كسب الاتفاق تحديه مع الآخرين، وقال لهم "الشاطر من يضحك في الاخير" حيث ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد عقب فوزه على النصر 1/صفر بتوقيع لاعب النادي الدرجة الثانية "العدالة" يسري الباشا المنتقل هذا الموسم للاتفاق. فالى جانب فوز الاتفاق، فقد تأهل عبر بوابة النصر وهذا هو العصفور الأول ، اما العصفور الثاني فهو نجاح صفقة يسري الباشا الذي اصبح احد هدافي الفريق فقد جاء هدفه الحاسم في مرمى النصر تأكيدا على هدفه الذي سجله في مرمى الشباب.. اما العصفور الثالث وهو الاهم في نظر الاتفاقيين عودة جماهيرهم الى المدرجات، حيث سجلت مباراتهم مع النصر اكبر حضور جماهيري منذ ما يقارب الخمس سنوات الماضية، مما يعني ان ثقة الجماهير الاتفاقية في فريقها عادت من جديد، واكد الاتفاق انه صاحب الشعبية الاولى من حيث الكثافة الجماهيرية لاندية الشرقية. وأطمئن الاتفاقيين من خلال مباراة النصر على قدرات مدربهم الهولندي راينر وليم بيرغن الذي اهتز خلال الاسابيع الماضية، لكنه تجح بدرجة امتياز في اعادة الثقة فيه كمدرب قادر على تحقيق طموحات الاتفاقيين. اكتشاف المواهب ونجح الاتفاقيون في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد بتحقيق عاملين مهمين، العامل الاول اعادة الفريق الى دائرة المنافسة المحلية بالتأهل الى الدور نصف النهائي من المسابقة، والعامل الثاني هو اكتشاف عناصر جديدة ستكون داعمة قوية للفريق في المنافسات المحلية القادمة، ومن هؤلاء الوجوه هداف الفريق صالح بشير وحسين النجعي وجمعان الجمعان وسعد العبود لاعب منتخب الشباب، وثبت هؤلاء الشباب كعناصر اساسية في الفريق الاول. ونجح الهولندي بيرغن من خلال مباريات مسابقة كأس الامير فيصل ابن فهد في ايجاد البديل الجاهز وهذا ما كان ينقص الاتفاق في المواسم الخمسة الماضية. وامام برغن مهمة ليست بالسهلة عقب انتهاء هذه المسابقة وهي خلق توليفة متجانسة بين لاعبي الخبرة والوجوه الشابة. منع الانتقالات كان طموح نجوم الاتفاق قبل ثلاثة مواسم هو البروز من اجل الانتقال للاندية، وكانت الادارة السابقة تواجه صعوبات كثيرة في تجديد عقود اللاعبين، ولكن هذا الموسم الوضع اختلف حيث اصبح لاعبو الاتفاق يتسابقون من اجل تجديد عقودهم مع النادي وهذه الظاهرة لاول مرة تحدث منذ ما يقارب السنوات الخمس بل ان الادارة الاتفاقية تجد نفسها في حيرة قبل اعلان قائمة المنسقين، وكل النجوم الواعدة تحاول اثبات وجودها من اجل الدخول في قائمة محترفي الفريق. وكان الاتفاق قد عانى هجرة نجومه للاندية الاخرى امثال حسين العلي واحمد خليل "الهلال" وتيسير آل نتيف "الاهلي" ومحمد المولد "الاتحاد" وسعد الشهري "النصر" ولكن الفئة الجديدة من نجوم الاتفاق طموحهم هو بناء مجد جديد لفريقهم والبقاء في الخارطة الاتفاقية، ولم يأت هذا من فراغ، بل لنجاح ادارة الرئيس الذهبي عبدالعزيز الدوسري في تهيئة المناخ المناسب للنجومية وللمنافسة، وكانت النتيجة تمسك النجوم الحاليين بفريقهم. التفاف شرفي ومما يزيد الاتفاق قوة هذا الموسم هو الالتفاف الشرفي حول النادي، وتأمين