أقام الأديب والشاعر المعروف عبد الله بن إدريس مأدبة عشاء على شرف المستشار في الديوان الملكي الشيخ الدكتور صالح بن حميد مساء الأحد الماضي في منزله العامر بحي الريان، وحضر المأدبة جمع من رجال الدولة والأعمال والصحافة ومديري الجامعات والهيئات، ومن هؤلاء الأمين العام لمجلس الوزراء الأستاذ عبدالرحمن السدحان والأديب والكاتب حمد القاضي، الذي لا يزال وفياً مع شاعرنا وأديبنا غازي القصيبي، رحمه الله، من خلال الاستشهاد ببعض أقواله أو أفعاله حين يتحدث عن شيء ما، ورئيس تحرير صحيفة «الجزيرة» خالد المالك ورئيس التحرير المساعد في صحيفة «الحياة» جميل الذيابي ومدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان، الذي انتقد تعاطي الصحافة مع ما نشر عن الجامعات السعودية عام 2007، مبيناً أن هناك عملاً لا يستهان به تم انجازه وتجاهلته الصحافة، وركزت على ما نشر في وسائل إعلام أخرى لم تتحر الحقيقة. وأضاف العثمان: «إن جامعاتنا بخير». وأورد أمثلة على ذلك، تعدد الجامعات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، ثم عرج على مسألة في غاية الأهمية وهي أن الجميع يريد أن يكون جامعياً وموظفاً، بينما الصحيح أن يذهب قسم كبير من خريجي الثانوية أو المتوسطة إلى الكليات التقنية وغيرها من المعاهد، والقسم الأقل إلى الجامعات. ورد عليه جميل الذيابي في ما يخص انتقاد الصحف للجامعات السعودية، موضحاً أن هذا يعود إلى عدم توافر المعلومة الصحيحة «ولابد من توافرها للصحافة والصحافي، لان دور الصحافي الآن أصبح يقتصر على تصريح مقتضب من مدير الجامعة، لكن الخوض في المسائل الأخرى ومنها المشاريع والانجازات قد لا تتوافر للصحافي». وتحدث الذيابي عن هموم الصحافة والإعلام وان هناك عملاً كبيراً «يجب أن تقوم به الجامعة حيال الطلبة في قسم الإعلام، فمعظم خريجي الجامعات لا يجيدون صياغة الخبر الصحافي»، مشيراً إلى أن الجامعات «يجب أن تدرك أهميتها من موقعها واسمها، فهناك دور كبير يجب أن تلعبه في تطور هذا البلد قبل فوات الأوان». وتطرق ضيوف ابن إدريس إلى السعودة، وأرجعوا هذه المشكلة إلى أن السعودي «لا يحظى براتب جيد يعينه على بناء أسرة، ما يجعله ينتقل من وظيفة إلى وظيفة طلباً للأفضل». وتحدث الشيخ صالح بن حميد عن تجربته، لافتاً إلى أنه قضى 40 سنة في خدمة وطنه وأنه فخور بأنه لا يزال يحظى بثقة ولاة الأمر. وكان زياد الدريس، الذي أدار النقاش، طلب منه ابن حميد أن يتحدث قبل العشاء عن تجربته، بينما حاول الشيخ أن يكون بعد العشاء حتى ينصت الجميع لكلامه، خشية أن يكون تفكيرهم في العشاء، لكن الجميع أصروا أن يكون حديثه قبل العشاء مع معارضة مرحة من علي الشدي، الذي قال: «ترى العشاء بيبرد وبيذبحنا الجوع». - وبالفعل كاد الجميع أن ينسى العشاء مع الحديث الجميل للشيخ صالح، الذي كان صريحاً وواضحاً وهو يتحدث عن تجربته. في الختام كان استقبال الضيوف رائعاً من الشيخ عبد الله بن إدريس، وأولاده البررة. واتسم النقاش بالصراحة وقدم أنموذجاً لرجال الدولة والمثقفين، وأنهم يحملون هم وطنهم ومشكلاته أينما كانوا ويبحثون لها عن حلول، من خلال مناقشتها عبر مجالسهم وأنديتهم. ومما حدث في النقاش أن قاطع علي الشدي جميل الذيابي، خلال حديثه حول تجربته في الصحافة، بأن قال: «جالس تحدثنا عن الصحافة بينما هناك دعوى مرفوعة ضدك لأنك تمتهن اختطاف الصحافيين من الصحف الأخرى»، غير أن الذيابي ردّ عليه، وهو يلتفت ناحية خالد المالك، خشية أن يكون هو من رفع الدعوى، قائلاً: «أبداً أنا فقط اخطف المستقيلين واسحبهم ل(الحياة)». رئيس هيئة الغذاء والدواء الدكتور محمد الكنهل قال إن الشفافية مطلوبة من الهيئة، من الآن وصاعداً. وكان يرد على الشدي الذي أشاد بالهيئة وأن الإعلان عن أسماء المخالفين «ضربة لهم وشفافية من الهيئة طالما انتظرها المواطن». *كنت اخطط بعد العشاء أن اسمع من الأديب عبد الله الدريس بعضاً من جديده، لكن لم تتح الظروف وكنت تشرفت بمقابلته ثلاث مرات، أولها قبل 27 سنة حين أجريت معه لقاء صحافياً لصحيفة المسائية وتم نشره في حينه. أمد الله في عمر أديبنا وحفظه من كل سوء.