انطلقت فعاليات معرض التوظيف الافتراضي لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات, أحد مسارات مبادرة مهارات المستقبل الهادفة إلى صناعة نموذج بيئي مستدام لتنمية المهارات الرقمية، بمشاركة أكثر من 130 جهة توظيف في القطاع الخاص، حيث شمل المعرض على جلسات نقاش ومعرض افتراضي ثلاثي الأبعاد للباحثين عن العمل. وأوضح معالي نائب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس هيثم العوهلي خلال جلسة نقاش للقيادات الحكومية على هامش انطلاق معرض التوظيف الافتراضي في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات اليوم، أن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات تركز حالياً على توطين مجالات سوق البرمجيات و خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، من خلال تقديم حزم دعم وحوافز وبرامج تأهيل متخصصة، بالإضافة إلى استقطاب الشركات العالمية التقنية البارزة في المجال، وجعل المملكة مركزا إقليميا لخدمة عملاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبإدارة قدرات وطنية يتم من خلالها توفير مئات الوظائف النوعية. وبيّن معاليه، أن إستراتيجية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ركزت على عدة محاور, هي تهيئة البنية الرقمية لدعم المشاريع الضخمة وتسريع التحول الرقمي في القطاعات، وتنمية القدرات والطاقات في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات عبر زيادة التوطين ورفع مشاركة المرأة، إضافة إلى تحفيز الابتكار والاستثمار في قطاع التقنية وتعظيم المحتوى المحلي، مؤكداً أن جميع هذه المحاور تصب في تنمية الناتج المحلي واغتنام الفرص الواعدة في القرن الواحد والعشرين وخلق الوظائف النوعية لأبناء وبنات الوطن. وأبان العوهلي، أن إنشاء البرنامج الوطني لتنمية التقنية يعتبر جزءاً رئيساً من مبادرات الإستراتيجية الذي اعتمد من قبل مجلس الوزراء قبل 5 أشهر، حيث يسعى البرنامج لموائمة الجهود مع الجهات المعنية لتعزيز تكامل منظومة سلاسل القيمة في قطاع تقنية المعلومات وتحفيز فعاليتها و نموها، بدءاً من البحوث في مجال التقنية و الابتكار الرقمي، مروراً بجهود التوطين و تعزيز القدرات وجذب الاستثمارات، وانتهاء بتنمية الطلب على تقنية المعلومات وتفعيل دورها في القطاعات المختلفة. وأوضح أن البرنامج سيسهم في نمو قطاع تقنية المعلومات بنسبة 50%، ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 10 مليارات ريال على مدى ست سنوات، واستحداث 10 آلاف وظيفة. وأكد معالي نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الدكتور عبدالله أبوثنين بدوره أن سوق العمل في المملكة مفتوح ومتصل بأسواق العالم، وبالتالي يواجه ما يواجه غيره، إلا أنه يمتلك مميزات تختلف عن غيره، بوجود سوق عمل للمواطنين وسوق للوافدين، مشيراً إلى أنه اعتُمدت قبل أسابيع إستراتيجية سوق العمل بثمان إصلاحات و25 مبادرة، وستعمل بإذن الله على تهيئة دخول المواطنين في سوق العمل في الأعمال المستقبلية. ونوه معاليه عن الشراكة الفعالة بين وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية و وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لتوطين القطاع وتمكين الكوادر الوطنية. من جانبها، أوضحت رئيسة الجامعة السعودية الإلكترونية الدكتورة ليلك الصفدي، أن العالم سيشهد خلال ال 5 سنوات المقبلة موجات متتالية من تبني التقنية عامة, والتقنيات المتقدمة بالتحديد في القطاعات المختلفة، الأمر الذي سيتبعه زيادة في الإنتاجية وخلق وظائف جديدة، وإحلال لوظائف موجودة، مشيرة إلى أن جميع القطاعات ستتأثر بالتقنيات المتقدمة، وبخاصة قطاعات المواصلات والصناعة والصحة والدفاع والقطاع المالي،وقالت: "لذا نحن في حاجة إلى تكامل جميع الجهات والاستعداد لهذا، واغتنام الفرص والحد من الخسائر المتوقعة من استخدام التقنية". وفي كلمته الافتتاحية لانطلاق معرض التوظيف الافتراضي، أكد وكيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لوظائف المستقبل والريادة الرقمية الدكتور أحمد آل ثنيان، أن الكوادر الوطنية هم رأس المال والركيزة الأساسية للعملية التنموية، مشيراً إلى أن إستراتيجية القطاع تضمنت محوراً لتنمية رأس المال البشري وسد الفجوة الرقمية وتمكين المرأة في القطاع. وبين الثنيان أن مبادرة مهارات المستقبل تهدف إلى بناء نموذج مستدام لسد الفجوة الرقمية في المهارات الرقمية في سوق العمل، وخلق فرص وظيفية واعدة لأبناء وبنات الوطن، مؤكداً أن مبادرة مهارات المستقبل، استطاعت تدريب أكثر من 31 ألف كادر وطني من خلال العديد من الدورات التدريبية والمعسكرات التدريبية المتخصصة، كما تم توظيف قرابة 9 آلاف كادر وطني. وعبّر عن فخره بالشراكة الفعالة مع القطاع الخاص، وانضمام أكثر من 900 شريك من القطاع الخاص لمبادرة مهارات المستقبل و130 شريكا لمعرض التوظيف الافتراضي، والذين وفروا أكثر من 5800 فرصة وظيفية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات خلال المعرض، لافتاً النظر إلى أن المعرض يتضمن ورش عمل وجلسات حواريّة مُثرية، مع نخبة من القياديين والمختصين في القطاعين العام والخاص، تساعد الكوادر الوطنية في اكتساب مهارات جديدة لبدء رحلتهم المهنية. وأشار وكيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى أن الوزارة عملت بشراكة فعالة مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والهيئة العامة للإحصاء، على عدد من الأنظمة والتشريعات التي من شأنها تحسين هيكلية سوق العمل في القطاع وزيادة الفرص الوظيفية للكوادر الوطنية حيث ارتفعت نسبة التوطين في وظائف الاتصالات وتقنية المعلومات إلى 53 % ، كما تم تطوير برنامج شامل لتمكين المرأة في القطاع، ارتفعت معه نسبة مشاركة المرأة في القطاع إلى 22.9%. ودعت الوزارة الشركات إلى المشاركة في معرض التوظيف الذي انطلق اليوم ويستمر لثلاثة أيام، والاستفادة من الدعم الذي تقدمه المبادرة لتلبية احتياجاتهم في الوظائف الرقمية من خلال دعم تكاليف الاستقطاب، والتدريب والتأهيل والتوجيه والإرشاد المعنوي ودعم فروقات الرواتب، وذلك من خلال طرح الوظائف الشاغرة، ومقابلة طالبي العمل بشكل لحظي وعن بُعد، داعيةً أيضاً الباحثين والباحثات عن عمل إلى التسجيل في المعرض من خلال زيارة الموقع الإلكترونيhttps://vjf.mcit.gov.sa/، والتقديم على الشواغر الوظيفية البالغ عددها أكثر من 5800 شاغرٍ وظيفي.