شعر :جاسم الصحيح عَلِّمْ لسانَكَ يُصغي ف(العراقُ) هُنا.. تَبًّا لكُلِّ لسانٍ لم يَكُنْ أُذُنَا! هنا (العراقُ).. ولولا ماءُ (دجلتِ)هِ ما كانَ صلصالُ هذا العَالَمِ انْعَجَنَا هنا (العراقُ).. ويَطْفُو من مَلَاحِمِهِ دَمُ الخيالِ الذي في خاطري حُقِنَا هنا (العراقُ).. ويَغْلِي حوضُ أزمنةٍ بما صَفَا من مآسيها، وما أَسِنَا هنا (العراقُ).. تَأَمَّلْ في ملامِحِهِ تَلْقَ الجزيرةَ/ مصرَ/ الشامَ/ واليَمَنَا خرائطٌ حيثما شَفَّتْ معالمُها تشابَهَ السِّجنُ والسَّجَّانُ والسُّجَنَا يا (شهرزادُ) ارقصي، والحالُ واحدةٌ إذا رقصتِ علينا أو رقصتِ لَنَا وذَوِّبِي في (الليالي الأَلْفِ) سُكَّرَةً أخرى، نُحَلِّي بها الآلامَ والمِحَنَا واحكي فما ثَمَّ آذانٌ وألسنةٌ.. تَبًّا لكلِّ لسانٍ لم يكنْ أُذُنَا!
زِدْ لانتمائِكَ جذراً ف(العراقُ) هُنا نهرانِ يحتضنانِ البدءَ والزمناَ زِدْ لانتمائِكَ موسيقَا، يُرَقْرِقُها ماءُ (الفراتِ) على صدرِ النخيلِ جَنَى ويا قدييييييماً تجلَّى -والمدى عدمٌ- فمَهَّدَ الأرضَ حتَّى أصبحتْ سَكَنَا مِنْ عَالَمِ القلبِ جاءَتْهُ نُبُوَّتُهُ تسعَى، فكان على الإلهامِ مُؤْتَمَنَا واستمطرَ الوحيَ من آفاقِ هاجسةٍ في خاطر الغيبِ كي يستنبت السُّنَنَا ومالَ نحو المعاني وَهْيَ صامتةٌ في لفظِها، فحَبَاها المنطقَ اللَّسِنَا حتَّى إذا رَتَّبَ الدنيا كخاطرةٍ عُليا، ووَزَّعَ في أفكارِها المُدُنَا دعا المشيئةَ أنْ تجري بما حَمَلَتْ من المقاديرِ إنْ سَعْدًا وإنْ حَزَنَا ومُذْ أَسَرَّ إليهِ الغيبُ مِحْنَتَهُ وما يزالُ بسِرِّ الغيبِ مُمْتَحَنَا هَبَّتْ طواحينُ هذا الدهرِ تطحنُهُ فآنَسَتْهُ على أسنانِها خَشِنَا تالله يا والدَ النهرينِ! لو جبلٌ لاقَى من الدهرِ ما لاقيتَ لانْطَحَنَا
أبا الشراعِ الذي لم يلقَ عاصفةً إلاَّ وشَدَّ على أكتافِها، الرَّسَنَا ويا خليفةَ (نوحٍ) في سفينتِهِ حيث الأمانةُ لاَقَتْ أشرفَ الأُمَنَا ما زلتَ في قبضةِ (الطوفانِ) منتصباً والموجُ حولك غولٌ يبلعُ السُّفُنَا يجتاحُكَ المَدُّ شبلاً في فتوَّتِهِ وينثني عنكَ شيخاً عَظْمُهُ وَهَنَا وأنتَ رأسٌ يقيمُ الأولياء بِهِ ويحملونَ على أكتافِهِ، المِحَنَا حَسْبُ الرسالات في ليلِ الكفاحِ إذا صحوتَ أنتَ, و(نَامَتْ أعينُ الجُبَنَا)
------ سقياكَ يا والدَ النهرينِ.. بي عطشٌ للوحيِ ما انفكَّ في نهريكَ مُخْتَزَنَا أنا أَقَلُّ فَمًا من أنْ أضيفَ دَمًا ل(كربلاءَ)، وأُهدي لل(غَرِيِّ) سَنَا هَبْنِي بحجمكَ قلباً صامدًا صَمَدًا حتَّى أَلُمَّكَ فيهِ لوعةً وضَنَا فقد لقيتُكَ في عينِ المها غَزَلاً وفي عيونِ المنايا أسيفاً وقَنَا تَجَمْهَرَتْ كلماتي في عبارتِها صَفًّا توشَّح بالإيقاعِ، واتَّزَنَا تَحِيَّةً يا إمامَ الماءِ في زمنٍ غيماتُهُ تُمْطِرُ الأحقادَ والإِحَنَا فإنْ أتيتُكَ أحلاماً مُسَعَّفَةً فأنتَ لي خاطرٌ بالنخلةِ اقترنَا وإنْ تَنَشَّقْتُ من كينونتي عَبَقاً على رُباكَ فعندي من (أنَ)اكَ (أنَا) وحيثما استشعرَ الإنسانُ عِزَّتَهُ لدى المكانِ، فقد ألفَى له وطنَا