اكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر ان انتصار المصريين والعرب في العاشر من رمضان 1393ه تأكيد على ان شهر رمضان المبارك شهر الانتصارات الاسلامية على الاعداء. جاء ذلك خلال احتفال وزارة الاوقاف بذكرى انتصار العاشر من رمضان ضمن برنامج ملتقى الفكر الاسلامي الذي ينظمه المجلس الاعلى للشئون الاسلامية.. وحضر الاحتفال عدد كبير من سفراء الدول العربية والاسلامية وجمهور حاشد بميدان الامام الحسين رضي الله عنه. وقال شيخ الازهر ان صوم رمضان هو جهاد للنفس وهو ميدان الجهاد الاكبر للمسلم وعندما يتمكن من الانتصار على نفسه في هذا الميدان، فسيكون بامكانه حينئذ ان ينجح في الانتصار على اعدائه في ميدان الجهاد الاصغر وهو ميدان القتال الذي كان اصدق مثال عليه في بدر الاولى حيث اول مواجهة بين المسلمين والكفار رغم عدم تناسب القوتين الا ان الله شاء ان يجعلها اية للناس بمؤازرة المسلمين ليحققوا نصرا عظيما على طغاة الكفر.. ثم جاءت معركة العاشر من رمضان ضد العدو الاسرائيلي وفيها استمد المسلمون من بدر اسمها الحركي باعتبارها قبلة الانتصارات الاسلامية في رمضان ومنها يستوحي القادة والجنود الثقة في النصر ومؤازرة الله لهم كما آزر المؤمنين من قبل. واشار شيخ الازهر الى اهمية اعداد الرجال في الاسلام لانهم اكسير الحياة وصانعو النصر وبصدق عزيمتهم تحقق النصر للامة الاسلامية وانتشر الاسلام في ربوع الارض وكان الرجل منهم بالف رجل وكما يقال (رجل ذو همة يحيي امة).واضاف شيخ الازهر بانه لن ينصلح امر هذه الامة الا بالتمسك بما صلح به حال الامة الاسلامية في الماضي حيث انصلح حالها بالقرآن ونهج سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا رجالا على مستوى المسئولية استطاعوا ان يفتحوا مكة في رمضان بعد انتصارهم العظيم على الكفار في غزوة بدر. وتوالت بعد فتح مكة الفتوحات الاسلامية الرمضانية حيث نجح المسملون في فتح جزيرة رودس سنة 53 ه وبعدها فتحوا بلاد الاندلس سنة 98ه عندما خاض طارق بن زياد بجنوده مضيق جبل طارق والذي اطلق عليه اسمه واستمر المسلمون هناك ليحققوا بعد عدة قرون نصرا مؤزرا آخر سنة 479ه الذين ارادوا ان يخرجوا المسلمين من الاندلس وتستمر الانتصارات الاسلامية في شهر رمضان عندما استطاع القائد صلاح الدين الايوبي طرد الصليبيين من سوريا سنة 584ه ليسترد منهم سوريا في شهر رمضان الكريم. ايضا نجح المسلمون بعد ذلك في الانتصارعلى لويس التاسع في المنصورة بعدما نجح في الاستيلاء على دمياط وزحف منها الى المنصورة.وبجانب هذا فقد كانت هناك انتصارات عظيمة في شهر رمضان المبارك وهي الانتصار على التتار هذا الانتصار الذي حمى اوروبا كما حمى بلاد الاسلام فبعدما نجح التتار في القضاء على الخلافة العباسية سنة 656ه ارسل هولاكو قائد التتار بالرسل الى قطز في مصر لتهديده بتسليم مصر للتتار وكان رد قطز على هولاكو قتل رسله وتعليقهم على ابواب مصر يأكل منهم الطير.. وعندما زحف هولاكو الى مصر ومعه التتار خرج قطز لملاقاتهم تحت شعار (واسلاماه) ليحقق عليهم انتصارا عظيما في عين جالوت 658ه وبهذا حمى مصر والعالم العربي والعالم كله من خطر التتار الذين لم يكن هدفهم بلاد الاسلام فحسب بل اوروبا وبلاد العالم.