قالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع في أسرع وتيرة له منذ خمس سنوات في عام 2015، في الوقت الذي تتصدر فيه الصين مكاسب في الاقتصادات الناشئة. قالت الوكالة في أول تقرير شهري لتقييم عام 2015 إن الاستهلاك العالمي للنفط سيزداد في العام المقبل بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً، وإن معدل النمو سيكون الأسرع منذ عام 2010، كما انه أعلى من الزيادة المتوقعة وهي 1.2 مليون يوميا في الإمدادات من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول، وقالت الوكالة: إن نمو الطلب من الصين وغيرها من البلدان خارج البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (الذين يبلغ عددهم 34 بلداً) هو الذي سيقود الإنتاج، بينما تراجع النفط خلال الشهر الماضي نتيجة تراجع الأخطار التي تهدد الإمدادات في ليبيا والعراق، فإن الأسعار ستبقى مدعومة قرب المستويات المرتفعة تاريخياً بينما المخاطر في المنطقة «لا تزال مرتفعة للغاية». لا يزال من المتوقع أن يكتسب الاقتصاد العالمي زخماً في عام 2015 ، كما قالت وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس، والتي تقدم المشورة لمعظم دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشأن سياسة الطاقة، وأضافت: «توقعات النفط لعام 2015، والتي كشفت هنا في التفاصيل لأول مرة، هي أيضاً لا تشير إلى أي هوادة في ظروف السوق». وتراجع مزيج برنت في العقود الآجلة 2.3 في المائة هذا العام، حيث تهدف ليبيا لاستعادة الإمدادات لكبح الاحتجاجات السياسية، والمخاوف تتلاشى من انخفاض إنتاج العراق من قبل التمرد الإسلامي، والإنتاج في الولاياتالمتحدة يقترب من أعلى مستوياته منذ ثلاثة عقود، الناتج المحلي الإجمالي العالمي سوف ينمو بنسبة 3.9 في المائة العام المقبل، ارتفاعاً من 3.6 في المائة في عام 2014، وفقاً لصندوق النقد الدولي. الطلب العالمي قالت الوكالة: إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بنسبة 1.5 في المائة إلى مستوى قياسي سيبلغ 94.1 مليون برميل يومياً في عام 2015، حيث إن النمو في الاقتصادات الناشئة سيعوض عن الانكماش في الدول المتقدمة، حيث إن كثيراً من الاقتصادات النامية «تدخل مرحلة من مراحل التنمية على اعتبار أن ارتفاع دخل الأسر وتوسيع النشاط الصناعي عادة يغذي نمو استهلاك النفط السريع نسبياً»، وفقا للتقرير. وتوقعت الوكالة أن يزداد الطلب الصيني بنسبة 440 ألف برميل يومياً في عام 2015، أو ما يعادل 4.2 في المائة، ليصل إلى 10.87 مليون برميل يومياً، والدعم الحكومي سيحفظ النمو الاقتصادي فوق 7 في المائة. إن الحاجة لخام أوبك ستتراجع إلى متوسط 29.8 مليون برميل يومياً في عام 2015، أو 100 ألف برميل في اليوم أقل من هذا العام، في الوقت الذي تقوم فيه المجموعة بإنتاج المزيد من سوائل الغاز الطبيعي. يشار إلى أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع كمية الخام المطلوبة من المنظمة، وليس الكمية التي يمكن أن تزودها. سوف يزيد إنتاج اوبك من سوائل الغاز الطبيعي بواقع 300 ألف برميل يومياً في العام المقبل إلى 6.7 مليون يوميا، سيعزز المنتجون من خارج أوبك، بقيادة الولاياتالمتحدة، الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً، أو 2.1 في المئة، ليصل إلى 57.5 مليون برميل يومياً في العام المقبل. خفضت الوكالة تقديرات الطلب العالمي لهذا العام، بواقع 130 ألف برميل يومياً، وسط مؤشرات على وتيرة الانتعاش الاقتصادي التي تباطأت في الربع الثاني، وسوف يزاد الاستهلاك بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً في المتوسط هذا العام ليصل إلى 92.7 مليون برميل في اليوم. تمر الأسواق العالمية في الوقت الحاضر بمرحلة «تصحيح لينة» في الوقت الذي يصعد فيه الطلب عادة، بسبب تراجع المشتريات خاضعة في أوروبا والصين والدول المتقدمة في آسيا، وفقاً للوكالة. وارتفعت مخزونات النفط الخام والمنتجات المكررة في الدول المتقدمة بأكثر من المعتاد في شهر مايو، بمقدار 44.2 مليون برميل إلى 2.64 مليار. ونتيجة لذلك، فإن العجز مقارنة مع المتوسط الموسمي لمدة خمس سنوات قد ضاق بمقدار69.6 مليون برميل من 106.1 مليون برميل. وقالت الوكالة الدولية للطاقة: إن الإنتاج من 12 عضواً في أوبك تراجع بواقع 40 ألف برميل يوميا في الشهر الماضي ليصل إلى 30.03 مليون يومياً بسبب الخسائر في العراق، كذلك انخفض الإنتاج في العراق، ثاني أكبر عضو في المجموعة، الى 3.17 مليون برميل يوميا من 3.42 مليون يومياً بعد توقف الضخ من حقل كركوك، حيث استولى متشددون إسلاميون على بلدات في شمال غرب البلاد. المملكة العربية السعودية، أكبر عضو في المجموعة والقائد بحكم الواقع، «بالكاد رفعت الإنتاج في يونيو حزيران» لافتة إلى أن «أسواق النفط الخام يتم تزويدها بالأصل بصورة جيدة»، وفقاً للتقرير. وارتفع الإنتاج في المملكة بمعدل 70 ألف برميل يومياً ليصل إلى 9.78 مليون برميل يومياً الشهر الماضي. ويقدر الطلب على إمدادات المنظمة في النصف الثاني من هذا العام عند 30.6 مليون برميل يوميا، وحوالي 600 ألف برميل في اليوم أكثر مما ضخت أوبك في يونيو حزيران.