أقر مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة، غدًا الأربعاء، بشأن مجزرة خان شيخون في ريف إدلب التي قتل فيها مئة وأصيب أربعمئة -معظمهم أطفال- في هجوم كيميائي من طائرات النظام السوري. وأعلنت المندوبة الأمريكية نيكي هيلي -التي تتولى بلادها رئاسة مجلس الأمن خلال الشهر الجاري- أن مجلس الأمن سيعقد الجلسة صباح غد الأربعاء. وأعلنت عن تأجيل اجتماعات أخرى كانت مقررة في المجلس، وذلك من أجل عقد الجلسة الطارئة خلافاً لدعوة روسيا إلى مناقشة الموضوع في جلسة اعتيادية دورية بشأن سلاح سوريا الكيميائي مقررة مساء اليوم ذاته. وقالت السفيرة للصحفيين "بالطبع نحن قلقون بشأن ما حدث في الهجوم الكيميائي السوري". وأضافت "أود القول بصفتي رئيسة للمجلس إنه وبالنظر إلى التقارير التي تابعناها عن الهجوم المروع باستخدام أسلحة كيميائية في سوريا فإن رئاسة المجلس قررت عقد اجتماع مفتوح في قاعة مجلس الأمن لإجراء مناقشات بشأن هذ الهجوم". وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إن استخدام الأسلحة الكيميائية يهدد السلم والأمن العالمي، وإن أي تقارير عن استخدام أسلحة كيميائية -خاصة ضد المدنيين- "مقلقة للغاية". وجاء القرار بعد طلب تقدمت به بريطانيا وفرنسا لعقد جلسة طارئة للمجلس لمناقشة الهجوم، مشددتين على ضرورة محاسبة من ارتكبوا هذا الهجوم الذي وصفتاه بأنه "مفزع وبشع". وعبر المندوب البريطاني لدى الأممالمتحدة ماثيو رايكروفت عن شعوره بالفزع إزاء الهجوم، وأكد أن بلاده وفرنسا دعتا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن الموضوع، وحمل رايكروفت النظام السوري ومؤيديه المسؤولية عنه. وقال إن الهجوم يحمل كل المواصفات لهجمة متعمدة باستخدام الأسلحة الكيميائية، مضيفاً أن الجلسة ستمثل وسيلة ضغط على أولئك الذين استخدموا الفيتو في السابق لمنع كل محاولات محاسبة نظام استهداف المدنيين بالأسلحة الكيميائية. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: إن الرئيس السوري بشار الأسد سيكون مذنباً بجريمة حرب إذا ما ثبت أن نظامه مسؤول عن هجوم يشتبه في أنه نفذ بأسلحة كيميائية على محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة. وأضاف: "قصف مواطنيك المدنيين بأسلحة كيميائية هو -دون أدنى شك- جريمة حرب ويتعين أن يحاسبوا عليها". أما أليكسيس لاميك نائب المندوب الدائم لفرنسا في الأممالمتحدة فقال: إن بلاده طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن في أقرب وقت ممكن لبحث الهجوم الكيميائي ومحاسبة مرتكبيه. وقد أدان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الهجوم بشدة، وقال في بيان له: إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد سينفي كعادته مسؤوليته عن الهجوم مثلما فعل بعد هجومه على الغوطة عام 2013، وحمل حلفاء الأسد المسؤولية السياسية والأخلاقية لما يقوم به. وفي الولاياتالمتحدة قال البيت الأبيض: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قلق بشأن التقارير عن هجوم كيميائي في سوريا. وأضاف أن أمريكا ليست مستعدة للحديث عن الخطوة التالية بشأن سوريا. وقال البيت الأبيض: إن الهجوم الكيميائي في سوريا غير مقبول ولا يمكن تجاهله، مشيراً إلى أن الأفعال الشنيعة في سوريا نتاج لضعف إدارة أوباما. من جانبه، قال وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابرييل إنه "إذا ثبت استخدام الأسد الغازات السامة مرة أخرى فهذه جريمة حرب". وأدان بيان صادر عن الخارجية التركية الهجوم على خان شيخون، واعتبر أن ما ورد من صور ومعلومات من هناك يشير إلى انتهاك لقرارات مجلس الأمن 2118 و2209 والاستمرار في استخدام الأسلحة الكيميائية. ودعا البيان من وصفها بالأطراف التي لديها تأثير على النظام السوري إلى القيام بمسؤولياتها لوقف إطلاق النار وهذه الهجمات التي تستهدف المدنيين الأبرياء، كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، مشيراً إلى أن تركيا تنتظر تحقيقاً في الهجوم من قبل المؤسسات الدولية المعنية. من ناحيته، وصف مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا الهجوم الكيميائي ب"المروع"، وقال إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيجتمع للمطالبة بمحاسبة المسؤول عنه. وأضاف دي ميستورا في مؤتمر دولي ببروكسل يستهدف دعم محادثات السلام السورية الهشة "كان هذا هجوماً مروعاً، ونطالب بتحديد واضح للمسؤولية وبالمحاسبة، وأنا على ثقة بأنه سيكون هناك اجتماع لمجلس الأمن بشأن هذا".