قال صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبد العزيز وزير الاشغال العامة والاسكان ان المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه كان له الدور الريادي في التنمية العمرانية بالمملكة حيث كان حريصا على اقامة القرى والهجر لتوطين البدو الرحل وتحديث المدن وتبعه أبناؤه على هذا النهج فغدت التنميةالعمرانية جزءا هاما من التنمية الشاملة للمملكة. واضاف سموه يقول مفتتحا الندوة العالمية للتنمية العمرانية مساء أمس في مقر وزارة الأشغال العامة والاسكان بالرياض: لقد ساهمت وزارة الاشغال العامة والاسكان خلال أكثر من خمسة وعشرين عاما في تنمية عدد من المناطق الصحراوية بالمملكة فأنشأت مشروعات اسكانية متكاملة في مناطق متعددة من المملكة بهدف تهيئة المسكن الملائم للمواطنين وراعت في تصميم هذه المشروعات النواحي الجمالية والبيئية وذلك بملاءمتها لمناخ المناطق الصحراوية واحتوائها على أشكال معمارية جذابة وعزل حراري مناسب بالاضافة الى خدمات متكاملة بما في ذلك ملاعب للاطفال وحدائق عامة. وأشار سموه الى دور وزارة الاشغال العامة والاسكان مع بقية الوزارات المعنية في البلاد العربية في الجهود التي بذلت في توحيد المواصفات العامة لتنفيذ المباني وما تلاها من كودات ودساتير للبناء تسهم باذن الله تعالى في حل مشكلات المناطق الصحراوية وتضع الاساس للبناء والتصميم السليم وتوحيد العمل الهندسي على المستوى الوطني. وأوضح أن الوزارة تشرفت بخدمة المشاعر المقدسة حيث حفرت الأنفاق وشقت الطرق وأنشأت الجسور وكان من أهم منشآتها مشروع تطوير اسكان الحجاج بمشعر منى والمشروعات المساندة له مثل حفر الانفاق في أعالى الجبال على ارتفاع 220 مترا من مستوى سطح الارض في منى .. لتكون خزانات للمياه تتسع لمائتي الف متر مكعب لاستخدامها للتكييف الصحراوي واطفاء الحرائق بمبدأ الجاذبية بلا محركات أو مضخات وبتكلفة اجمالية لهذه المشروعات تزيد على خمسة مليارات ريال وتغذى هذه الخزانات من خزان المليون متر مكعب. ووصف سموه خدمة المشاعر المقدسة بأنها تجربة فريدة من نوعها من حيث التخطيط والتصميم والتنفيذ وتعد بحق تطويرا لسكن من نوع خاص في منطقة صحراوية جبلية ذات مناخ شديد الحرارة في معظم أيام السنة. وأعرب سموه عن أمله بأن تثمر الندوة عن أفضل النتائج والتوصيات، بتبادل الخبرات وايجاد الحلول التطبيقية، مشيرا الى أنها تعقد برعاية مجلس وزراء الاسكان والتعمير العرب بالجامعة العربية وتستضيفها المملكة. كما افتتح سمو وزير الأشغال العامة والاسكان المعرض المصاحب للندوة وقام بجولة في أقسامه مطلعا على ما يحتويه من مشاركات لعدد من الوزارات والقطاعات الحكومية والجامعات في المملكة وبعض الجامعات من جمهورية السودان وبعض المقاولين من جمهورية مصر العربية. وقد بدىء الحفل الخطابي بالقرآن الكريم، ثم القى وكيل وزارة الاشغال العامة والاسكان المساعد المهندس محمد النقادي كلمة أشار فيها الى أن المملكة العربية السعودية تعتبر من أعلى الدول في العالم تحضرا وأكثرها نموا سكانيا وأسرعها في التنمية العمرانية في وقت تشغل فيه الصحراء أكثر من نصف مساحتها. واستعرض مراحل نشأة الوزارة بدءا منذ أن أسس جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله بنيان هذه الدولة على تقوى الله ورسخ فيها المفاهيم الاسلامية حكما ومنهاجا وبدأ بمثابرة وعزيمة مسيرة التنميتين البشرية والعمرانية بدءا بتوطين البادية ونشر التعليم وفرض الامن وأنشأ في بداية تكوين الدولة ادارة للاشغال العامة تعنى بالاعمار ومرورا بانشاء ادارة تعنى بتلك الثروات ودمجت بالاشغال العامة سميت تلك