حققت أسعار النفط الخام ثالث مكسب أسبوعي وارتفعت إلى أعلى مستوياتها في عدة أعوام بسبب هيمنة التفاؤل بنمو الطلب على الأسواق مع الاستمرار في توزيع اللقاحات وتخفيف القيود الخاصة بالإغلاق في معظم دول العالم. وتلقت الأسعار دفعة قوية بفعل تقريري "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية الشهريين، الذي عززا الثقة باستعادة مستويات الطلب العالمي على النفط الخام إلى ما قبل الجائحة بحلول العام المقبل على أقصى تقدير. كما تتلقى السوق دعما قويا من تراجع المخزونات النفطية الأمريكية ومن هبوط منحنى الإصابات في الهند وعدة دول آسيوية، إضافة إلى انتعاش حركة السفر وزيادة التنقل على الطرق ورواج موسم القيادة الصيفية في الولاياتالمتحدة. وفي هذا الإطار، ذكر تقرير "وورلد أويل" الدولي أن منظمة "أوبك" تتوقع بقوة أن الانتعاش في الطلب العالمي على النفط سيكتسب قوة في النصف الثاني من العام، حيث تستعد المجموعة للنظر في إحياء مزيد من الإنتاج المتوقف. وأوضحت أن "أوبك" ترجح أن يقفز استهلاك النفط بنحو خمسة ملايين برميل يوميا- أو نحو 5 في المائة- في النصف الثاني من 2021 مقابل النصف الأول مع خروج العالم من الركود الوبائي. وسلط التقرير الضوء على توقعات بأن يكتسب التعافي في النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي الطلب على النفط زخما، مشيرا إلى أن الحاجة إلى وقود النقل تتصاعد، كما أن برامج التطعيم ضد الفيروس ستزداد انتشارا. وأشار إلى استعادة "أوبك" وشركاؤها نحو 40 في المائة، من الإنتاج، الذي أغلقوه عندما سحق فيروس كورونا الطلب قبل عام، لافتا إلى أهمية الاجتماع المرتقب الجديد لمجموعة "أوبك+" في الأول من تموز (يوليو) المقبل للنظر في عودة الإنتاج المتبقي، وفق جدول زمني ويقدر بنحو ستة ملايين برميل يوميا. وذكر أن تحالف "أوبك+"، الذي يضم 23 دولة على الأرجح سيواصل جهود ضبط المعروض في أسواق النفط الخام العالمية في الأشهر الستة المقبلة، مشيرا إلى تحذير وكالة الطاقة الدولية من استمرار ارتفاع الأسعار إذا لم تفتح المجموعة صنابير الإنتاج سريعاً، موضحاً أنه يتم تداول العقود الآجلة لخام برنت فوق 70 دولاراً للبرميل.