وصفت منظمة الصحة العالمية مشروع الخدمات الصحية الأساسية الذي يموله مركز الملك سلمان للإغاثة، بأنه شريان حياة للملايين في جميع أنحاء اليمن بعد أن تسبب الصراع في خسائر فادحة في البنية التحتية الصحية، وترك أكثر من 20 مليون مدني في حاجة إلى مساعدة صحية، إلى جانب ظهور فيروس كورونا، وتفاقم الضغط الحالي على المرافق الصحية والمدنيين الذين بالكاد يحصلون على الخدمات الصحية الأساسية. وذكر تقرير وزّعه مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، أنه بالشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية وكجزء من الجهود واسعة النطاق لدعم الصحة في اليمن، تقود منظمة الصحة العالمية مشروع الخدمات الصحية الأساسية، وهو مشروع بقيمة 20.5 مليون دولار أميركي ويهدف إلى تعزيز الكتلة الصحية، والتنسيق وتحسين الوصول إلى الحد الأدنى من حزمة الخدمات في المناطق الضعيفة وذات الأولوية في جميع أنحاء البلاد. ومن خلال المشروع تدعم منظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة، مستشفى لودر في محافظة أبين والذي يستقبل 200 إلى 250 حالة يومياً. وهو ما يتجاوز قدرته التشغيلية. حيث يأتي مئات الأشخاص إلى مستشفى لودر من المناطق المجاورة لطلب الرعاية الطبية، وتحديداً الرعاية الجراحية، حيث إنه المستشفى الوحيد الذي يقدم الرعاية الجراحية في المنطقة. ويقول نبيل حسين، مدير مستشفى لودر، والذي يعمل فيه منذ 25 عاماً، إنه ورغم الضغط الشديد والموارد الشحيحة، فإنهم يبذلون قصارى جهدهم، وبقدر ما تسمح به القدرة التشغيلية؛ لأن المستشفى في حاجة ماسة إلى المزيد من الموظفين الصحيين والمتخصصين في الرعاية الصحية بسبب زيادة أعداد المرضى، كما أن هناك المزيد الذي يتعين القيام به، وأنهم يتطلعون إلى استمرار الدعم من قبل منظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. ويضيف، أن الدعم الذي تلقوه كان كبيراً، حيث تم تجهيز المستشفى بالآلات والمستلزمات الطبية وغير الطبية، كما تضمنت الجهود أيضاً دعم مركز التغذية العلاجية ووحدات عزل للمصابين بفيروس كورونا، ناهيك عن التدريب على الرعاية عالية الجودة والمفيد للغاية الذي تم تقديمه للعاملين الصحيين في المستشفى، ومن خلال حزمة الخدمات تم توفير الإمدادات الطبية والأدوية ومستلزمات المختبرات وإمدادات الأكسجين والمعدات الطبية للمرافق الصحية المستهدفة. وبحسب التقرير الأممي، فقد ضمن المشروع تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية الجيدة والتقنيات المتاحة لأكثر من 6 ملايين شخص محتاج، بالإضافة إلى ذلك، كفل المشروع توفير الوقود وإمدادات المياه الصالحة للشرب للحفاظ على وظائف المرافق الصحية وتقديم خدمات الرعاية الصحية المهمة. ووفق ما جاء في التقرير، فإن المشروع يساهم في دعم زيادة الوصول إلى الرعاية الطبية والخدمات الصحية الأساسية وتحسين جودة خدمات الرعاية الصحية في 19 مرفقاً صحياً؛ بهدف الوصول إلى ما يقرب من 2.3 مليون شخص من خلال أنشطة المشروع، بالإضافة إلى دعم 206 مرافق صحية بالوقود، والذي بدوره دعم الوصول إلى الرعاية الصحية لأكثر من 733 ألف شخص، كما تم إجراء 1.2 مليون استشارة، منها 74 ألف استشارة للنازحين داخلياً. ومن خلال المشروع أيضاً، تم توفير التصوير المقطعي المحوسب وتصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي للمرافق الصحية المستهدفة؛ لمساعدة نحو 73 ألف مريض يلتمسون الرعاية الطبية في هذه المرافق كل شهر. المشروع الذي يموله مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يوفر أيضاً الاحتياجات التشغيلية ل26 مركزاً لعمليات الطوارئ في جميع أنحاء اليمن والتي تلعب دوراً محورياً في توفير المعلومات في الوقت الفعلي، وتقييم الاحتياجات والاستجابة لجائحة «كورونا» وتلقي التنبيهات، فضلاً عن تنسيق وإدارة تدخلات الاستجابة، وبما يساعد في تعزيز عمليات التأهب والاستجابة المتكاملة مع 36 شريكاً عبر منظمات الأممالمتحدة وغير التابعة لها.