أطلق مجلس الشؤون الاقتصادية برئاسة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله- برنامج جودة الحياة 2020حيث يعتبر أحد البرامج التنموية في تحقيق رؤية المملكة 2030 والذي يهدف إلى تهيئة البيئة اللازمة لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة. ويعزز المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية، والتي لها دور كبير في جودة الحياة، ويقدم للسعوديين فرص وظيفية كبيرة، ويفتح مجالاً للجوانب الاستثمارية وتنويع النشاط الاقتصادي، ويرفع مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل بين المدن العالمية. وإن كان برنامج جودة الحياة موجه للمجتمع لتحسين نمط الفرد والأسرة، ويعزز الكثير من الأنشطة، ويفتح مجالاً للاستثمار والاقتصاد، فإن هناك برنامج شخصي أشبه ببرنامج جودة الحياة ولكنه موجه للذات لتحسين مهارات الشخص التي يمتلكها ليكون أفضل. ويفتح له مجال في الاستثمار الشخصي والذي يعزز له الرضا مع نفسه وأهله ومجتمعه من حيث مساهمته في البناء وفي تحقيق رؤية المملكة 2030. إن جودة الحياة مع الذات هو أشبه بمشروع استثمار الشخص بما لديه من مهارات ومن قدرات، وكيفية استقراء الشخص لمكنونِ ذاته الخفي الذي لم يكتشفه بعد، والاستفادة منها بعد ذلك على مستوى الشخص ليكون قدوة في مجاله، ومعول بناء لا هدم، ويظهر ما لديه من قدرات ومهارات ليفيد بها الوطن. فالوطن بحاجة إلى أولئك الحريصين الذين يسعون دائمًا إلى العمل على أنفسهم من خلال مجالاتالتنمية الذاتية المتعددة، ويتخذون الجودة والإتقان مبدأً في حياتهم،ويسرون بخطىً ثابتة وراسخة في برنامج الجودة على مستوى الذات للانطلاق منها لخدمة الدين والوطن. إننا بحاجة إلى تحقيق مبدأ الجودة في كافة أعمالنا وحياتنا والذي يتطلب منا التخلي عن تلك الصفات السلبية، فمن يريد الانضمام إلى برنامج الجودة الذاتي لابد له من محاربه أعداء الذات،كالإحباط والتسويف والكسل، والبقاء على الحال نفسه والرضا به. وعدم السعي للتغير الأفضلِ للذات والمجتمع، والتحالف مع أصدقاء البناء والإنجازكالمبادرة، والتنمية الذاتية، والإصرار والاجتهاد، والإيمان بالتغيير إلى الأحسن، ومحبة النجاح. كما يتطلب برنامج جودة الحياة الموجه للذات، العمل والتأثير في المجتمع وتنميته، والعمل أيضًا لكل ما يرفع الوطن ويعلي رايته، ويعزز الانتماء إليه، وينشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية ويسعى لتحقيقها، ليكون عضوًا فاعلاً في تحقيق رؤية المملكة 2030 . فالإنسان الناجح والمحقق للجودة في حياته وعمله وذاته لا يعيش لوحده بل يفرض عليه العمل المستمر، والسعي الدائم في الارتقاء بمن حوله وبمجتمعه من أجل نهضته ونموه، ومن أجل تحقيق الازدهار والعلو بمكانته.