بدأت في فرنسا أمس الأول محاكمة الروائي الفرنسي ميشيل هويلبيك الذي يواجه اتهامات بالإهانة العنصرية والتحريض على الكراهية الدينية بسبب تصريحات صحفية عن الإسلام أثارت جدلا واسعا. وقد رفعت أربع منظمات إسلامية دعوى ضد هويلبيك الذي فاز بعدة جوائز رفيعة، وتتهمه بإطلاق تعليقات مهينة عن الدين الإسلامي ضمن مقابلة عن روايته الأخيرة. وتتضمن الدعوى التي رفعها أكبر مسجدين في باريس وليون إضافة إلى اتحاد المسلمين الفرنسيين ورابطة العالم الإسلامي إشارة إلى ما ورد في الرواية واسمها بلاتفورم . وقد نقل عن الروائي الفرنسي في مقابلة صحفية مع مجلة لير الأدبية العام الماضي حقده على الإسلام بشكل خاص وإهانته المستمرة للمسلمين عامة ، حيث تعتبر شخصيته مثيرة للجدل في الأوساط الأدبية بسبب ما يتميز به أسلوبه الراوائي من صراحة تصل إلى حد العدمية. ولم يسحب هويلبيك ما نسب إليه من تصريحات ولم يدافع عما ورد على لسان بطله في رواية بلاتفورم الذي يقول: أشعر برعشة سعادة في كل مرة أسمع فيها بمقتل إرهابي فلسطيني . لكن محاميه إيمانويل بيرات يقول: إن الكاتب لا يجري مقابلة صحفية كما لو كان سياسيا يتحدث من على منصة . مزاحي وكان هويلبيك قد اعتبر نفسه في العام الماضي موهوبا في الإهانة والاستفزاز. لكن المحامين الذين يمثلون مسجدي باريس وليون قالوا في بيان لهم: إن موضوع المحاكمة هو العنصرية الموجهة للمسلمين، وليست الأذواق الاستفزازية أو شخصية كاتب ناجح أو غيره . وقد تعهد هويلبيك الذي يعيش في فرنسا بالدفاع عن معتقداته أمام المحكمة ومن المتوقع أن يدافع عنه أيضا عدد من رموز الحياة الأدبية الفرنسية. وقد نفى هويلبيك يمثل أمام محكمة حاليا لوصفه الإسلام بأوصاف غير لائقة الاتهامات الموجهة إليه بإثارة الكراهية العرقية.. وقال لمحكمة في العاصمة الفرنسية باريس إن كلماته فسرت بعيدا عن محتواها.. مؤكدا لم أظهر أبدا أي ازدراء للمسلمين ، لكنه أضاف: لكن ازدرائي الشديد للإسلام لم يتغير. وانضمت رابطة حقوق الإنسان الفرنسية إلى المؤسسات الإسلامية قائلة إن تصريحات هويلبيك ترقى لكونها إسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام. وتحول الأمر لقضية رأي عام مثل قضية الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، بعد إثارة تساؤلات حول القيود التي يمكن أن تفرض على حرية التعبير عن الرأي. ازدراء الإسلام وقال هويلبيك للمحكمة إنه يزدري الإسلام لكنه لا يكرهه، وإنه من غير المناسب وصفه بأنه عنصري معاد للمسلمين. .. وأضاف : لهجة اللقاء بأكمله كانت تنم عن الازدراء وليس الكراهية ، مضيفا: دائما ما أغير وجهة نظري. وقال الكاتب إنه معارض لجميع الأديان السماوية وليس الإسلام فقط، وإن من حقه ككاتب توجيه انتقادات للأديان. وقال الكاتب الفرنسي: من وجهة نظر أدبية فإن الإنجيل كان له أكثر من كاتب، بعضهم جيد وبعضهم رديء. القرآن مصدره واحد وأسلوبه متوسط. وفي بيان مكتوب قال محامو مسجد باريس: حقيقة أن كاتبا مشهورا سمح له بالتصريح علنا عن كراهيته للإسلام في مجلة مثل لير يرقى لكونه تحريض على الكراهية الدينية. وقال دليل بوبكر من مسجد باريس للمحكمة: تعرض الإسلام للإهانة، وهوجم بكلمات مليئة بالكراهية، لقد أهين المسلمون. ويواجه هويلبيك السجن لما يصل لعام وغرامة 52 ألف يورو إذا ثبتت إدانته.