أوضح تقرير علمي صادر من مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز أن مخرجات نموذج مناخ جامعة الملك عبدالعزيز التجريبي للتوقعات الفصلية (KAU Climate Model) والذي يتم تطويره حالياً بالمركز يشير إلى أن شهر يناير الحالي 2012 سوف يكون بإذن الله تعالى جافاً وبارداً. كما أوضح التقرير أن مخرجات النموذج تشير إلى وجود احتمالية لهطول أمطار على المناطق الشمالية من المملكة ولكنها أقل من المعدل كما أن هناك إحتماليات ضعيفة لهطول أمطار على أجزاء متفرقه من المحافظات الساحلية لمنطقة مكةالمكرمة. وبالنسبة لدرجات الحرارة فإنه بصفة عامة يتوقع أن تنخفض درجات الحرارة الى أقل من معدلاتها خلال شهر يناير وذلك على معظم مناطق المملكة، وقد تشهد المناطق الشمالية للمنطقة الوسطى والشمالية الشرقية انخافض في درجات الحرارة قد يصل دون الصفر المئوي. وبالنسبة لمحافظة جدة خلص التقرير إلى أن شهر يناير يعد مناخياً ثالث أعلى شهور السنة مطراً بعد شهرى نوفمبر وديسمبر وتصل متوسط الأمطار فيه حوالي 11 ملليمتر، وأن مخرجات نموذج المناخ للتوقعات الفصلية يشير إلى أن القيم المتوقعة للأمطار سوف تكون بإذن الله تعالى اقل بكثير من المعدل. مشددا على أن هذه التوقعات هي توقعات فصلية بعيدة المدى قد تتغير مستقبلا سواء بالايجاب أو السلب. من جهته قال الدكتور منصور المزروعي في حديثه ل” الوئام ” أن المملكة قد تعرضت في شهر يناير 2008 (محرم 1429ه) لموجة برد شديدة وصلت فيها درجات الحرارة الصغرى في بعض مدن المملكة إلى مستويات متدنية، في مجملها كانت قياسية، وكانت درجات الحرارة دون الصفر المئوي لعدة أيام، ففي محافظة القريات ورفحة وصلت درجات الحرارة إلى أقل من 8 درجات تحت الصفر واستمر الانخفاض دون الصفر لمدة أكثر من 8 أيام. بينما في حائل وصلت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية إلى أقل من 9 درجات تحت الصفر وقد أدت تلك الموجة للعديد من الوفيات نتيجة للتعرض المباشر للهواء الشمالي القارص، بالإضافة إلى تلف بعض المحاصيل الزراعية ونفوق بعض المواشي. وذكر الدكتور المزروعي أن هذه الخسائر ليست فقط بسبب هبوط درجات الحرارة لتلك المستويات فحسب بل لاستمرارها لأكثر من 8 أيام متواصلة. وحيث أنه يتوقع لهذا الشتاء أن يكون بارداً وجافاً نسبياً مقارنة بالأعوام السابقة فإن ذلك قد يستدعي الجهات المختصة أن تأخذ الاحتياطات اللازمة لحماية المواطنين من هذه الموجات الباردة ومنها إلقاء طابور الصباح في المدارس للمناطق التي تتعرض لدرجات حرارة منخفضة خاصة في المناطق الشمالية من المملكة، ومساعدة الأسر ذات الدخل المحدود من خلال التكافل الاجتماعي الذي حثنا عليه ديننا الحنيف بمساعدة المعوزين الذين ليس لديهم ما يكفيهم من ألبسة وأغطية ودفايات للوقاية من هذه الموجات الباردة. وأضاف المزروعي أن أحد مخرجات العلمية لجامعة الملك عبدالعزيز هو إصدار توقعات فصلية بداية كل شهر ميلادي للدراجات الحرارة والأمطار على المملكة العربية لفترة شهر قادمة، وأن الجامعة قد أصدرت توقعاتها الفصلية لشهر يناير وأوضحت فيها أن يناير سوف يشهد درجات حرارة منخفضة جداً على معظم مناطق المملكة وأن المناطق الشمالية قد تصل فيها درجات الحرارة دون الصفر المئوي، وأوضح المزروعي يتم حاليا من خلال نموذج مناخي للتوقعات الفصلية يتم تطويره حاليا بمركز التميز لأبحاث التغير المناخي.