وصفت الرئيسة الاندونيسية ميجاواتي سوكارنو بوتري الانفجارات التي دمرت ملهيين في جزيرة بالي السياحية وأودت بحياة نحو 182 شخصا، بأنها مخزية وتعهدت بإلقاء القبض على الجناة. وقالت ميجاواتي إن حكومة إندونيسيا تدين بشدة هذا التفجير المخزي في بالي، مشيرة إلى أن آخر إحصاءات الضحايا تفيد بمقتل 182 شخصا وجرح 332 آخرين في الانفجارات التي دمرت حانتي الرقص في بلدة كوتا قبيل منتصف ليلة السبت/الاحد. وأضافت الرئيسة: تعمل سلطات الامن بجد من أجل اعتقال الجناة وتقديمهم للعدالة. وتوجهت ميجاواتي من جاكرتا إلى بالي لتفقد مسرح الهجوم على الطبيعة. وتعهد البريجادير جنرال بودي سيتيوان قائد شرطة بالي بالاستقالة خلال شهر إذا فشل في العثور على الجناة في أكثر الهجمات دموية في تاريخ الجزيرة الحديث. وهز انفجاران مقهى ساري كلوب المزدحم بالرواد ونادي ديسكو باديز القريب الساعة الحادية عشرة و12 دقيقة من مساء أمس الاول السبت بالتوقيت المحلي في منطقة ليجيان التي تنتشر فيها الملاهي وأماكن الترفيه في بلدة كوتا على بعد 945 كيلومترا جنوب شرق جاكرتا. وقال سيتيوان في تصريحات لوكالة أنباء أنتارا الرسمية أن غالبية ضحايا الانفجارين من الاجانب، مشيرا إلى أن معظمهم من أستراليا وإن كان هناك أيضا بريطانيون وكنديون وألمان وسويديون بين القتلى. وذكرت مصادر طبية أن ثمة صعوبة في تحديد هوية القتلى بسبب أعدادهم الكبيرة، وكذلك بسبب تفحم الكثير من الجثث. وقال يوهانيس، وهو مسئول مشرحة في مستشفى سانجلاه في بالي: لدينا 172 جثة هنا بالفعل وهناك المزيد في الطريق. وذكرت مصادر الشرطة أن القنبلة التي استخدمت في انفجار ساري كلوب أحدثت حفرة في الارض، نصف قطرها خمسة أمتار ونصف المتر. وقال أحد سكان كوتا ويدعى كيتوت بوترا :لقد كان انفجارا قويا .. عندما سمعته اندفعت خارجا من منزلي ورأيت الناس يجرون في الشارع وهم يصرخون قنبلة.. قنبلة. وصرح ياتن سوياتمو المتحدث باسم شرطة بالي بأن الحريق الناجم عن الانفجار تسبب في تدمير فرع قريب لبنك بانين وكذلك مكتب شركة سياحة، فيما تحطمت واجهات ونوافذ العشرات من المتاجر والمنازل بفعل قوة الانفجارات التي تسببت أيضا في إتلاف 20 سيارة. وألقى مسئول حكومي بارز اللوم في الانفجارات على الارهابيين. وقال وزير الامن والشئون السياسية الاندونيسي بابمانج سوسيلو يودهوينو إن الارهابيين بيننا وأصبحوا الان أمام أعيننا. وأضاف يودهوينو للصحفيين: لا أتوقع سماع تعليقات جديدة تقول أن الحكومة إنما تختلق قصصا حول وجود إرهابيين في البلاد. وكان بعض المسئولين الحكوميين، ومن بينهم حمزة حاز نائب رئيسة إندونيسيا، قد قالوا مرارا أنه لم يعد هناك وجود للارهابيين في البلاد، وهو موقف يحظى بقبول سياسي واسع جعل عمل يودهوينو صعبا في الماضي. وواجهت إندونيسيا انتقادات على مدار الشهور القليلة الماضية لتقاعسها في اتخاذ إجراءات صارمة ضد الذين يشتبه في تورطهم في الارهاب في البلاد، وهي أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان والتي كثيرا ما يقارن سكانها بين الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد الارهاب والمشاعر المعادية للاسلام. وقال يودهوينو ان انفجارات بالي يمكن أن تكون بفعل إرهابيين إندونيسيين أو أجانب أو كليهما. ووقع انفجار آخر ليلة السبت/ الاحد في منطقة لا تبعد سوى حوالي مائة متر عن مقر القنصلية الامريكية في وسط بالي، لكن لم ترد تقارير عن سقوط ضحايا. وكانت قنبلة أخرى قد انفجرت في وقت سابق من مساء السبت الماضي أمام قنصلية الفلبين في مانادو عاصمة إقليم نورث سولاويسي الذي يقع على بعد 2070 كيلومترا شمال شرق جاكرتا. يذكر أن قنبلة انفجرت قبل عامين أمام سفارة الفلبين في جاكرتا، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة سفير الفلبين بجروح خطيرة. وجاءت انفجارات بالي في إندونيسيا بعد وقت قصير من قيام السفارة الامريكية هناك بإصدار تحذير للرعايا الامريكيين في أنحاء العالم بضرورة توخي أقصى درجات الحذر في ضوء شريط تسجيل أذيع مؤخرا ونسب إلى زعيم شبكة القاعدة أسامة بن لادن وتهديدات أخرى للمصالح الامريكية. وأشارت أنباء إلى أن السفارة الامريكية في جاكرتا تبحث إعادة جزء من موظفيها إلى الولاياتالمتحدة في إطار ترتيبات أمنية احترازية. وكانت السفارة الامريكية في إندونيسيا قد أغلقت أبوابها في سبتمبر الماضي استجابة لتقارير مخابرات أفادت باحتمال أن تكون السفارة هدفا لهجمات إرهابية. وتعد إندونيسيا أبطأ من جاراتها في جنوب شرق آسيا في اتخاذ إجراءات صارمة ضد من يشتبه بأنهم إرهابيون في البلاد، حيث تصر السلطات على أنه لا توجد لديها أدلة قاطعة على أنشطة إرهابية. وكانت السلطات الاندونيسية قد اعتقلت مواطنا كويتيا يدعى عمر الفاروق في إقليم بوجور في يونيو الماضي وقامت بترحيله إلى أفغانستان لكي تتولى السلطات الامريكية استجوابه، حيث قيل أنه اعترف بأنه ممثل القاعدة في جنوب شرق آسيا.