سعادة رئيس التحرير المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اشير الى ما نشرفي صحيفة (اليوم) ليوم الثلاثاء 1423/7/24 تحت عنوان (اوقفوا هجومكم على اولئك البائسين) بقلم الدكتور ابراهيم عبدالرحمن الملحم. اود في البداية ان اشكركم على هذا الطرح الذي يتناول المواضيع الاجتماعية والتي تعنى بها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وفتح مجال الحوار من خلال صفحات الرأي والتي من شأنها اثراء الفكر والمعرفة وقد تم بلورتها بما يخدم الصالح العام. الفقر ظاهرة اجتماعية لايكاد مجتمع يخلو منها وان كانت تتفاوت النسبة من مجتمع الى آخر وكذلك اسلوب وطريقة المعالجة والمكافحة. ولو تطرقنا للظاهرة منذ عصر الاسلام نجد ان الزكاة الركن الثالث من اركان الاسلام لمساعدة الفقراء والمساكين وابن السبيل وغيرهم ممن هم بحاجة للمساعدة وان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يطلب صدقه ورآه سليما معافى وجهه الى العمل والادلة الشرعية في هذا المجال كثيرة. ولو تطرقنا الى ظاهرة التسول قديما لوجدنا ان المجتمع صغير ويتميز بعلاقة الوجه بالوجه فالفقير معروف في المدينة فهو من عائلة او قبيلة معروفة وعندما يريد الغني ان يدفع زكاته او يتصدق لا يجد في ذلك مشقة. في العصر الحالي تفرقت الاسر فاليوم نجد الاب والام والابناء متواجدين في مدن مختلفة بسبب مكان العمل وكبر حجم المدينة وازدياد عدد السكان واختلاف اجناسهم ولغاتهم ودياناتهم فاصبحت الاسر والافراد في اغتراب وسكن الاغنياء في احياء راقية والفقراء في احياء شعبية واصبح الناس لايعرفون بعضهم وبالتالي يجد الغني مشقة في ايصال زكاته وصدقته للمستحقين الحقيقيين. ولمعرفة المحتاجين من ابناء الوطن وحفظا لكرامتهم من امتهان التسول فقد انشأت الدولة مؤسسات حكومية واهلية متمثلة في الضمان الاجتماعي وبنك التسليف وتشجيع انشاء الجمعيات والمؤسسات الخيرية وتدعمها ماليا. ومن مهام هذه المؤسسات والجمعيات الخيرية تقديم المساعدة للمحتاجين سواء عند حدوث كوارث تستدعي تقديم المساعدة في حينه حفاظا على الاسر وتخفيفا مما اصابها او مستمرة غير القادرين على العمل. نحن مع مساعدة المحتاجين والاخذ بأيديهم وطرق كل السبل المؤدية لمساعدتهم وحفظا لكرامتهم وضد من يلجأ الى الكذب والتحايل وامتهان التسول كمهنة لكسب الرزق دون جهد وعمل مشروع وبالتالي يأخذ حقوق المحتاجين الحقيقيين المتعففين. ونحن مع توجيه القادرين على العمل وتوجيههم الى مكتب العمل للبحث لهم عن وظائف مناسبة لقدراتهم وامكانياتهم، وكذلك مشروع سمو الامير محمد بن فهد للتدريب والتوظيف في جمعية البر بالمنطقة الشرقية، وبرنامج الامير محمد بن فهد لتأهيل وتوظيف الشباب السعودي بالكلية التقنية بالدمام حيث يتم فيهما التدريب والتأهيل والبحث عن فرص عمل لهم. ولو اطلع الكاتب الكريم في سجلات مكاتب مكافحة التسول لتعرف على العديد من اساليب الكذب والحيل التي يستخدمونها في استدرار عطف الناس. ومن الاحصائيات المقيدة في سجلاتها نجد ان نسبة السعوديين قليلة ويشكل الاجانب الوافدون النسبة الاكبر. ولمعالجة هذه الظاهرة السيئة بالتوعية وتعاون جميع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الشؤون الاسلامية ممثلة في ائمة المساجد ومنع المحتالين من التسول في المساجد وتوجيه المحتاجين الى الجهات المخصصة للمساعدة حسب ما ذكر اعلاه، كذلك هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ودورها التوعوي في الاسواق والاماكن العامة وكذلك الجهات الامنية من دوريات امنية وادارة الجوازات ووسائل الاعلام المختلفة مسموعة ومرئية ومقروءة ودون تضافر هذه الجهود ووعي المواطن لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة او الحد من انتشارها. وكلمة اخيرة ندعو المواطنين الكرام بتقديم زكاتهم وصدقاتهم للجمعيات الخيرية وكذلك الفائض عن حاجتهم من مأكل وملبس حتى تستطيع هذه الجمعيات القيام بواجبها تجاه الاسر الفقيرة والايتام والعجزة وغيرهم من المحتاجين والمسجلين في السجلات بعد ان اثبت البحث الاجتماعي حاجتهم للمساعدة. مدير عام الادارة العامة للشئون الاجتماعية بالمنطقة الشرقية ابراهيم بن عبداللطيف العمير