انفض الاجتماع الذي طال انتظاره بين طاقمي المفاوضات الفلسطيني والإسرائيلي وعلى اعلى المستويات بتفاؤل الجانب الفلسطيني ورفض الجانب الإسرائيلي للمطلب الفلسطيني برفع الحصار عن المدن الفلسطينية وتمكين السلطة الفلسطينية من إعادة بناء مؤسساتها وتحرير أموالها التي تحتجزها الحكومة الإسرائيلية منذ بداية الانتفاضة والتي تفوق 500 مليون دولار. مصادر فلسطينية اعتبرت هذا اللقاء السياسي هو الأعلى على المستوى التمثيلي منذ قطعت إسرائيل اتصالاتها مع السلطة الفلسطينية.رئيس الوزراء الإسرائيلي ارائيل شارون أعلن مسبقا عن تحديد صلاحيات بيرس والوفد المرافق له في هذه المفاوضات، بحيث لا تتطرق الا الى المسائل الحياتية بالنسبة للفلسطينيين والمسائل الأمنية بالنسبة لاسرائيل.بعض المصادر الفلسطينية أكدت لليوم أن هذا الاجتماع ما كان ليتم لولا الدبلوماسية النشطة التي قام بها وزراء خارجية مصر والسعودية والاردن مع الرئيس الامريكي جورج بوش ووزير خارجيته كولين باول0 واضافة الى الاتفاق على تفعيل لجان العمل المهنية التي شل شارون عملها بعد انتخابه لرئاسة الحكومة تداول الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني في اجتماعهما الذي استغرق اكثر من ثلاث ساعات في قضايا تتعلق بالمسار السياسي. أحد المصادر كشف أن الاجندة الفلسطينية تناولت مسائل إعادة بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية ورفع الحصار عن المدن الفلسطينية واعادة فتح المعابر، اضافة الى تزامن هذا الجدول مع ما نقل عن وزراء خارجية مصر والاردن والسعودية من أن إسرائيل والفلسطينيين يناقشون حاليا اتفاقية لوقف النار بينهما.وأشار المصدر الى أن السلطة الفلسطينية تدرس خطة لوقف النار تستبق الانسحاب الاسرائيلي من المدن الفلسطينية. فيما أكد المصدر أن اجتماعات بدأت بين قيادات فلسطينية وعناصر من حركة حماس والجهاد الاسلامي بهدف التوصل الى اتفاق لوقف العمليات المسلحة ضد اهداف اسرائيلية. في ظل هذه الأجواء من التفاؤل والتحسن الملموس في وجهات نظر الإدارة الأمريكية انعقد اللقاء الإسرائيلي - الفلسطيني بمشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيرس والوزير داني نفيه ومدير عام وزارة المالية اوهاد موراني ومنسق عمليات الاحتلال في المناطق عاموس غلعاد، فيما حضر من الجانب الفلسطيني اضافة الى عريقات، وزير المالية سالم الفياض ووزير الداخلية عبد الرازق اليحيى والوزير جميل الطريفي وقائد قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الحاج اسماعيل جبر. المصادر الفلسطينية المقربة من القيادة الفلسطينية تقول انه برغم توصيات شارون الى بيريس بعدم التطرق لاي مواضيع خارج القضايا المتعلقة بالتسهيلات التي ستقدم للفلسطينين ، مقابل ضمان الأمن لاسرائيل ومحاربة السلطة الفلسطينية للعمليات المسلحة،الا أن الفلسطينيين طرحوا مطالبهم السياسية والشرعية، وفي مقدمتها سحب القوات الاسرائيلية من المدن الفلسطينية وتحرير الاموال وتمكين السلطة الفلسطينية من اعادة بناء مؤسستها والقيام بمهامها.فيما ذكرت مصادر فلسطينية ردا على الادعاءات الاسرائيلية بشأن عدم قيام السلطة بمكافحة العمليات ضد اسرائيل، قال وزير الداخلية الفلسطيني عبد الرازق اليحيى ان الاوضاع الحالية في المناطق المحتلة تسهل مسألة تجنيد الاستشهاديين ذلك ان وجود قوات الاحتلال يمنع قوات الأمن الفلسطينية من القيام بمهامها.من جانبه طالب وزير المالية الفلسطيني بتحرير الاموال الفلسطينية مشيرا الى انه يعمل على بناء جهاز مالي واحد في السلطة الفلسطينية يتولى بناء الاقتصاد الفلسطيني والاشراف على السيولة المالية. فيما زعم بيريز ان اسرائيل لا تعارض تحرير نسبة 10% من الاموال التي تحتجزها مشترطا قيام لجنة اشراف ثلاثية تضم اسرائيل والسلطة الفلسطينية وامريكا للاشراف على صرف هذا المبلغ.فيما كشفت مصادر فلسطينية النقاب أنه تم خلال الاجتماع بحث مسألة القيود التي تفرضها اسرائيل على نقل البضائع عبر معبر كارني، حيث تقرر تقديم تسهيلات هناك وتوسيع الفعاليات التجارية. كما تقرر توسيع مجال الصيد المتاح به للصيادين الفلسطينيين في غزة وفتح ابواب العمل امام7000 عامل فلسطيني.مصادر اسرئيلية قالت أن وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيرس عرض الخطوات التي تستطيع إسرائيل تنفيذها للتخفيف عن الفلسطينيين بما في ذلك تسييل 10% من اموال الفلسطينيين المجمدة في حال توافر جهاز مراقبة على وصول الأموال مباشرة الى المواطنين.فيما أشارت مصادر إسرائيلية من الموضوعات التي تم مناقشتها خلال الاجتماع الي ان الانتقال إلى فرض حظر التجوال في الضفة الغربية في ساعات الليل فقط، واصدار تصاريح للعمال الفلسطينيين وتسهيل مرور البضائع عبر نقاط العبور.في هذه الاثناء يدور الحديث عن مفاوضات سرية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي حيث قالت مصادر فلسطينية أن وزير الدفاع الإسرائيلي بن إليعيزر، التقى سراً محمد رشيد مستشار الرئيس عرفات برغم نفي الجانبين صحت هذه المعلومة.يبقي السؤل الأهم هل فعلا بدأت ملامح الخطوط العريضة لإنجاز حل ينهي الصراع العربي الاسرائيلي؟