خليفة هو تأمين السكن المناسب الذي يؤويهم والذي فيه يستطيع الباحثون زيارتهم بهدف تقديم الخدمة لهم. ويمكننا الاستفادة ممن سبقونا في هذا المضمار بحيث نهيئ مساكن شعبية لا ترهق الحكومة ولا رجال الاعمال مع امكانية تأجير هذه المساكن مستقبلا بايجار رمزي لهذه الاسر او غيرها. من الحاجة إلى الانتاج وفي وجود المأوى الآمن تتضح معالم الاسرة كما تتضح حاجاتها الفعلية فبعد استقرار الاسرة في السكن يبدأ البحث عن عمل لرب الاسرة حسب قدراته ويواصل الصغار ما انقطع من تعليمهم ويبحث من توقفوا عن الدراسة من الشباب لتأهيل افضل ليجدوا فرصا وظيفية احسن حتى تنتقل هذه الاسر من الفقر الى الانتاج فتكون اسرا منتجة تنتج ما يكفيها دون الحاجة للمساعدة, هذا لن يتحقق في يوم وليلة ولكن من سار على الدرب وصل. @ (اليوم): البعض يتهم الإدارات بالبيروقراطية. وماذا يقول مدير الشؤون الاجتماعية في هذا الاتهام, وماذا اتخذ من اجراءات؟ * العمير: البيروقراطية تدمير لاي تخطيط عملي, واعترف بانها من معوقات اي عمل تقوم به جهة حكومية او غير حكومية في اي مكان من العالم. وهذه الندوة فرصة لاشير الى ان خطواتنا وخططنا القادمة, ومن بينها اعادة دراسة الاجراءات المطبقة. ستخلق انسيابا في الحركة بحيث يسهل الوقوف على الحالة ميدانيا وتزويد الاسر بحاجتها في زمن قياسي. والوزارة تعمل بانتظام على تقويم مدى فاعلية الاجراءات وتعمل على تذليلها بما يضمن وصول المساعدة للمحتاج دون عائق.. وما ذكرته لا يعني ان الشؤون الاجتماعية غارقة في البيروقراطية وتبحث عن الحل ولكن هناك اجراءات تنظيمية نسعى دائما الى تحديثها لنحقق الهدف في الوقت المناسب ومن صور التحديث اختزال بعض الاجراءات المطولة. مشروع الأسكان الخيري @ (اليوم): من خلال دراساتكم ومتابعاتكم هل ترون ازدياد حالات الفقر في المملكة؟ * العرفج: الاحصاءات تشير الى ازدياد حالات الفقر في المملكة بوجه عام ولعل من الاسباب النمو السكاني لان الزيادة السكانية تعني الزيادة في كل شيء, في حالات الولادة, في حالات الوفاة, في الحاجة للمدارس, في الحاجة للمساكن.. الخ. ومن الطبيعي ان تزداد حالات الفقر. السبب الثاني هو تزايد حالات البطالة لدرجة ظهور البعض من الشباب في الجمعيات طالبين المساعدة.. نعم هم قادرون على الكسب ولكنهم بحاجة الى من يدلهم على العمل المناسب ويسعى لتوظيفهم. هناك نقطة اثارها المتحدثون قبلي عن الاسكان الخيري, وابشر المواطنين الكرام باننا فرغنا من التصاميم النهائية لمشروع اسكان خيري تبناه سمو امير المنطقة الشرقية جزاه خيرا حيث تبرع بقطعتي ارض بمساحات كبيرة لهذا الغرض. ولكن لان لكل امر وجهان فانني اتخوف من نتائج عكسية لمشروع الاسكان الخيري لان المواطن الذي يجد مسكنا وطعاما وكساء من الجمعية الخيرية قد يستمرئ الكسل ولا يجد في نفسه حماسا للعمل. مركز التدريب والتوظيف فيما يتعلق بحالات الشباب الذين يطلبون المساعدة من الجمعية اتجهنا للبحث في جذور المشكلة وتساؤلنا: مادام هؤلاء قادرون فلماذا لا يعملون؟ وجدنا انهم لا يحسنون اي عمل فاتجهنا لتأهيلهم للعمل شبابا وشابات فأنشانا مركز الأمير محمد للتدريب والتوظيف. ومن اهم اهداف المركز تأمين عمل للشباب. وبحمد الله نجح المركز في فترة وجيزة في تأهيل شباب وشابات تم توظيف اكثر من الف وخمسمائة منهم, والجدير بالذكر انهم جميعا الحقوا بوظائف في القطاع الخاص مما يؤكد تجاوب القطاع الخاص معنا في هذا الجانب وهو تجاوب نثمنه ونقدره.. لابد ايضا من الاشارة الى ان الجمعية تتحمل كل نفقات الحاق اي شاب بدوره بهدف تأهيله للعمل ليكون فردا منتجا. ولابد هنا من وقفة اراها في غاية الاهمية وهي اننا نكرر عبر اجهزة الاعلام المختلفة بان البطالة تفشت لان الوافدين احتلوا وظائف المواطنين. هذا جزء من الحقيقة لا الحقيقة كلها لان الوافد مستعد للعمل في اي موقع وبأي شرط بعكس المواطن!! لذا فنحن بحاجة لحملة توعوية شاملة من كل الجهات ذات الصلة من الاعلام في المقام الاول ثم المؤسسات والادارات الحكومية وغير الحكومية والافراد.. على المواطن ان يعرف قدراته ويعرف متطلبات العمل ولا يتردد في الالتحاق بأي عمل يناسب مؤهلاته ثم يطور قدراته باستمرار لتزداد درجته ويستمر ترفيعه فهذا خير من العزوف عن العمل منذ البداية. من المؤسف ان البعض يرفض اعمالا معينة يحتقرها ثم يلجأ الى السرقة والممارسات المرفوضة اخلاقيا.. أليست هذه صورة مقلوبة؟ المطلوب رفع الوعي لدى كل شرائح المجتمع. والشاهد على كل ما ذكرت ملفات المسجونين لان اي رب اسرة يحكم عليه بالسجن يحول ملفه الينا لنرعى اسرته في غيابه حتى لا تضيع.. ومن جهودنا التي نعتز بها تجربة توظيف السجناء ليعودوا الى المجتمع مواطنين صالحين منتجين. وبالفعل نجحت التجربة ووجدنا ان السجناء اكثر انضباطا في العمل لان خروج السجين من سجنه مرتبط بانضباطه في العمل المكلف به خارج السجن كالعمل في مؤسسة مقاولات. وبمراجعة تقارير هذه المؤسسات نجد انها مقتنعة جدا باداء السجين وانضباطه وجديته لوجود تعزيز يتمثل في الافراج عنه.. فلماذا لا يستمر هكذا بعد الخروج من السجن؟ بل لماذا لم يلتحق بعمل كهذا قبل ان يسرق ويسجن؟ هذه هي التوعية التي نريدها. @ (اليوم): فكرة السكن الخيري ما رأي رجال الاعمال فيها؟ * الضبيب: الفكرة طيبة وسمو الأمير محمد بن فهد يستحق كل الشكر والثناء على منحته الكريمة.. وحبذا لو لم يتم تجميع هذه الاسر في منطقة واحدة وارى من الافضل توزيعها بين شرائح المجتمع الاخرى لمحاذير اجتماعية واخلاقية من تركيز هذه الشريحة في مكان واحد لا يوجد سواه لان تركيز السكن تركيز للظاهرة بينما نحن نسعى للقضاء عليها. الفقراء بين الموسرين @ العرفج: ما ذكره الاخ خليفة هو عين العقل ونحن موقنون به من الناحية التنظيمية ضد تركيز شريحة كهذه في مساحة محددة نظرا لاعتبارات كثيرة. وقد حاولنا الحصول على عمارة او عدة شقق في احياء ومواقع مختلفة الا اننا وجدنا صعوبة بالغة في تنفيذ ذلك عمليا رغم تنسيقنا مع الامانة والجهات ذات الصلة. وكحل وسط وجدنا ان هذا المخطط لن يكون حكرا على فقراء المجتمع بهدف عزلهم او تركيزهم بل من الممكن ان يسكن فيه اي شخص مهما كان وضعه المادي على ان يستغل العائد لتشغيل المخطط وخدمة الفقراء اينما سكنوا دون تمييزهم وحصرهم جغرافيا