الادارة مصلحة المعادن والاشغال العامة في عام 1355ه لتقوم بالاشراف على تنفيذ جميع مشاريع الدولة المبانى والطرق والسكك الحديدية وغيرها وصدور الامر السامى في عام 1384ه بأن تكون أختصاصات مصلحة الاشغال العامة شاملة جميع الاشغال العامة وانشاء عام 1395ه وزارة الاشغال العامة والاسكان برئاسة صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالعزيز. واشار في سياق كلمته الى مشاريع المشاعر المقدسة حيث تضاعفت اراضي منى الممهدة ليعمرها مزيد من الحجيج وانشئت عليها مدينة فريدة من نوعها من الخيام المطورة لمقاومة الحريق تتسع لما يقرب من مليوني حاج متكاملة بشبكات من المرافق العامة لتصريف السيول والصرف الصحى والحريق والطرق والانفاق والجسور وغيرها. وألقى مدير عام شركة ريو حمدان غازي الغازي كلمة الجهات الراعية أشار فيها الى خدمة حكومة خادم الحرمين الشريفين لعمارة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة. والقى الاستاذ المتفرغ بكلية الهندسة بجامعة عين شمس وزير النقل الاسبق بجمهورية مصر الدكتور ابراهيم بن احمد الدميري كلمة بين فيها ان مجتمعنا العمراني في وقتنا الحالي يعاني تماما النمو السكاني المطرد الذي يفرض علينا ان نخرج الى الصحراء لنبحث عن مناطق يحسن تنميتها باسلوب علمي واقتصادي يخدم اهداف التنمية بكافة انواعها. واشار الى ان المطلع على الندوة يجد ما يسر الكثير من المشاركين فيها من خلال الابحاث المقدمة اليها مما يؤكد اهتمام كافة الدول وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والدول التي تعانى صغر المناطق التنموية فيها والتي ليس لها ظهير صحراوي كبير كمصر مثلا. وألقى عبدالرحمن السحيباني الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية كلمة الامانة العامة لجامعة الدول العربية وقال أن هذه الندوة تتناول قضية من أهم القضايا التي تشغل عالمنا العربي في ظل ما يعيشه مجتمعنا من متغيرات اجتماعية واقتصادية وثقافية. واضاف أنه من الضروري مراعاة البعد البيئي في تنفيذ مشروعات التنمية العمرانية في المناطق الصحراوية وضمان تكاملها مع أهداف التنمية، لافتا النظر الى أن قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية يعطي أهمية بالغة لموضوع التنمية العمرانية وأن لديه قسما يعنى بشؤون الاسكان كما خصص مجلس وزراء الاسكان والتعمير العرب بندا دائما مستمرا للندوات العلمية ضمن جدول أعماله. كما ألقى وكيل الوزارة لشؤون الاشغال العامة الدكتور حبيب بن مصطفى زين العابدين كلمة اللجنة التحضيرية والتنظيمية للندوة اشار فيها الى ما قامت به وزارة الأشغال العامة والاسكان من اصدار أول مواصفات عامة لتنفيذ المباني في الاجواء الصحراوية حيث كانت هذه المواصفات بادرة لتوحيد الانظمة الهندسية على مستوى الدول العربية مشيرا في هذا الصدد الى أن الوزارة أصدرت العديد من الكتب والاصدارات التي تنظم العمل الهندسي. واستعرض مشروعات المشاعر المقدسة في السنوات الخمس الاخيرة بتكلفة تزيد على خمسة مليارات. وحضر الحفل صاحب السمو الامير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع واصحاب المعالي الوزراء وعدد من المسئولين من مدنيين وعسكريين. وتنظم وزارة الأشغال العامة والاسكان هذه الندوة برعاية جامعة الدول العربية وتشارك فيها من المملكة وزارة المواصلات ووزارة الشئون البلدية والقروية وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة ام القرى والهيئة الملكية للجبيل وينبع والمعهد العربي لانماء المدن واللجنة الهندسية السعودية والجمعية السعودية للعلوم والعمران وذلك بمقر الوزارة بالرياض.