ترى مستشارة السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون أن خلفه جورج بوش «وقع ضحية لخرافة المهيمنين» الذين روجوا ما تعتبره خرافة القوة العظمى القادرة على إجبار العالم على الرضوخ باستخدام القوة العسكرية والتصدي لظهور أي قوة أخرى منافسة. وتقول نانسي سودربرج إن هؤلاء المهيمنين الذين ينتمون إلى حقبة الرئيس الراحل رونالد ريجان في الثمانينيات وجدوا في هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 وتحت مقولة «أمريكا في خطر» ذريعة للصدام مع جزء كبير من العالم وكان بإمكانهم لتحقيق أمن أمريكا وحماية مصالحها أن يعملوا على حشد تأييد العالم لمواجهة تحديات الإرهاب. وتضيف في كتابها «خرافة القوة العظمى.. استخدام القوة الأمريكية وسوء استخدامها»: إن كلينتون تحدى خلال رئاسته «خرافة النزعة الانعزالية وخرافة الشرطي العالمي... وجمع بين الوجهين المثالي والواقعي» بالتنسيق مع حلفاء أمريكا وأصدقائها ليكون لهم نصيب من المشاركة في إنهاء أزمات متعددة أبرزها البوسنة. وترى سودربرج أن أمن أمريكا يعتمد على التغلب على خرافة القوة العظمى. أضاف كلينتون إن سودربرج «قدمت خدمة غير عادية» لأمريكا كمسؤولة بارزة في إدارته ثم مرة أخرى بتأليفها كتاب «خرافة القوة العظمى» وهو إنجازها الأول في مجال التأليف. خرافة المهيمنين في العراق وتقول: إن غزو بلادها للعراق عام 2003 «بالرغم من عدم وجود أي تهديد وشيك ومعارضة معظم بقية دول العالم.. اختبار لصحة رؤية المهيمنين لدور أمريكا كقوة عظمى» وتعتبر قرار الحرب على العراق هو المثال الأكثر حيوية لخرافة المهيمنين. وأشاد كلينتون في مقدمة الكتاب بدور سودربرج في تطوير السياسة الخارجية لبلاده في مرحلة ما بعد نهاية الحرب الباردة التي كانت «قد انتهت للتو بانتصار الحرية» وتصالح الولاياتالمتحدة مع خصميها السابقين روسيا والصين إضافة إلى «العمل على إنهاء الحروب الدينية والعنصرية والعرقية والقبلية» في الشرق الأوسط وتيمور الشرقية والبوسنة وأيرلندا الشمالية. وأضاف أن سودربرج «قدمت خدمة غير عادية» لأمريكا كمسؤولة بارزة في إدارته ثم مرة أخرى بتأليفها كتاب «خرافة القوة العظمى» وهو إنجازها الأول في مجال التأليف. هجمات 11 سبتمبر وتقول سودربرج: إن هجمات 11 سبتمبر أظهرت «ضعف أمريكا» وحثت على دعم المشاركة مع سائر شعوب العالم لتكون أمريكا أكثر أمنا والتزاما بالمشاركة والقيادة «بحكمة وقوة.» وتسجل أنه في عام 1993 لم يكن التهديد المنظم للإرهاب هو القاعدة حين وقع أول «هجوم إرهابي على التراب الأمريكي» بتفجير قنبلة في مركز التجارة العالمي وأن منفذي العملية «إرهابيون لهم صلات» بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وتضيف: إنه في ذلك العام 1993 أيضا كان بن لادن في السودان يعيش في شبه عزلة تحت حراسة مشددة لخوفه من اختطاف حكومة معادية له «أو اغتياله على يد جماعة إسلامية متطرفة تعتنق مبادئ دينية أكثر تطرفا من مبادئه.» وتقول: إن أحد مساكن بن لادن بالخرطوم تعرض في فبراير 1994 لهجوم «شنته جماعة التكفير والهجرة وهي جماعة متطرفة إسلامية حكمت على بن لادن بأنه كافر وزنديق» ومنذ تلك الفترة بدا بن لادن التهديد الأكثر خطورة على أمريكا وخصوصا حين أصدر في أغسطس اب 1996 فتوى عنوانها «إعلان الجهاد على الأمريكيين» وأدى ذلك إلى تصعيد الضغط الأمريكي على السودان لتسليمه. خرافة منعة أمريكا ولكن سودربرج تسجل أن «استطاعة إرهابي واحد تهديد قوى عظمى أمر يصعب فهمه قبل 11 سبتمبر» ففي حين كان المسؤولون الأمريكيون «يؤمنون بخرافة منعة أمريكا» كان بن لادن يناقش في مؤتمر صحفي في مايو 1998 «نقل الحرب إلى داخل أمريكا.» وتقول إن «حرب أمريكا على الإرهاب في خطر» فما زالت أفغانستان تعاني الفقر وعدم الاستقرار في ظروف تشبه الأوضاع التي مكنت من ظهور حركة طالبان في التسعينيات. وتحث على مواصلة الإصلاح في العالم العربي وإعادة بناء الثقة والتعاون مع الآخرين «بقوة وطاقة... عودة إلى سياسة المشاركة إذا كان لأمريكا أن تصبح آمنة من جديد... حدود المحيط لن تحمينا».