في مكان واحد. @ الضبيب: رجال الاعمال مستعدون ولكنهم يريدون ان يكونوا مشاركين بالرأي والتنفيذ ايضا وليس بالتمويل وحده. واعتقد ان توزيع فقراء المجتمع بين الموسرين يقرب المسافة الاجتماعية بين الفئتين وتحفز الاغنياء على احتضان الفقراء بعكس حصرهم في وسط كل سكانه فقراء, هذه وجهة نظري الشخصية. ايضا ارى ان الكثيرين من رجال الاعمال لديهم اراض لم تستغل لاكثر من عشرين سنة ومن الممكن تأجيرها لاية جهة تستطيع استثمارها بعد بنائها لخدمة الاسر المحتاجة ولا مانع من مشاركة صاحب الارض نفسه في تخطيطها وبنائها. كما ان بعض الدوائر الحكومية لديها قطع اراض لم تستفد منها وتستطيع المساهمة بها لحل المشكلة سواء بالمنح او الايجار طويل المدى لجهة تخدم الفقراء والمحتاجين. فرص وظيفية للشابات @ (اليوم) كيف يمكن تحويل الاسرة الفقيرة الى منتجة؟ * الرشيدي: كل الحلول التي تناولها الاخوة فيما سبق من شانها ترقية مستوى الاسرة صحيا بالعلاج وتعليميا بمواصلة الدراسة وتأهيليها بالتدريب ووظيفيا بتأمين وظيفة مناسبة لمن يستطيع العمل من افراد الاسرة. ولا ارى بعد كل هذه الجهود ان تستمر الاسرة في فقرها الا في حالة العجز التام وذلك بحث آخر. وارى ان التدريب كفيل بتحويل الاسرة المحتاجة الى منتجة باقل التكاليف فمثلا من الممكن تدريب الفتيات على تفصيل الملابس النسائية وهو عمل مربح جدا, كذلك التدريب على المكياج وفنونه وهو عمل يستهوي الكثيرات خاصة الشابات, ايضا التدريب على تشغيل الحاسوب ليكن موظفات في البنوك النسائية والاسواق والمجمعات الخاصة بهن وغيرها. * العرفج: من اسهامات الجمعية في تأمين حياة كريمة للاسر المحتاجة مركز الأميرة جواهر الذي تجاوز مرحلة تأسيس القواعد وهومجمع يضم سبعة مبان منها دار ايوائية لبعض الحالات الخاصة جدا لبعض النساء, ودار طفولة, وناديا صحيا نسائيا, وصالة افراح, ومركز تدريب نسائي. ومن خلال هذا المركز سيتم تقديم الكثير البرامج للعنصر النسائي مما يناسب الفتاة السعودي وخصوصية المجتمع. هذا المركز سيرى النور خلال سنة ونصف من الآن إن شاء الله. * الرشيدي: هناك ايضا مراكز خدمة ومراكز تنمية اجتماعية بلجانها المتعددة ومشاريعها لتدعيم الصناعات البيئية. وهذه المراكز تقوم بتدريب الذكور والاناث على اعمال يدوية كالسجاد البدوي ومنتجات النخيل بانواعها والتأهيل لتقديم خدمات الضيافة في المناسبات بالاضافة لانتاج وتسويق كل ما يتعلق بالمرأة. هل يزور الاغنياء المحتاجين؟ @ (اليوم): لاشك ان لديكم جولاتكم الدورية ولكن لم لا تقومون بجولات مفاجئة اسوة بزيارة سمو ولي العهد؟ * العمير: هناك برامج لجولات مجدولة واخرى مفاجئة نقوم بها من وقت لآخر, ويعقب كل جولة او زيارة اعداد تقارير ميدانية.. والهدف من هذه الجولات والزيارات بنوعيها واضح وهو تلمس حاجات المحتاجين والسعي الى تأمينها. هذا هو واجبنا. اما الزيارة التاريخية فكما قلت عنها اعطت بعدا انسانيا رائعا للعمل الاجتماعي, وقد سعدت حقا لان معالي وزير العمل كان في معية سموه. وللزيارة اكثر من معنى, فمثلا الكثيرون من رجال الاعمال يتبرعون بمبالغ طائلة لاعالة الاسر المحتاجة ولكن كم منهم يزورون هذه الاسر او غيرها؟ من هذه الزاوية ارى ان زيارة سمو الأمير عبدالله حفزت لزيارة المحتاجين في اماكن تواجدهم. شفاعة الأخ الأكبر اما الاراضي والمخططات التي تحدث عنها الاخوة فان لدي ملاحظة وهي التصرف في الارض, فمثلا عند توزيع اراضي ضاحية الملك فهد بالدمام كانت الارض تنتقل في نفس اللحظة من صاحبها الى سماسرة المخططات. حبذا لو تبنت الدولة قرارا يلزم صاحب قسيمة الارض بعدم التصرف فيها لاثبات انه بحاجة فعلية للارض ليقيم عليها عقارا يضمه واسرته او يستثمره بغير البيع. مشكلة اخرى او حل آخر فيما يتعلق بالتوظيف. لماذا لا تتبنى مجموعة من رجال الاعمال شبابا وشابات الاسر المحتاجة وتبذل جهودها للبحث عن عمل يناسبهم سواء في مؤسسته او لدى الآخرين كما يقوم الاخ تجاه اخوانه الصغار؟ وفي مجال التعليم والتدريب أليس بالامكان قيام رجال الاعمال بالشفاعة لدى جهات التدريب او التعليم لالحاق هذه الفئات ببرامجها؟ * الرشيدي: اجل نستطيع ان نلتمس من الدولة اقرار نظام الاخ الاكبر الذي تحدث عنه الاستاذ ابراهيم او اي مسمى آخر كالاولوية والشفاعة بحيث يكون للفئات المحتاجة نصيب من الوظيفة والتعليم الجامعي والتدريب المهني بصورة ملزمة. * العمير: حتى لا نتجنى على انظمة القبول بالجامعات او نفتح الباب امام طلاب غير مؤهلين فاننا لا نطلب قبول الفقراء لمجرد انهم فقراء بل نرى ان من الممكن ان تتغاضى الجامعة عن شيء يسير من النسبة العامة للقبول, فمثلا اذا كان المعدل المطلوب 80% لن يضر الجامعة أكاديميا ان يكون بين طلابها ثلاثة او اربعة من الاسر المحتاجة معدلاتهم 75%. لاننا كما تهمنا الاسر المحتاجة يهمنا مستوى الجامعة والمتقدمين اليها وخريجيها, وندرك جيدا ان الفقير الحاصل على 75% بينما حصل غيره على 80% ليس طالبا فاشلا او ضعيفا ولكن الظروف حالت دون التحصيل كانعدام المكان المناسب للقراءة او عدم الحصول على المراجع او قلة وسائل المواصلات لنقله من والى المدرسة وغير ذلك من معوقات التحصيل الدراسي.. ولاشك ان هذا الطالب متى ما وجد فرصة للالتحاق بالجامعة يتجاوز 5% من معدله لن يكون اقل من غيره. بين التعفف والاحتيال @ (اليوم): قد يتعفف فقراء المجتمع حتى يصعب الاهتداء اليهم, وفي الوقت نفسه يعلو صوت ادعياء الحاجة. كيف تواجهون الموقفين؟ * الرشيدي: هذا ليس افتراضا بل هو الواقع لذلك لانكتفي بالتقارير والمعلومات بل لابد من لزيارة الميدانية.. احيانا نكتشف ان اسرة ما تطلب المساعدة وهي في غنى عنها بينما اخرى تتعفف وهي بحاجة لاعانة عاجلة لذا فان العبرة لدينا هي مشاهدة الوضع على الطبيعة من خلال الزيارة الميدانية. * العرفج: الجهود مبذولة من كل الجهات الرسمية والطوعية والافراد من رجال اعمال ومحبي عمل الخير ولكنها جهود تغطي شريحة بسيطة من الفئة المعينة او جهود غير مكتملة او جهود مبعثرة, ومن الحكمة ان يكون هناك تنسيق منعا للازدواجية في اعداد وتنفيذ البرامج مع اتاحة الفرصة للجهات المعنية للاستفادة من تجارب الآخرين من الدور التكاملي التنسيقي. @ (اليوم): إذا اخذنا جمعيات البر فقط, هل بينها تنسيق وتكامل؟ * العرفج: نعم لان الهدف واحد والاصل واحد.. وهناك نية لربط كل جمعيات البر بالمملكة بحاسب آلي واحد عن طريق الرقم المدني.. مثلا اسرة وجدت دعما من جهة خيرية, هذا لايعني ان كل الجمعيات الخيرية الاخرى سترفض دعمه ولكن لابد من معرفة ذلك للوقوف على حجم الدعم مقارنا بالحالة فاما ان الدعم يكفي او لابد من دعم آخر. @ (اليوم): كم اسرة تقريبا تستفيد من خدمات جمعية البر الخيرية؟ * العرفج: هناك رسوم بيانية واحصاءات ومعدلات تراكمية كثيرة مع تصنيف الفئات وغير ذلك من الارقام الاحصائية.. ولكن الاسر التي تقدم لها الجمعية دعما دوريا منتظما خمسة آلاف اسرة في منطقتي الدمام والخبر فقط.. ويمكن القياس على ذلك. لقاءات سنوية ودورية لدي اضافة بسيطة في موضوع التنسيق وهي اننا طرحنا فكرة لقاء سنوي بكل جمعيات البر بالمملكة وعندما رفعناها لسمو أمير الشرقية رأى ان يبدأ العمل بلقاء سنوي لفروع جمعيات البر بالمنطقة ثم يتم التعميم على بقية المناطق اذا نجحت التجربة, وبالفعل كان هذا رأيا صائبا, وبالفعل عملنا لقاءين حضر معالي الوزير ثانيهما واطلع على النتائج وطلب توصية ووجد موافقة من المقام السامي بعمل لقاءات سنوية لجمعيات البر بالمملكة وقد حضرت اللقاء الخيري الاول مع د. عبدالله وكان لقاء رائعا ومثمرا ففي اللقاءات تتلاقح الافكار, لذا حرصنا في جائزة الأمير محمد لخدمة اعمال البر ان نجعل بندا خاصا بالدراسات التي تخدم العمل الخيري, واللقاءات الدورية تغذي الجمعيات المشاركة بآراء لها قيمتها ونتائجها الايجابية. المطلوب من الإعلام @ (اليوم): مهما تعددت وتنوعت وسائط الاتصال يظل الإعلام التقليدي من صحافة واذاعة وتليفزيون له دوره. هل ترون ان الإعلام المحلي ساير توجه سمو الأمير عبدالله لحل المشكلة؟ * الضبيب: دور الاعلام مهم وحيوي في نقل الوقائع وتحليلها ومتابعتها وابراز برامج ومناشط الجمعيات الطوعية والرسمية ورجال الاعمال مع تسليط الضوء على معوقات العمل الخيري وذلك من خلال اللقاءات والندوات وورش العمل لتنشيط برامج الاسرة المنتجة. * العرفج: الاعلام عصب الحياة كلها, وندوتنا هذه عمل اعلامي تفاعلا مع الزيارة التاريخية التي فتحت آفاقا جديدة للحياة الاجتماعية. انا أؤكد ان دور الاعلام الآن دور طيب ولكن ما نؤمل في المستبقل هو التركيز على الجانب التوعوي حتى يدرك كل فرد في المجتمع ان العمل الشريف اجدى وافضل من كل ما عداه حتى لو وجد من يطعمه ويكسيه دون ان يعمل. ولنا في النهج الإسلامي الداعي للعمل وفي رسولنا الكريم خير قدوة حين يقول صراحة لا تلميحا (اليد العليا خير من اليد السفلى).. ولعلكم تتذكرون قصة الشاب الذي جاء يتسول في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فاعطاه فأسا ليحتطب وتابعه حتى عاد بعد اسبوع بمال وفير.. هذا التوجيه العملي يؤكد ضرورة نقل الاسرة المحتاجة الى اسرة منتجة. كل من نطلبه من الاعلام هو التأكيد المستمر على جانب التوعية ليحل العمل محل التسول. التسول... التسول... التسول @ (اليوم): وثيق الصلة بموضوع الندوة موضوع التسول الذي اصبح ظاهرة تستحق الدراسة فماذا تقولون عنها؟ * الرشيدي: التسول موجود في المجتمع ويزداد في المواسم الروحانية كرمضان والحج حيث يقل انشغال المسلمين بالدنيا. والقضاء على الظاهرة ليس سهلا لان الامر يتطلب تضافر جهور جهات عديدة اضافة للعنصر الاهم وهو وعي المواطن. والتسول وسيلة مستهجنة من وسائل الكسب السريع وابرز مواطنه المساجد تليها الاسواق والاطفال في اشارات المرور مع القليل من التسول بطرق الابواب مباشرة. اما الوسائل فكثيرة منها تمثيل ادوار المعاقين والاستجداء بأطفال شبه مخدرين ربما يعطونهم مهدئا قبل التسول بهم. والتسول كظاهرة تزداد وتقل حسب المواسم والمواقع. ووزارة الشؤون الدينية والاوقاف تمنع منعا باتا التسول في المساجد الا ان الأئمة لا يحملون محاربة التسول محمل الجد واعتقد ان المواطن هو السبب في ذلك لانه يعطي دون ان يسأل المتسول طمعا في الثواب.. والمطلوب وقفة متضامنة ضد هذه الظاهرة التي تسيء لمجتمعنا.. والتصرف الحكيم هو توجيه المتسول الى جمعية البر وهي اقدر على دراسة حالته ان كان محتاجا حقيقية. * العمير: مطلوب من الاعلام دور اكبر في التصدي لهذه الظاهرة.. وكما كان في السابق لابد من مجالس في الاحياء لان مجلس الحي يقتصر على سكان الحي الواحد المعروفين لاعضاء المجلس وبالتالي تسهل الاشارة الى المحتاج الحقيقي واعانته قبل ان يصل درجة التسول وحينئذ يمكن معرفة ماهية من يتسولون في مسجد الحي والتصدي لهم بصرامة حتى لا يكرروا ما يفعلون. مجلس الحي ضرورة * الضبيب: وجود مجلس الحي ضرورة لانه يحارب هذه الظواهر السلبية كالتسول كما يعمق الروابط الاجتماعية بين ابناء الحي الواحد كما كانت في السابق بحيث يعرف الحي بأكمله ما يحدث لاي فرد فيه في السراء والضراء. * العرفج: على الاعلام استنفار رجال الدين ورجال الفكر للوقوف ضد ظاهرة التسول الذي هو مرض اجتماعي لابد لاستئصاله من وقاية وعلاج فالوقاية مجلس الحي والعلاج تنفيذ القرارات والتوجيهات. * الرشيدي: لتقوم وزارة العمل منفردة بالقضاء على ظاهرة التسول امر مستحيل لانه يتطلب من الوزارة موظفين بعدد المتسولين.. لذا لابد من وقفة اعلامية توعوية جبارة لان المانح قد تكون نيته حسنة ولكنه دون قصد منه يشجع على استشراء الظاهرة.. هنا يأتي دور الاعلام والتوعية.. فضيلة المفتي العام في احدى خطب الجمعة اوضح رأي الشرع في التسول وقال بان المتسولين كما نشاهد اليوم لا يستحقون ما يجود به عليهم المحسنون. * العمير: هناك كلمة لابد منها عن مجلس الحي, سبق ان تبنينا فكرة المجلس ولكن لم نجد ارضا فالارض المجاورة للمسجد تابعة لوزارة البريد والبرق والهاتف.. حاولنا استبدالها بأرض اخرى فلم نفلح.. نحن جميعا ندرك اهمية المجلس ليرى سكان الحي بعضهم بعضا في غير المسجد الذي يصلون فيه ثم يغادرون.. لماذا لانعيد فكرة مجلس الحي لنجتمع في السراء والضراء ونحل مشاكلنا ونلتقي بصورة يومية؟ على وزارة العمل او اية وزارة ذات صلة ان تتحرك لخدمة الحي كاملا من خلال المجلس. رجال الاعمال وكل المواطنين مستعدون لبناء الارض متى ما وجدت بشرط ان تكون جوار المسجد لان المجلس اذا صار في ناحية والمسجد في الناحية الاخرى فلا معنى لتواجدهما في حي واحد.