بدأ العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، إذ لم يتبق على إطلاق صافرة البداية لمباراة الافتتاح سوى 100 يوم فقط. وترى الدولة المضيفة للحدث الرياضي الأهم في العالم، أنها باتت مستعدة بشكل كامل، كما أعرب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" عن رضاه عن سير التجهيزات كما كان مخطط لها سلفاً. ولكن ورغم ذلك، لا يزال هناك بعض الجوانب المظلمة التي تلقي بظلالها الثقيلة على المونديال، مثل المنشطات وظاهرة روابط المشجعين المثيرين للشغب (الهوليغانز)، والفساد. وفي ما يلي سلسلة من الأسئلة والإجابات حول الاستعدادات الخاصة بمونديال روسيا 2018، الذي سيقام في الفترة ما بين يومي 14 يونيو (حزيران) و15 يوليو: هل أصبحت روسيا مستعدة للمونديال؟ كان تنظيم روسيا لبطولة كأس القارات 2017، والتي كانت تعتبر الاختبار الحقيقي لاستعداداتها للمونديال، ناجحة في الجانب التنظيمي. ويشعر كبار المسؤولين عن الكرة العالمية بالارتياح حيال الاستعدادات قبل 100 يوم على انطلاق المونديال. وقال رئيس "فيفا" السويسري جياني إنفانتينو: "أنا على قناعة بأنه لن يكون هناك أي مشكلة"، فيما أشار رئيس اللجنة المنظمة للمونديال، أليكسي سوروكين، إلى أن بلاده أنفقت مليارات من الروبل (عملة روسيا المحلية) من أجل أن تتمكن جميع الجماهير في العالم من الاستمتاع بالبطولة. وقال سوروكين: نحن نعمل بقوة من أجل أن يشعروا بعد 100 يوم أنهم في وطنهم. هل تم الانتهاء من جميع التجهيزات الخاصة بالملاعب؟ اعترف المسؤولون الروس في نهاية العام 2017، بأن هناك تأخيرات في الأعمال الإنشائية الخاصة بالملاعب ومراكز التدريبات. بيد أنه خلال الأسابيع الأخيرة أعلنت المدن المضيفة للمباريات أن جميع أعمال البنية التحتية تم إنجازها، بما فيها التجهيزات الخاصة بمدينة سامارا التي كانت تعد الصداع الأكبر في رأس اللجنة المنظمة. ومن المقرر أن تقام المباراة الأولى على ملعب المدينة المذكور في أبريل (نيسان) المقبل. وعلى الجانب المقابل، تقرر تأجيل مباراة بين ناديي بالتيكا الروسي وشالكه الألماني بمدينة كالينينغراد، من أجل الحفاظ على عشب الملعب قبل انطلاق منافسات كأس العالم. ما هو الدور الذي تلعبه قضية المنشطات؟ تحتل الأخبار الخاصة بفضيحة المنشطات الروسية، مساحة كبيرة في الدول الأوروبية أكثر منها في وسائل الإعلام في روسيا. واعترف الرئيس السابق للاتحاد الروسي لكرة القدم، فيتالي موتكو، أخيراً بأن لاعبين اثنين من روسيا يتم التحقيق معهما بسبب المنشطات. ويشتمل التقرير الشهير، الذي أعده المحقق الأمريكي ريتشارد مكلارين، على اتهامات بتناول المنشطات ضد اللاعبين الروس، ولكن فضائح المنشطات التي ضربت رياضة ألعاب القوى والرياضات الشتوية نجحت بصخبها في التغطية على اتهامات تقرير "مكلارين" لكرة القدم في روسيا. وتحدث المدير الفني للمنتخب الروسي لكرة القدم، ستانيسلاف تشيرتشيسوف، عن هذه الاتهامات قائلاً: "هذا لا يشغلنا، كل شخص يقوم بعمله". هل يجب أن نشعر بالخوف من عنف مشجعي كرة القدم المشاغبين؟ تسعى السلطات الروسية إلى تطمين الجماهير الأجنبية وحملها على السفر إلى روسيا بدون خوف. وسيتواجد خلال فاعليات المونديال الآلاف من الأشخاص المسؤولين عن الأمن، كما ستصدر اللجنة المنظمة بطاقات هوية للمشجعين. ومن المقرر أن يتم تسجيل كل مشجع لدى السلطات الروسية، كما سيكون على المشجعين أن يظهروا بطاقات الهوية، بالإضافة إلى تذكرة دخول المباراة عند بوابات الدخول للملاعب المختلفة. وأعدت السلطات الروسية قائمة تضم مئات المشجعين المنتمين إلى "الهوليغانز" الذين لا يحق لهم الدخول إلى المنشآت الرياضية. وشاركت روابط المشجعين الروس المتشددة في الكثير من أعمال العنف، خلال بطولة كأس أمم أوروبا 2016 بفرنسا. وبالإضافة إلى شغب المشجعين، هناك أيضاً المخاوف التي تثيرها التهديدات الإرهابية. وقالت صحيفة بيلد الألمانية، امس الثلاثاء، أن "المكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية في ألمانيا حذر في تقرير له من مخاطر كبيرة لوقوع هجمات إرهابية خلال المونديال". ماذا تبقى من اتهامات الفساد؟ عندما نشر "فيفا" في يونيو (حزيران) 2017 تقرير "غارسيا"، الذي تحدث عن الشبهات التي أحاطت بعملية منح شرف تنظيم نسختي المونديال عامي 2018 و2022، أعربت روسيا آنذاك عن شعورها بأنها مستهدفة. ورصدت جهات التحقيق في هذا الموضوع وجود بعض المخالفات مثل تقديم هدايا وخدمات لبعض موظفي "فيفا" وأسرهم، ولكن لم يكن هناك دليل حاسم حول وجود فساد مؤكد. ولكن الأمر الذي لا يزال تحيط به الشكوك هو تحطيم الحواسب الآلية، التي تضم تفاصيل عملية التصويت على منح شرف استضافة البطولتين في 2010، وهنا يثور التساؤل: هل تم تدمير الأدلة؟ وأعرب الكثيرون عن تشككهم في نزاهة فيفا وتعامله بحيادية خلال تلك الفترة، التي شهدت اختيار البلدين المضيفين لنسختي المونديال عامي 2018 و2022، روسيا وقطر. هل سترتفع الأسعار خلال المونديال؟ ستسعى السلطات الروسية إلى تفادي ارتفاع الأسعار، بشكل مبالغ فيه خلال المونديال. وترغب الكثير من إدارات الفنادق المختلفة في رفع أسعار خدماتها بمقدار 3 أضعاف، ولكن تصدت لها جمعيات حماية المستهلك الرسمية في روسيا. وأقر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعض العقوبات ضد عمليات البيع غير القانوني لتذاكر المباريات، ولكن ورغم ذلك، ستحصل الجماهير الأجنبية على هذه التذاكر بأسعار أعلى من الجماهير الروسية. وعلى سبيل المثال، أعلنت شركة "إيروفلوت" الروسية للطيران أن للجماهير الروسية أن تحصل على تذاكر مباريات منتخب بلادها في المونديال مقابل 5 روبيلات، ويساوي هذا المبلغ ثمانية سنتات من الدولار. كيف يمكن الحصول على تذاكر المباريات؟ طبقاً للبيانات الأخيرة الصادرة من فيفا، يوجد 9ر4 مليون طلب للحصول على تذاكر المباريات ال 64 للمونديال. وقبل قرعة البطولة التي أجريت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في العاصمة الروسية موسكو، باع "فيفا" 750 ألف تذكرة. وتنقسم الفترة الثانية لبيع التذاكر إلى مرحلتين، حيث بدأت المرحلة الأولى في 5 ديسمبر 2017 وانتهت في 31 يناير 2018، ثم أقيمت بعد ذلك قرعة لتحديد هوية الحاصلين على التذاكر. ومن المقرر أن تطرح التذاكر المتبقية من الفترة الثانية خلال المدة بين يومي 13 مارس الجاري و3 أبريل المقبل، ولن يكون هناك قرعة، إذ ستوزع التذاكر على حسب ترتيب كل طلب.وتتراوح أسعار التذاكر بين 105 دولار (89 يورو) و1100 دولار (932 يورو).