نظرا لتدهور موقفه الى آخر الترتيب .. التفت أسهم الحش المبكر بالأخضر منه وبالأحمر للفريق الاتفاقي الذي بلغ الأمر حد وصفه بأنه بطل من ورق ! وطبيعي ان يحدث في الاتفاق ما يحدث ليفاجئ الوسط الرياضي بمستوى مغاير لذاك الذي فاز به بكأس الأمير فيصل بن فهد.. وقد تعثرت قدمه امام تغير قوى المنافسين مع تسلحهم الكامل بكافة أسلحتهم الفنية لاختلاف نظامي المسابقتين وشروطهما. وللإنصاف هناك من قال: لا تسارعوا في الحكم على الاتفاق وبهذه القسوة ولا نزال في الأسابيع الأولى من مسابقة الدوري التي تعتمد المنافسة فيها على الصبر وجاهزية البديل والنفس الطويل! ولكن بالتأكيد لن يطول المقام ولا الصبر بمن يطالب بإمهال الاتفاق بعض الوقت ليتكيف مع ظرف المنافسة الثانية في الموسم وهي المنافسة الأهم.. خاصة أن مسألة الاختلاف بين السابقتين لا تعطي عذرا كافيا بتدهور مركز المسابقة الأولى دفعة واحدة الى قاع الترتيب في المسابقتين الثانية! لنتذكر أن مباراتين من مباريات الأسابيع الثلاثة الأولى كانتا خارج أرضه , وان مباراتين منها كانت امام اثنين من أقوى فرق الموسم (الأهلي والاتحاد) .. ولنحاول أن نتفق على أن مشكلة ترتيب الاتفاق حاليا تتمحور حول الخسارة بسبب الشعلة كفريق غير مرشح لدى أكثرية المتابعين وقبلهم الاتفاقيون. ولفشل الأداء الدفاعي للفريق بشكل ملحوظ جعله يخسر نقاط المباريات الثلاث بعشرة أهداف !! وهو رقم كبير لا يليق بدفاع فريق خرج للتو بكأس أول مسابقة محلية, ولفريق يتطلع جمهوره الى استعادة اسمه كبطل بالمنافسة من جديد في المسابقتين الأهم من مسابقات كرة القدم لهذا الموسم!مسألة ربط بعض الاتفاقيين مصير المدرب بنتيجة مباراة الخميس القادم امام المنافس المحلي (فريق القادسية) توضح مدى الشعور داخل النادي بالأسى والضيق من حال الفريق أمام الناس بعد انقضاء اول ثلاثة أسابيع في الدوري ! وهو ما يشكل صورة متوترة حول مستقبل أداء الفريق الذي يخشى أن تطول مسألة تأثر لاعبيه بحالة التشبع النفسي التي قيل إنها غمرت نفوسهم بعد البريق الكبير في المسابقة الأولى (مستوى ونتيجة ونهاية) وتحول واقع الفريق الاتفاقي الى واقع آخر يشكل نكسة يصعب انتشال اللاعبين منها مع استمرار مضي الأسابيع ونزف النقاط! شخصيا متفائل ... فالفريق رغم كل ما قيل يملك ما يستطيع تقديمه بشكل أفضل في الاسابيع القادمة .. وإن كان رأي قد تضرر من مفاجأة البداية بسبب الشعلة كفريق لم يتحصل في الذهنية الاتفاقية على ما يستحق من التحضيرين الذهني والنفسي المناسبين قبل التحضير الفني وذلك بسبب قدومه من مجهول بالنسبة للاتفاقيين الى حد ما , ولكونه في حسابات الكثيرين أحد فرق الظل وبالتالي هو لا يشكل أي تهديد .. وهذا خطأ اداري وفني , وكان لابد من التنبه الى مخاطره ... حيث قد يشكل كبوة نفسية تنسحب على ما بعدها فتتطلب وقتا أطول لإزالة آثارها قبل البحث عن الوضع الذي يساعد الفريق على فتح ملف المنافسة ؟! كما أن جدول الدوري لم يخدم الفريق الاتفاقي بالمواجهتين المبكرتين أمام الأهلي والاتحاد اللذين