التقى وزير الخارجية الإسرائيلية شمعون بيرس وبإيعاز من شارون في اليومين الماضيين مع الوزراء الفلسطينيين.. للمالية سلام فياض والداخلية عبد الرازق اليحيى والحكم المحلي صائب عريقات في اجتماعين متتاليين. ويأتي هذان الاجتماعان بعد قطيعة رسمية دامت أشهرا بين الجانبين وتفيد المصادر ان السبب وراء هذا مناورة من رئيس الوزراء إريئيل شارون فبعد خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي تبنى عمليا موقف شارون بقيت الساحة الأوروبية التي يسعى اليها شارون وأراد القيام بخطوة يقول فيها للأوروبيين انه جاد في محاولاته لاستئناف العملية السياسية وانه سيتجاوب مع تحرك إصلاحي في السلطة الفلسطينية. وعلى الساحة الداخلية فقد شعر شارون بململة وزير خارجيته شمعون بيرس الذي شعر بداية بأن خطاب بوش بمثابة صفعة له ولكن كعادته ابتلع بيرس الامر وسار قدما نحو الاضواء. إن ما يسعى اليه بيريز اليوم وهو الذي شارف على الثمانين من عمره ان لا يغيب عن الاضواء ومعروف عنه انه يحب الاعلام والصحافة وعدسات الكاميرا ويقال انه يدفع بالمحيطين به لتوزيع تسريبات معينة على بعض الصحفيين. وفي الآونة الأخيرة شعر بيريز بأنه غاب عن المسرح اليومي، وبدأ يشيع المحيطون به انه ينوي الاستقالة من الحكومة، الأمر الذي دفع شارون إلى الإسراع بالالتقاء معه، واغرائه ببعض الاتصالات غير المجدية مع الفلسطينيين. وما يريده شارون من بيريز هو ان يبقى إلى جانبه لكي يضمن بقاء حزب العمل شريكا في الحكومة وهذا لكي يمنع توسيع حلقة المعارضة ضده في الشارع الإسرائيلي . وكان قرار شارون ذكيا فقد سمح لبيريز بالالتقاء مع وزيرين فلسطينيين جديدين، المالية والداخلية ولكل منهما مسؤوليات تتعلق بالإجراءات الإصلاحية داخل السلطة.. الأوضاع المالية والفساد المعلن وأجهزة الأمن والتغييرات فيها، ولكن من ناحية أخرى فان شارون يعرف تماما ان هذين الوزيرين ليس فقط انهما جديدان، وانما، أيضا، ليسا من أصحاب القرار النهائي في السلطة، ولهذا فان محادثات كهذه ستبقى في إطار الدردشة. ولا نستغرب إذا وسع شارون ومعه بيريز حلقة الوهم من خلال نقل بضعة ملايين للسلطة الفلسطينية من الأموال التي تحتجزها إسرائيل والتي تفوق ال 400 مليون دولار، بادعاء انها الآن بيد وزير مالية جديد. وهنا التقت المصالح فشارون يدفع عن نفسه ضغطا خارجيا وداخليا وبيريز يجد لنفسه برنامجا يملأ فيه أوقات الفراغ لديه حتى وإن كانت مجرد لقاءات لتسليته فالمهم ان يبقى امام العدسات وتحت الأضواء.