حتى لو لم يتأهل الاتفاق للدور قبل النهائي لمسابقة كأس الامير فيصل بن فهد "رحمه الله" فانه كان ولا يزال احد افضل الفرق لعبا وأمتعم داخل الملعب فنا واشدهم بأسا وقوة وافضلهم عناصر وجماعية ويملك لاعبوه ارادة حديدية لا يمكن التهاون بها، ولان من يضحك اخيرا يضحك كثيرا فقد ضحك الاتفاقيون حتى سمعهم جميع سكان الدمام بحاراتها القديمة واحيائها الجديدة وبشيبانها وشبابها ووصول الاتفاق للدور قبل النهائي ليس بجديد ولا نقبل ان يكون اقصى الطموحات فالاتفاق كان واحدا من اهم اضلاع المربع الذهبي وبطلا للدوري والكأس ومن هذا المنطلق يجب ان يفهم اللاعبون ان ما حققوه ليس الا خطوة اولى في سلم طويل وطريق شائك وجبل عال يحتاج الى قتال وكفاح. ما قدمه نجوم الاخضر والاحمر يوم امس الاول درس يجب ان يشكروا عليه وهم بالتأكيد يدركون اهمية القادم ويفهمون ان السقوط في الاسبوع القادم ليس افضل حالا ممن سقطوا في الدور الاول فالسقوط سقوط ولا مجال الا لفريق واحد يفوز ويستحق التصفيق. الفوز.. أي فوز لا يأتي الا عندما تكون القلوب صافية والنفوس راضية بعضها عن بعض والعمل جماعيا بلا اكراه او ضغوط او تهديد فكرة القدم لعبة شعبية تعتمد على التعاون والمحبة ولهذا شاهدنا كيف يخرج لاعبو الاتفاق صفا واحدا لتحية مدير فريقهم هلال الطويرقي.. وهو تصرف يؤكد ان القلوب صافية وان الطويرقي استطاع ان يدخل تلك القلوب وان يزيل عنها كل المتاعب ولولا رضا اللاعبين عن هذا الاختيار وثقتهم به وقناعتهم بوجوده لما استطاع ابو خالد نيل كل هذا الرضا ولما حصد منهم كل هذه النتائج. السنون تتغير والافكار تتطور والناس تكبر وتنضج ومع ذلك يبقى هناك من يعتقد ان الاندية جزء من ممتلكاتهم واللاعبين عمال بلا احساس أو مشاعر ويعتقدون انهم الوحيدون الذين يفهمون وغيرهم اغبياء حتى لو كانت نتائجهم "مشي حالك" كما يقول عامة الناس. ولعل في جماعية الاتفاق وصفاء قلوبهم ووقفتهم الجماعية لعل في ذلك درسا لمن يريد ان يتعلم ان النجاح تعاون ومصارحة واخذ ورد وليس عقلا متحجرا يرفض الرأي والرأي الآخر. ايها الاتفاقيون طريقكم طويل وشائك ولكننا تعودنا على ابداعاتكم فماذا عساكم فاعلين؟! ولكم تحياتي..