يمر العالم هذا الفترة بأزمة صحية وجائحة عالمية تمثلت في ظهور ما يسمى بفايروس كورونا مما تسبب في تعطيل الأعمال بل تعدى الأمر إلى الحجر المنزلي لغالبية شعوب العالم. من هنا كان لزاما على العقلاء ، البحث عن بدائل وتحويل الأزمة إلى فرص إيجابية ، خصوصا اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين عصر التقنية والثورة المعلوماتية فرأيت في مقالي هذا أن أكتب عن مجال أحسب أنه من أولويات ما ينبغي التحدث عنه الا وهو (التدريب عن بعد) في ظل هذه الأزمة وما بعدها وما سأطرحه هو وجهة نظر قد تتفق معي أخي القاريء الكريم وقد تختلف وأيا كان سأحترم وجهة نظرك. (فالتدريب عن بعد) أحد الأساليب الناجحة في ظل ما نشهده من ثورة معلوماتية وتطور سريع في جميع المجالات في زمن أصبحت التقليدية والبيروقراطية في التعاطي مع الترشيحات للبرامج التدريبية حاجزا يقلل الانتاجية ويصعد المحسوبية لهذا (فالتدريب عن بعد) يمنح فرصا كبيرة أمام الراغبين في تطوير الذات كما وكيفا. إلى جانب ما يميز هذا الأسلوب واعني به التدريب عن بعد طرح برامج متنوعة ؛ تكون في متناول الجميع ملبية لاحتياجاتهم بغض النظر عن موقع المدرب أو المتدرب ليس فقط داخل البلد ربما يتعدى ذلك إلى خارجه. فلم نعد بحاجة إلى الحقائب الورقية والملفات كل ما نحتاجه في مثل هذا الأسلوب تسجيلا صوتيا ومرئيا من خلال أيقونة تحفظ ما يريده المتدرب ليعود إليه عند الحاجة. هذا من الجانب المعرفي ، والمهاري ، وسرعة الإنجاز ومن جانب آخر( فالتدريب عن بعد ) وبحسبة اقتصادية يكون أقل تكلفة مالية فلا تكاليف سفرية ولا سكنية ولا حتى معيشية ، وقد تكون أسباب عزوف بعض الإدارات أو المؤسسات في عدم تدريب منسوبيها هو عدم القدرة المالية في تغطية احتياجات المتدربين لمنسوبيها. ولهذا فإن (التدريب عن بعد) يساهم في حل هذه الإشكالية ؛ ليتم الاستفادة من تلك الموارد المالية في جانب آخر لكل إدارة أو مؤسسة. إضافة إلى هذا وذاك ما قد يواجهه المتدرب في التدريب التقليدي من تنقلات بين منطقة وأخرى من مخاطر لا تحمد عقباها . بينما (التدريب عن بعد) يوفر له الاستقرار النفسي والبدني والمادي داخل إدارته أو حتى في منزله. على أن هذا الأمر ليس على إطلاقه إذا ما استثنينا بعض البرامج التطبيقية والميدانية التي يتطلب حضور المتدرب في بعض المجالات والتي لا تمثل شريحة كبيرة تجعلنا نتمسك بالتدريب التقليدي بنواجذنا. وأخيرا (أن التدريب عن بعد) يتيح للمتدرب اختيار المدرب المتمكن والذي يرى أنه هو القادر على تلبية احتياجه في المجال الذي يراه بعكس ما كان يفرض عليه في التدريب التقليدي. كما يتيح أيضا إلى اختيار البرامج التدريبة النوعية التي يحتاجها ، لتطوير ذاته وتنمية مهاراته بما يخدم إدارته أو مؤسسته. وبعد هذه المسوغات التي اشرت اليها في مقالي فانني أرى أن التدريب عن بعد أصبح ضرورة ملحة لا ترفا يخدم جميع الأطراف ويوسع دائرة المدربين والمتدربين ؛ ليخلق روح التنافس بين الإدارات والمؤسسات بما يعود بالنفع على المجتمع. *رئيس الشؤون المدرسية بمكتب التعليم بالحوية