لم اعتد الكتابة عن المهرجانات وأروقتها ، فهي مهمة يقوم بها عادة الزملاء المكلفين ، إلا إن هناك مشاهدات ومواقف لايمكن أن تنوء بتفاصيلها وتفاصيل تفاصيلها التغطية الصحفية العادية . هذه المواقف ذات أبعاد رائعة ، تمثل الجانب الأجمل لمثل هذه الملتقيات ، وقد طلب مني بعض الأحبة أن أنقلها للقارئ كماهي ، و اتهموني بأني أحضر وأغادر وانسى كل الأشياء الجميلة خلفي ، دون أن أوثقها ، لهذا فقد سطرتها على عجل ، لم افكر كثيراً في آثارها ، ولم استأذن بعض أصحابها ، وكيف ستكون تفسيراتها ، كل ذلك لأجل أن تكون مواكبة للحدث ، فمن ساءته فليغفر وله سنعتذر . المواجهة الأولى محمد الرطيان اسم حاضر في ذاكرتي منذ سنين ، لازلت أتذكر كتاباته وبدايات نجوميته من خلال الحدث والمختلف الكويتيتين ، ولكن لم يكن هناك فرصة للقاء رغم حضوره على صفحات الوئام منذ سنوات . حتى زف لي عكاظ أول مفاجأة ومواجهة مع هذا الكائن الرفحاوي الأنيق ، فكان أول شخص التقيه لحظة الدخول لمقر الضيوف ، كانت مفاجأة جميلة بحق ، عندما تشاهد هذا البدوي العتيق يتصدر أول جلسة ويتحدث لجمع يضم صالح الشيحي والزميل فوزي القرشي على طريقة شيخ القبيلة حين يتربع على جال الضو متحدثا لمحبيه وفي يده ملقاط الجمر أو باكور المشيخة ! كانت أول مواجهة لكنها لم تستمر طويلا فقد غادر المكان حين عدت ثانية بسبب ارتباط مع الزملاء ،إلا إنها تكررت في مشاهد أخرى احتوت العديد من المواقف الطريفة والعصيبة ،سيأتي ذكر بعضها لاحقا . جميل الحياة .. المانشيت الأكثر إثارة في العام 2009 كان جميل الذيابي يتحدث عن مستقبل أكثر نجاحا لجريدة الحياة وحضورها في السوق السعودي ..وكنت استمع إليه واستحضر تصريحات بعض المسؤولين ووعودهم .. لأن قناعتي أن الحياة ولدت لتوزع خارج البلاد . في هذه المرة استطاع الذيابي أن يصحح فكرتي على مستوى جريدته وعلى المستوى الشخصي . فالحياة كانت إحدى الصحف التي حظيت بحضور مميز في الفترة الأخيرة ،بل إنها باتت مغرية لبعض الكتاب بعد أن أطلعهم جميل على أسرار حياتها . أما جميلها فقد كان مثيرا للجدل في هذا المحفل ،فعلى منصة المهرجان وجه انتقادا علنيا للجنة المنظمة بسبب تأخير ندوة الإعلام وتحديات المستقبل ثم عاد في مقر الضيوف ليقلّب مواجع بعض الكتّاب بعروضه المغرية . الطريف أن جميل تكفل بصرف بدل ” لعن ” لأحد الكتاب الذين نشرت الحياة أجزاء من كتابه وتعرض بعدها لتعليقات ” ساخنة ” وهو العرفج !! لم ينته مانشيت جميل بعد ؛ فقد عاد ليتصدى لرأي مجموعة من دهاقنة الإعلام يتقدمهم جمال خاشقجي ومحمد تونسي وصالح الشيحي وغيرهم في نقاش حول الشخصيات الأكثر تأثيرا في المجتمع والقياس على شعبيتهم في تويتر ،ورغم شبه الإجماع على أن القول ماقال تويتر إلا إن جميل جاء بخلاف ذلك وساق مايجعلنا نؤمن بصحة رأيه . الأكيد .. أن مستقبل هذا الأسمر .. جميل . آل الشيخ يفاوض ..في الصحراء !! في الطريق لحضور حفل الافتتاح جمعتنا سيارة واحدة بالأستاذ طلال آل الشيخ رئيس تحرير الوطن والكتاب محمد الرطيان واحمد العرفج والدكتور مطلق العتيبي . انهال الرطيان والعرفج بوابل من الأسئلة على الرئيس الجديد ، كان يجيب بهدوء وعبارات مفعمة بالتفاؤل ، وتحول النقاش بقدرة قادر إلى إمكانية ضم الثنائي لكوكبة كتاب الوطن ، وبدأ آل الشيخ مرحباً ويبدي رغبته .. فجأة اتصل بي الزميل فوزي القرشي يطلب انتظاره لأنه نسي بطاقة الدخول -كعادته -في سيارتي ، اضطررنا للتوقف وترجل الرباعي للاستمتاع بالهواء الطلق وتطليق الركب ،فالتقطت الكاميرا هذه الصورة للمفاوضات في الصحراء ،وكان احد الكتاب يتوجس خيفة من أن يكون المشهد مدبرا لاختطافه من صحيفته !! الجميل أن رحلة الذهاب والعودة كشفت عن الشخصية الرائعة لطلال الذي للأمانة ناضل دفاعا عن فريق الشباب في زحمة نقاش محتدم حول إعلام الأندية السعودية في جلسة سابقة . اختطاف ادريس والسليق الطائفي !! الساخر ادريس الدريس هو أبو المقالب وجدها في الصحافة ، استطاع بطريقته تصريف شقيقه سفير اليونسكو الأستاذ زياد مع سيارة أخرى ، ليرافقنا إلى الطائف في طريق العودة من الجادة ، إلا إن العرفج كان أكثر خبثاً ؛ فمن اتصال على الطاير مع د. سهيل قاضي استطاع تغيير وجهتنا إلى الهدا واختطاف الدريس من أحلامه . هناك كانت الجلسة تخلو من إزعاج الإعلاميين واقتصرت على نخبة من الأكاديميين يتقدمهم معالي الدكتور سهيل قاضي مدير جامعة أم القرى سابقا والدكتور عبدالإله باناجه مدير جامعة الطائف وكان الاجتماع على ” سليق ” طائفي صنعته أيدي صاحب معالي !! كانت الجلسة رائعة بروعة المكان وصاحب المكان ، تخللتها أحاديث عن السفير الراحل محمد الشبيلي وعبدالعزيز الرفاعي ، إضافة إلى وجبة ” رائعة المذاق ” حدت الدريس لتحريف مقولة مرافقه ” ما أجمل اللقيا بلاميعاد ” إلى ما أجمل اللقمة بلاميعاد ، كما جعلت الرطيان يتمزق ندما حينما التقيناه في الفندق ويندب حظه وساقه التي ساقته إلى ملاقاة صاحبه العتيق أبوهليل المهلكي . يتبع .. الجزء الثاني تركي الروقي – سوق عكاظ تصوير : هاشم الثقفي