العنصر المادي للادارة لتنفيذ برامجها، ويقود المجلس الشرفي هذا الموسم رجل الاعمال المعروف عبدالله الرشيد الذي بدأ بنفسه في دعم الخزينة الاتفاقية من اجل التعاقد مع لاعبين اجانب، بالاضافة الى الالتفاف الملموس من رجال الاعمال بالمنطقة الشرقية حيال الاتفاق، وتوفير العنصر المادي اختصر على الاتفاقيين الوقت في تحقيق بعض اهدافهم. والملاحظ ان دور المجلس الشرفي للاتفاق هذا الموسم اصبح مؤثرا للغاية واعترف بهذا مسؤولو الادارة. والعنصر المادي ليس ما اعاد للاتفاق هيبته، فقد اجتمعت معه الخبرة الادارية المتمثلة في الرئيس الذهبي عبدالعزيز الدوسري، الذي لم شمل الاتفاقيين، ولم يعط للآخرين اية فرصة لتقسيم الاتفاق الى جبهتين كما هو الحال في بعض الاندية بل جعل الاتفاق جبهة واحدة، وهذا الاستقرار ساهم بدرجة كبيرة في تنفيذ البرامج الموضوعة من قبل الادارة. الخبرة الرياضية والفنية ويرجع النقاد الرياضيون عودة الهيبة الاتفاقية الى عامل مهم وهو وجود كوادر فنية في الادارة وفي جهاز الكرة، ويتقدم هؤلاء نائب الرئيس عميد المدربين السعوديين خليل الزياني والداهية هلال الطويرقي المشرف العام على الفريق ويملك هذان الشخصان الخبرة الفنية والنظرة الثاقبة حيال اعداد النجوم وخلق نجوما تسمى نجوم شباك، ولهما نظرتهما الخاصة في التعامل مع لاعبي الفريق في احلك الظروف، فهما يعرفان ويجيدان لغة التخاطب مع المدرب واللاعبين في حالة التفوق والاخفاق، وهذا ما جعل الفريق يعيد توازنه عقب الخسارة من القادسية التي كادت تتسبب في خروج الفريق من دائرة المنافسة في مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد ويتذكر الاتفاقيون كيف وجه الزياني انتقاده للاعبين بعد مباراة الرياض، وتوجيه الطويرقي انتقادات منطقية للمدرب بيرغن عقب الخسارة من القادسية، وخبرة هذا الثنائي في التعامل مع هذه المواقف هو العصا السحرية التي قادت الفريق للتعادل مع الهلال في الرياض 2/2 ومن ثم الفوز على الشباب وعلى النصر، ولولا التعامل المثالي من الزياني والطويرقي في محطة تعثر الفريق لما وصل الاتفاق للدور الثاني من المسابقة. ويؤكد النقاد ان وجود الزياني والطويرقي يحمي المدرب الهولندي من الانزلاق في المطبات الفنية والتكتيكية خاصة انه مدرب جديد في منطقة الخليج. الاستفادة من ابناء النادي ولعل الدقة التي تم فيها اختيار من يعملون في الجهاز الاداري والفني من ابناء النادي دلالة واضحة على نضج التفكير الاداري للاتفاقيين فتم اختيار مدرب ليكون في جهاز الكرة وهذا المدرب المعروف خالد الحوار ليناقش المدرب في الاخطاء الفنية، وايضا لينقل لمسؤوليه الثغرات الفنية في الفريق والنظرة الموضوعية عن كل لاعب، وتم اختيار الدولي السابق الشاب عمر باخشوين ليعمل مساعدا للمدرب، وباخشوين يملك عقلية كروية متفتحة وهو الشخص المتفق عليه من جميع اللاعبين، وهذه الامور قد يعتقد البعض انها امور صغيرة، وهي في الواقع من اهم أسباب نجاح الاتفاقيين هذا الموسم. لاسيما ان هذا الثنائي يهوى العمل في صمت بعيدا عن دائرة الاعلام، وهذا الامر سهل من