خسرا منه في آخر مباراتين له في المسابقة الماضية .. ثم جاء ليقابلهما ضمن أول ثلاث مباريات في المسابقة التالية!.. وقد شكلت خسارته بسبعة أهداف أمامهما صدمة تحتاج الى جهد لتخفيف آثارها.. وإن كان جدول الدوري.. لا يخدمه ليفعل ذلك إذ لايزال يضغط على الفريق بترتيب مواجهة سريعة ساخنة أخرى هذا الاسبوع هي أمام الفريق القدساوي المنافس الذي حاليا يحتل مركزا أفضل بكثير من المركز الاتفاقي لفوزه على الهلال والشباب في الأسبوعين الماضيين! الخسارة الاتفاقية أمام القادسية ستجعل الموقف الاتفاقي أشد قسوة وإثارة لإحباط مشجعيه إذ ستتراكم الضغوط مع أربع مباريات متتالية للفريق أمام فرق العاصمة .. ثلاث منها في الرياض !! مما يقوي الاحتمال باستمرار بقائه في حدود المركز الأخير في ترتيب الفرق الى نهاية الدور الأول! طبعا هنا امتحان ثقيل لإدارة الفريق, ولإدارة نادي الفريق .. مع أن ما يجري في كثير من الفرق الأخرى يمكن أن يمتص شيئا من حنق الجمهور على فريقه وادارته .. فلو نظرنا الى فريق مثل الهلال لوجدنا أنه في وضع محرج له كفريق فائز بلقب المسابقة وهو في وضع فني سيئ , ويتنقل من نتيجة غير سارة الى أخرى تعيسة! .. فهو لم يقابل حتى تاريخه الا الرائد والقادسية وفريق الطائي (مرتين) مع ذلك خسر 50% من نقاط تلك المباريات ! فماذا سيحدث حينما يقابل بقية الفرق؟!جدول مباريات الهلال ممتاز بالقياس الى جدول مباريات الاتفاق .. ومع ذلك لم يستفد من تسلسل توزيع لقاءات البداية ! إلا أن الفارق بين الحالتين هو في انحصار مشكلة الهلال في جهازه الفني الذي أظهر عجزه الكبير منذ كاد يخذله في اللقاء النهائي على كأس مسابقة الدوري الماضي رغم كفاءة لاعبيه آنذاك, وحين أضر بسمعته في لقاء النخبة الآسيوي أمام سامسونج الكوري , وكذلك يفعل حاليا في الموسم الجديد ولكن موضوع الاتفاق ليس المدرب فقط! .. فالمدرب هو نفسه المدرب الذي انتزع معه فريق الاتفاق الكأس الأولى بمستويات مبهرة , وعروض رائعة , وجرأة فنية رغم خوضه أهم لقاءين حاسمين في مصير تحديد الكأس خارج أرضه , وأمام اثنين من أقوى الفرق المحلية بجماهيرهما (الاتحاد والأهلي) !المشكلة الاتفاقية حاليا مشكلة .. مشكلة ذات بعد اداري كبير ! لذا فأنا مطمئن بزوالها (زوال المشكلة وليس الإدارة !! الناس صايمون وبعض الفهم يخوف لذا جرى التأكيد!) وللمشكلة مخارج فنية وغير فنية غير ان توقيت تأزمها يتزامن مع خضوع النوخذة الاتفاقي هلال الطويرقي لظروف صحية .. نسأل الله له ولجميع أعزائنا المرضى السلامة والشفاء الشامل والعاجل بمشيئة الله .. والمعروف ان الظروف المؤسفة قد تأتي أحيانا مع بعضها البعض لتبدو كما لو أنها تتراكم .. غير انها غالبا سرعان ما تنجلي عاجلا برحمة الله .. لتعود الابتسامة فان اليسر بعد العسر.. السؤال هل يقطع الاتفاقيون صيامهم عن الفوز في الدوري بافطارهم على المائدة القدساوية الخميس المقبل؟! أم يندرج لقاء القادسية ضمن قائمة الظروف المذكورة ليطيل أمد الصيام الاتفاقي حتى اشعار آخر مع رؤية (هلال) الاتفاق؟!