تواردت ردود الأفعال سريعا لتقارير اغتيال زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في عملية أمريكية سرية، لجأت الخارجية في إثرها إلى تحذير رعاياها حول العالم، ورفع حالة الاستنفار بين بعثاتها الدبلوماسية في الخارج. وأشادت حكومات وزعماء بقتل أسامة بن لادن بوصفه نجاحا هائلا في الحرب ضد تنظيم القاعدة سيجعل العالم أكثر أمنا لكن في بعض أجزاء العالم استعد السكان القلقون لمواجهة الانتقام. بريطانيا وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في بيان، «إن مقتل ابن لادن سيجلب ارتياحا بالغا لشعوب العالم.. فأسامة بن لادن مسؤول عن أسوأ الهجمات الإرهابية فظاعة شهدها العالم.. إنه لأمر عظيم العثور عليه فهو لن يتمكن من مواصلة حملة للإرهاب الدولي.» أمريكا الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش قال: «إنه إنجاز تاريخي يمثل انتصارا لأمريكا، وللأشخاص الذين يسعون لتحقيق السلام في جميع أنحاء العالم، ولجميع أولئك الذين فقدوا أحباء لهم في 11 سبتمبر 2001.. الحرب ضد الإرهاب مستمرة.. لكن هذه الليلة أرسلت الولاياتالمتحدة رسالة واضحة مفادها: مهما طال الزمن فسوف تأخذ العدالة مجراها.» الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون: «أهنئ الرئيس وطاقم الأمن القومي وأعضاء قواتنا المسلحة لتنفيذ العدالة في أسامة بن لادن بعد أكثر من عقد على هجمات القاعدة الإجرامية. رئيس مجلس النواب الأمريكي، جون بوينر: إنه لنبأ عظيم لأمن الشعب الأمريكي ونصر لحربنا المتواصلة ضد القاعدة والمتشددين الراديكاليين حول العالم... سنواصل مواجهة تهديدات إرهابية، ومن المهم أن نتحلى باليقظة في سياق جهودنا للتصدي وهزيمة العدو الإرهابي وحماية الشعب الأمريكي.». تركيا الرئيس التركي، عبد الله غل،: إنه يبين بأن الإرهابيين وقادة الإرهاب يعتقلون أو يقتلون عاجلا ام آجلا..» أستراليا رئيسة الوزراء الأسترالية، جوليا غيلارد: «ابن لادن أعلن الحرب على الناس الأبرياء، وها هو يدفع الثمن الآن.» إيطاليا وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني: «انتصار كبير للولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأسره في الصراع ضد تنظيم القاعدة والإرهاب.. انتصار للخير ضد الشر والعدل ضد السوء، نصر للعالم الحر والديمقراطي.» اليمن مسؤول يمني رفض تسميته: «الملايين من الناس ستنام قريرة الأعين الليلة.. أسامة بن لادن كان شخصية رمزية قائدا روحيا للتنظيم.. بالقطع إنها ضربة قوية للقاعدة.» فرنسا وفي باريس أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس في بيان أن فرنسا «ترحب بتصميم الولاياتالمتحدة» بعد مقتل بن لادن «الحدث الكبير في محاربة الإرهاب في العالم». وأكدت الرئاسة الفرنسية أن «إعلان الرئيس أوباما مقتل أسامة بن لادن إثر عملية مذهلة لكوماندوس أمريكي في باكستان، حدث كبير في مكافحة الإرهاب في العالم». وأضافت أن «فرنسا تشيد بتصميم الولاياتالمتحدة التي كانت تلاحقه (بن لادن) منذ عشر سنوات». ألمانيا وفي برلين أفاد بيان أصدره المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها قالت للرئيس الأمريكي باراك أوباما إنها تشعر بالارتياح لمقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في عملية للقوات الأمريكية. وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم ميركل في البيان إن الولاياتالمتحدة نجحت في توجيه ضربة حاسمة للقاعدة. لكن المستشارة حذرت من أن الإرهاب الدولي لم يهزم بعد. وأضاف البيان «أسامة بن لادن كان مسؤولا عن مقتل ألوف الأبرياء.. نجحت قوات السلام الليلة الماضية.. الإرهاب الدولي لم يهزم بعد.. يتعين علينا جميعا توخي الحذر». روسيا كما رحبت روسيا أمس بمقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة خلال عملية للقوات الأمريكية الخاصة في باكستان ووصفت هذا بأنه «نجاح حقيقي»، وتعهدت بألا يكون هناك مفر للإرهابيين الدوليين. وقال المكتب الصحفي في الكرملين في أول تعليق رسمي على مقتل بن لادن العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولاياتالمتحدة «الثأر لا مفر منه من كل الإرهابيين». وأضاف البيان «النضال المشترك وحده ضد الإرهاب العالمي كفيل بتحقيق هذه النتيجة.. روسيا مستعدة لزيادة تعاونها». أفغانستان وفي أفغانستان دعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي طالبان إلى وقف القتال. وقال في مؤتمر صحافي «يجب على طالبان تعلم الدرس من ذلك.. يجب أن تكف طالبان عن القتال». الاتحاد الأوروبي قال الاتحاد الأوروبي أمس في بيان إن مقتل بن لادن «نتيجة مهمة» لمكافحة الإرهاب من شأنها أن تجعل العالم «أكثر أمنا». وقال رئيس الاتحاد هيرنان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزي مانويل باروزر في بيان «إنها نتيجة مهمة لجهودنا التي هدفت إلى تخليص العالم من الإرهاب». وأضاف البيان أن مقتل بن لادن «يجعل العالم أكثر أمنا ويظهر أن مثل هذه الجرائم لا يمكن أن تمر بدون عقاب»، في إشارة إلى زعيم القاعدة الذي تنسب إليه هجمات «أودت بحياة آلاف الأبرياء». وتابع المسؤولان «أن الاتحاد الأوروبي يبقى إلى جانب الولاياتالمتحدة وشركائنا في العالم وأصدقائنا في العالم الإسلامي؛ لمحاربة آفة التطرف العالمي ولبناء عالم من السلام والأمن والازدهار للجميع». الإنتربول قالت الشرطة الدولية (الإنتربول) ومقرها باريس أمس إن المزيد من اليقظة مطلوب لمحاربة المخاطر الإرهابية المتزايدة في أعقاب مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. وقال رونالد كيه نوبل الأمين العام لمنظمة الشرطة الدولية «انتهى أكثر إرهابي دولي مطلوب في العالم، لكن قتل بن لادن لا يمثل انتهاء اتباع القاعدة والذين يستلهمون فكرها الذين سيواصلون الانخراط في الهجمات الإرهابية على مستوى العالم». وأضاف «لذلك نحتاج أن نحافظ على وحدتنا وتركيزنا على التعاون الجاري ومكافحة ليس فقط هذا التهديد العالمي بل أيضا إرهاب أية جماعة في أي مكان». الإخوان المسلمون طالبت جماعة الإخوان المسلمين أمس بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق بعد مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مدبر هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة. وقال عصام العريان المتحدث باسم الإخوان المسلمين في مصر إنه بمقتل ابن لادن أزيل أحد أسباب ممارسة العنف في العالم. واستطرد أنه حان الوقت لأن ينسحب أوباما من أفغانستان والعراق وينهي احتلال الولاياتالمتحدة والقوات الغربية في أنحاء العالم والذي آذى الدول الإسلامية طويلا. وتنشر الولاياتالمتحدة ودول غربية قواتها في أفغانستان ومن المقرر أن تنسحب القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية العام الجاري بموجب اتفاق أمني وقعته مع بغداد. ولواشنطن قوات أيضا متمركزة في الخليج.وقال العريان إن الثورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط دليل على أن الديمقراطية لها مكان في الشرق الأوسط وأن المنطقة لا تحتاج إلى احتلال أجنبي بعد الآن. وتوقع العريان إمكانية حدوث رد فعل عنيف لمقتل ابن لادن في مناطق من العالم تحتفظ فيها القاعدة بموقع قدم.وقال إن رد الفعل في أفغانستانوباكستان والمغرب والجزائر قد يتسم بالعنف لأن نفوذ القاعدة منتشر هناك. وطالب بعدم الربط بين الإسلام والإرهاب أو نوع العنف الذي روج له ابن لادن. وقال إنه حان الوقت لأن يفهم العالم إنه لا علاقة بين العنف والإسلام وإن الربط بينهما خطأ متعمد من جانب وسائل الإعلام.