قالت مصادر فلسطينية أمس أن وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز سيواصل اجتماعاته مع مسئولين فلسطينيين في الساعات القادمة في إطار بحث إمكانيات الخروج من الازمة التي تعترض استئناف محادثات السلام بعد أكثر من 21 شهرا من العنف. وقالت المصادر أن بيريز سيلتقي بكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ووزير الداخلية عبد الرزاق اليحيى في وقت لاحق وذلك بعد لقائه في ساعة متأخرة من ليل أمس الاول بوزير المالية سلام فياض. وهذه أول محادثات على هذا المستوى تتم بين مسئولين في السلطة الفلسطينية وإسرائيل منذ أواخر مارس الماضي عندما شنت إسرائيل هجومها العسكري الاول واسع النطاق في الضفة الغربية واستمر ستة أسابيع. وجاءت هذه اللقاءات بعد سلسلة من الاصلاحات التي قام بها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تحت ضغوط دولية وداخلية بلغت ذروتها بمطالبة الرئيس الامريكي جورج دبليو. بوش بتغيير القيادة الفلسطينية كشرط لقيام الدولة. وكانت الحكومة الاسرائيلية قد رفضت إجراء أي مفاوضات مع السلطة بزعامة عرفات بعد اتهامها بالمسئولية عن الهجمات الانتحارية داخل الاراضي الاسرائيلية. وقال مسئولون فلسطينيون ان اللقاءات تأتي ضمن وساطة طرف ثالث غير أن الجانبين لم يفصحا عن هذه الجهة. وذكرت المصادر ان الاجتماع الذي جرى بين بيريز وفياض ليلة أمس الأول تم في أجواء إيجابية. وتعطي هذه اللقاءات بادرة أمل جديدة للجانبين اللذين أنهكتهما الصراعات خلال الاشهر الماضية. وقال فياض في تصريحات للصحفيين في رام الله أمس إن اجتماعه مع بيريز الذي استمر زهاء 90 دقيقة كان الهدف منه أن يتعرف كل منا على الآخر وقال فياض إن المناقشات تركزت على النواحي الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بالاموال المستحقة للسلطة الفلسطينية والتي تجبيها إسرائيل من عائدات الضرائب لصالح السلطة الفلسطينية. وكان رئيس الحكومة الاسرائيلي أرييل شارون قد أعطى الضوء الاخضر لوزير خارجيته لعقد تلك الاجتماعات. وقال مسئولون إسرائيليون ان شارون طلب من بيريز بحث خطوات تخفيف الحصار العسكري الاسرائيلي على الضفة الغربية وتجديد التعاون الامني، في سلسلة من الاجتماعات مع الوزراء الفلسطينيين.