وافقت الحكومة الاندونيسية على منح الشرطة المحلية سلطات مطلقة من اجل مكافحة الارهاب والتصدي لاي هجمات اخرى من شأنها الاخلال بأمن البلاد. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية ان البرلمان الاندونيسي اصدر قراره بعد تعرضه لضغوط محلية ودولية تطالب بشن حملة واسعة للقضاء على الارهابيين والانفصاليين في اندونيسيا لاسيما في اعقاب انفجار بالي يوم السبت الماضي. ويقضي القرار بتشكيل وحدة خاصة لمكافحة الارهاب مكونة من مسؤولين في عدد من وزارات الدولة بالاضافة الى قوات الجيش والشرطة كما يقضي بمعاقبة المتسببن بالحادث بجزاء الاعدام اوالحبس مدى الحياة ويخول قوات الامن والشرطة باعتقال الارهابيين والمجرمين وتوجيه التهم لهم. وقالت الهيئة انه من المتوقع ان تقوم الرئيسة الاندونيسية ميغاواتي سوكارنو بوتري بتوقيع القانون الجديد الذي تم اصداره بشكل طارىء لحل الازمة الامنية التي تتعرض لها البلاد حاليا. ونقلت الهيئة عن رئيس البرلمان الاندونيسي اكبر تاندجونغ قوله عقب لقائه ميغاواتي وكبار مسؤولي الحكومة ان البرلمان يسعى لتقديم دعمه ومساندته الكاملتين للحكومة في سبيل اصدار قانون جديد وفعال لمكافحة الارهاب. وكانت الرئيسة ميغاواتي قد اجرت اتصالا هاتفيا مع الرئيس الامريكي جورج بوش في اعقاب حادث الانفجار اتفق الجانبان خلاله عن ضرورة حل الازمة الامنية بشكل حاسم وفعال خشية الا يتفاقم الوضع وصعوبة التعامل معه لاحقا. من جانبها اعلنت غرفة التجارة والصناعة الاندونيسية انها تعرض جائزة بقيمة مليار روبية اندونيسية (108.700 دولار) لمن يقدم معلومات تساعد على اعتقال منفذي اعتداء بالي الذي اوقع اكثر من 186 قتيلا. وقال رئيس هذه الغرفة عبد الرضى بكري ان رجال الأعمال الاندونيسيين سيؤمنون مبلغ الجائزة. وسبق ان قدمت استراليا التي قتل 119 من رعاياها في الانفجار جائزة مقدارها نحو مليون دولار اميركي لمن يقدم معلومات تساعد على كشف مرتكبي هذا الاعتداء الدامي. من ناحية اخرى ذكرت تقارير الانباء امس أن الشرطة الاندونيسية استدعت رجل الدين المثير للجدل أبو بكر بشير، لاستجوابه كمشتبه به في تفجيرات بالي. وقال نائب الناطق بلسان الشرطة الوطنية الاندونيسية، كوماندر براسيتيو، لصحيفة جاكرتا بوست (أصدرنا مذكرة استدعاء فقط) نافيا بذلك تقارير عن صدور مذكرة اعتقال بحق بشير /64 عاما/.وسيتم استجواب بشير، الذي غادر جاكرتا أمس الاول /الخميس/عائدا إلى مدرسته الداخلية الاسلامية في سولو بوسط جاوه، في مركز الشرطة في العاصمة اليوم /السبت/. وتأتي مذكرة الاستدعاء في أعقاب معلومات جديدة تربط بشير بأحد أعضاء تنظيم القاعدة المعروفين في إندونيسيا. وتقول مزاعم أن بشير هو رئيس الجماعة الاسلامية، المنظمة المتطرفة التي تريد استراليا وضعها على لائحة الاممالمتحدة للارهاب. وقال المتحدث بلسان الشرطة الوطنية المفتش العام صالح ساف أن محققا إندونيسيا عاد مؤخرا من الولاياتالمتحدة بعد استجواب عمر الفاروق، الرجل الذي وصفته صحيفة تايم بأنه ممثل من جنوب شرق آسيا لتنظيم القاعدة في إندونيسيا، أكد تلك الانباء. وقد اعترف الفاروق الذي تم ترحيله من إندونيسيا في شهر يونيو الماضي، للمحققين الامريكيين بأن صلات شخصية وثيقة تربطه ببشير. ونفى بشير باستمرار أن تكون له صلة بتنظيم القاعدة، المتهم في الهجمات الارهابية في 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة، لكنه أثنى علنا على زعيم التنظيم أسامة بن لادن. وكان بشير الذي اعتقل عام 1978 لادلائه بتصريحات معادية للحكومة أثناء حكم الرئيس السابق سوهارتو، قد خضع للاستجواب عدة مرات من جانب الشرطة إلا أنه كان يتم إطلاق سراحه على أساس عدم توافر الادلة التي تربطه بعمليات إرهابية.