استوعبت الاسواق الدولية قرار "اوبك" خفض انتاجها اعتباراً من نيسان ابريل المقبل وفتح التداول على خام القياس الاوروبي "برنت" في بورصة النفط الدولية عند مستوى 30 دولاراً للبرميل في عقود آذار مارس المقبل لكن الخام ما لبث ان تراجع بعد الظهر الى 29.69 دولار للبرميل. وهبط سعر عقود نيسان، التي يبدأ تداولها الجمعة، سبعة سنتات الى 29.56 دولار للبرميل بعد ارتفاعه 1.01 دولار اثر اعلان قرار "أوبك". واعلنت الولاياتالمتحدة انها لن تستجدي احداً طلباً لمزيد من الامدادات النفطية. توقعت وكالة الطاقة الدولية ان ينمو الطلب على النفط السنة الجارية بمعدل أسرع كثيراً من المنتظر بفضل استمرار النمو الاقتصادي في الاقتصادات النامية خصوصاً الصين. ورفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب سنة 2004 بمقدار 220 ألف برميل يومياً الى 1.44 مليون برميل يومياً. لكنها خفضت، في تقريرها الشهري عن سوق النفط، توقعها لمعروض الدول غير الاعضاء في "أوبك" مما يزيد الطلب الاجمالي على نفط المنظمة السنة المقبلة بمقدار 400 الف برميل يومياً الى 25.5 مليون برميل يومياً. وزادت الوكالة توقعاتها لبيانات الطلب الدولي الارشادي السنة الجارية الى 79.9 مليون برميل يومياً وتركزت تعديلات التوقعات على الارباع الثلاثة الاولى من السنة. ورفعت توقعها للطلب في الربع الثاني الذي يشهد عادة أقل مستويات الطلب خلال السنة بمقدار 260 الف برميل يومياً الى 77.7 مليون برميل يومياً. ويأتي نمو الطلب السنة الجارية بمقدار 1.44 مليون برميل يومياً أقل قليلاً من 1.5 مليون برميل يومياً عام 2003 وفي عام 2002 نما الطلب بمقدار 0.2 مليون برميل يومياً فقط. واشارت الوكالة الى ان معدل نمو الطلب على النفط يرتفع في بعض الدول النامية مدعوماً جزئياً بارتفاع معدلات النمو الاقتصادي في الصين والمنطقة لكن يبدو انها تتباطأ بشكل موقت في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بسبب تغير العوامل التي دعمت النمو في الشتاء الماضي. وقالت ان النمو من خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية السنة الجارية سيزيد الى 1.1 مليون برميل يومياً توازي 3.7 في المئة، وهي اكبر نسبة نمو منذ سبعة اعوام بالمقارنة مع نمو قدره 800 الف برميل يومياً في 2003. لكن نمو الطلب في الدول الصناعية سينخفض الى النصف تقريباً الى 340 الف برميل يوميا. وحسب التقرير شهدت مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفاضا أقل في الربع الاخير من العام الماضي وبمقدار 460 الف برميل يومياً بالمقارنة مع انخفاض قدره 1.1 مليون برميل يومياً في الربع الاخير من عام 2002 ويرجع ذلك الى سحب اقل من مخزونات نواتج التقطير. واشار الى انه على رغم أن السحب من المخزونات في الربع الاخير كان قليلاً نسبياً الا ان مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تغطي استهلاك 51 يوماً وهو مستوى منخفض تاريخياً. ويمكن ان ترتفع المخزونات في الشهور القليلة المقبلة مع انفراج مشكلة تأخير السفن في مضيق البوسفور التركي وبدء أعمال صيانة في المصافي الاميركية الا ان ذلك يعتمد على الانتعاش الاقتصادي وسياسات المنتجين. وفاجأت "أوبك" الاسواق الثلثاء، بعد اعداد تقرير وكالة الطاقة، بالاتفاق على خفض سقف انتاجها الرسمي بمقدار مليون برميل يومياً اعتباراً من اول نيسان المقبل فضلاً عن وقف تجاوزات الانتاج على الحصص المقررة بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً على الفور. واشارت الوكالة، التي تمثل 26 دولة صناعية، ان كميات النفط الجاري شحنها في ناقلات في عرض البحر في الشهور الثلاثة الاخيرة من العام الماضي ارتفعت وهو من العوامل الاضافية التي زادت من نقص المخزونات. وتابعت "أغلب النفط المنقول في حوض المحيط الاطلسي يتجه الى الشرق الاقصى الى دول تشهد معدلات مرتفعة للطلب على النفط مثل الصين". واشار التقرير الى ان تقديرات انتاج "اوبك" من النفط الخام انخفض بواقع 145 الف برميل يومياً الشهر الماضي الى 27.9 مليون برميل يومياً من التقديرات المعدلة بالزيادة للانتاج في كانون الاول ديسمبر وهي 28 مليون برميل يومياً. وهذا اول انخفاض في انتاج المنظمة منذ عام 2003 مع تراجع عمليات تحميل ناقلات النفط في الخليج مطلع الشهر الماضي. وبلغ متوسط انتاج عشرة اعضاء في "اوبك" باستثناء العراق نحو 25.8 مليون برميل يومياً بزيادة 1.3 مليون برميل يومياً على سقف الانتاج الرسمي المستهدف منذ تشرين الثاني نوفمبر. في مكسيكو سيتي اعلنت وزارة النفط انها لن تتخذ الان قراراً في شأن خفض صادراتها تماشياً مع قرار "اوبك". وقال وزير الطاقة المكسيكي فليبي كالديرون "ان المكسيك وهي منتج نفطي مهم خارج اوبك ستراقب اسواق الطاقة خصوصاً مخزونات الخام في الولاياتالمتحدة". وتبقي المكسيك، وهي ثامن اكبر مصدري النفط في العالم، على صادراتها عند نحو 1.88 مليون برميل يومياً منذ اول شباط فبراير 2003 في اطار اتفاق مع "اوبك" للمساعدة على استقرار اسعار النفط. استجداء في واشنطن قال وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام "ان الولاياتالمتحدة لن تستجدي العالم طلباً لمزيد من الامدادات النفطية في اعقاب قرار اوبك خفض مستويات انتاجها". واضاف، في مقابلة تلفزيونية: "بالتأكيد تتخذ "اوبك" ما تشاء من قرارات والولاياتالمتحدة لن تستجدي العالم طلباً للنفط تلك ليست سياستنا". وجدد ابراهام موقف ادارة الرئيس جورج بوش القائل ان الاسواق، وليس "اوبك"، هي التي يجب ان تقرر اسعار النفط والامدادات العالمية المناسبة من الخام.