مهمة الاتفاقيين كثيرا. صعوبة المواجهة ورغم صعوبة المواجهة في الدور نصف النهائي للاتفاقيين حيث سيواجهون الاتحاد في جدة، الا ان مسؤولين بدأوا يذكرون لاعبيهم بتاريخ ناديهم العريق في تحقيق البطولات المحلية والخارجية، فالرئيس عبدالعزيز الدوسري اشار الى ان الاتفاق سيكون خصما عنيدا، وانه سيواجه الاتحاد بتاريخه وبطولاته وانجازاته، وشدد الدوسري على ان فريقه لن يكون لقمة سائغة للاتحاديين في اللقاء المرتقب، وأضاف: اذا كان الاتحاد فريقا قويا وصاحب بطولات وانجازات، فالاتفاق هو الآخر فريق قوي وصاحب بطولات وانجازات، فهو اول فريق سعودي يحقق بطولة الاندية الخليجية والعربية وهو اول فريق سعودي يحقق بطولة الدوري بدون هزيمة. ومثله قال هلال الطويرقي: "ان ثقتنا في لاعبينا لا حدود لها". ورفع اللاعبون صوتهم بأنهم مصممون على اعادة الهيبة للاتفاق من خلال لقاء الاتحاد. وتراهن الجماهير الاتفاقية على فريقها امام الاتحاد وهو ما عبروا عنه في لقاء النصر السابق، فالحضور الجماهيري الكبير ترك بصمة في اذهان اللاعبين، بأن ثقة جماهيرهم هي السلاح الذي سيواجهون به الاتحاد في لقاء الجمعة المرتقب. ويؤكد مساعد المدرب عمر باخشوين ان الطموح لا ينقص الاتفاقيين امام العميد، وان اللاعبين قادرون على جعل الآخرين يحترمونهم داخل المستطيل الاخضر. اجتماعات ومكافآت وستعقد ادارة الاتفاق اجتماعا قبل لقاء الاتحاد لمناقشة تهيئة الفريق لملاقاة الاتحاد، وستوزع الادارة مكافآت للفريق قبل اللقاء لتحفيز اللاعبين للقاء، وستصرف لهم راتب شهر حسب ما ذكرته المصادر. كما سيعقد الجهازان الفني والاداري اجتماعا مع اللاعبين لمناقشة بعض الاخطاء التي من اهمها اهدار المهاجمين الفرص السهلة امام المرمى، كما حدث في مباراة النصر، حيث اهدر اللاعبون ما يقارب اربع فرص محققة لتكون اهدافا. مشاركة ديوب وقد يشهد لقاء الاتحاد يوم الجمعة اولى مشاركات السنغالي مأمون ديوب مع الفريق.. لا سيما انه اكمل برنامجه اللياقي، وانسجم مع الفريق من خلال التدريبات التي قاربت الشهر، ومشاركة ديوب ستزيد من فعالية خط المقدمة الاتفاقية، وديوب هو اول لاعب اجنبي يتعاقد معه الاتفاق هذا الموسم. وهناك لاعب آخر من الممكن ان يتعاقد معه الاتفاق وهو الشيخ سارا، لكنه بالتأكيد لن يشارك مع الفريق لضيق الوقت. مجد الاتفاق بقي ان نشير الى ان آخر لقاء حاسم جمع الاتحاد بالاتفاق كان في نهائي كأس سمو ولي العهد قبل موسمين في جدة وفاز فيها الاتحاد 3/صفر. ويؤكد الجميع ان لقاء الاتفاق بالاتحاد هذه المرة سيكون مختلفا عن لقاء نهائي كأس سمو ولي العهد.. لاسيما ان الاتفاق نجح أو قدم براهين قوية انه سينافس هذا الموسم على البطولات ولو بصورة بسيطة، ومن هذه البراهين تعادله مع الهلال في الرياض وفوزه على النصر في المباراة الاخيرة. وسيكون الاتحاد في اختبار صعب امام الاتحاد يوم الاحد المقبل واذا ما نجح الاتفاق في تقديم مباراة قوية بغض النظر عن نتيجة المباراة فان ثقة جمهوره ستزداد في الفريق واللاعبين، وقد تكون مباراة الاتحاد بالنسبة للاتفاقيين "فيصل" عهد جديد.