لنتحدث معك يافراس وأنت في السماء حديثا طالما تلهفت ان اتبادله معك على الأرض. لقد غادرت هذه الأرض مغادرة اقتلعت قلوب من رعتك عيونهم, وجرت في كل خطوة معك قلوبهم, وحلمت في كل غمضة عين وفي كل يقظة عين آمالهم بأن تكون محفوفا بالرعاية الربانية والتوفيق في حياتك, وان تكون بسمتك مشرقة على وجهك الرائق بماء الشباب بعيدا عن منغصات الدنيا.. على انك يافراس خلفت فوق هذا حزنا مقيما في قلوب لم تكن لصيقة بك كل الالتصاق.. الذي اعرفه عنك كثير غير كونك من أولاد عوائلنا, فقد كان ابناؤنا يحبونك ويترحلون لمكانك ويحكون عن نبل كبير عند شاب صغير.. كانوا يحبونك ويتحدثون عنك وأرى بقلبي وبضميري كيف يكون الاعجاب بريقا في العيون, وكيف يكون الحب برقا في القلوب وكيف تكون الصداقة المثلى فرحة تزن عندهم كل العالم. على أني يافراس كنت أود مرة لو جلست معك كما أجلس مع كل أصدقاء الأبناء, كنت أود لو ضممتك محييا كما هو ضم الآباء لأغلى الأبناء.. على أنك كنت النائي القريب, وهذا طبع الحبيب, تبعده مسافات المكان ويبقى دعوة جميلة تتماوج مع كل خفقة قلب.. كنت الإبن الذي لم أجلس معه, وكنت الإبن الذي لم أهنأ بضمه.. وكنت الإبن الذي توجهت للسماء واشتياقنا اليك في كل ذرة على الأرض. لن تستطيع كلمات العالم ان تشفي فقدا وحزنا في قلب أمك ولا في قلب أبيك ولا في قلوب أهلك.أهلك القريبين.. لقد رأيت أخي نجيب العيدي يصلي وفيه خشوع واجم على غير عادتي لم استطع حتى الاقتراب منه.. على ان ما في قلبينا كاف لنتبادل كل شيء. وعظمة ديننا يافراس هي العظمة في التعويض ومبادلة الأحزان بأعظم الأجور.. وكنت قرة عين أهلك في الأرض وهأنت لهم كنز لا تقدره الأثمان من الثواب في كنف الإله. فراس هي رسالة حرى والله من قلب تمزق في أكثر من مناسبة تفتت القلب الصوان, الى مجتمعنا ومرورنا ووعينا وضمائرنا, بأن نقف الآن لحاصدة أرواح شبابنا هذه السيارات.. سؤال على امتداد كل أرضنا, هل التفتنا للنظام والسلامة المروريين كما يجب وينبغي؟ فراس أيها الروح الفتية الجميلة.. لقد ارتقيت لعالم البهاء الخالد, وكان قدر المولى ان تُبر بهذا الشهر الكريم.. ونحسبك بمشيئة الله في انتظار والديك على بوابات الفردوس.