جناح رقمي للتمور السعودية على منصة علي بابا    السلبية تخيّم على مواجهة الرياض والاتفاق    برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة يقيم لقاءً علميًا عن مناسك العمرة    بيولي: اعتدنا على ضغط المباريات وهذه الحالة الوحيدة لمشاركة رونالدو    نائب وزير الخارجية يستقبل المبعوث الأمريكي الخاص للسودان    صلاح يقلب تأخر ليفربول أمام ساوثهامبتون ويقوده للتحليق في قمة الدوري الإنجليزي    الجولة 11 من دوري يلو: ديربي حائل وقمم منتظرة    حلبة كورنيش جدة تستضيف برنامج فتيات    بعد أداء مميز في قطر والقصيم.. معاذ حريري يتأهب للمشاركة في رالي دبي    شتوية عبور" تجمع 300 طفل بأجواء ترفيهية وتعليمية بمناسبة اليوم العالمي للطفل    تعليم الطائف يطلق برنامج ممارس الإدارة المدرسية للمكاتب الخارجية    تجربة استثنائية لزوار "بنان"    موجة نزوح جديدة في غزة.. إسرائيل تهجر سكان «الشجاعية»    أمير الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    انطلاق معسكر "إخاء الشتوي" تحت شعار "فنجال وعلوم رجال" في منطقة حائل    شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    الأمير سعود بن نايف يفتتح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»    شركة سناب تعزز حضورها في السعودية بافتتاح مكتب جديد وإطلاق «مجلس سناب لصناع المحتوى»    وكالة الفضاء السعودية تدشن "مركز مستقبل الفضاء"    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُقيم فعالية "اليوم العالمي للإلتهاب الرئوي"    هل تؤثر ملاحقة نتنياهو على الحرب في غزة ولبنان؟    برنامج الغذاء العالمي: وصول قافلة مساعدات غذائية إلى مخيم زمزم للنازحين في دارفور    أمير القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    الجوال يتسبب في أكثر الحوادث المرورية بعسير    أمير الرياض يفتتح المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    موقف توني من مواجهة الأهلي والعين    تحت رعاية ولي العهد.. السعودية تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي في الرياض    «هيئة الإحصاء»: ارتفاع الصادرات غير النفطية 22.8 % في سبتمبر 2024    "السجل العقاري" يبدأ تسجيل 90,804 قطع عقارية بمدينة الرياض والمدينة المنورة    التدريب التقني والمهني بجازان يفتح باب القبول الإلكتروني للفصل الثاني    «التعليم» تطلق برنامج «فرص» لتطوير إجراءات نقل المعلمين    أمر ملكي بتعيين 125 «مُلازم تحقيق» على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    اقتصادي / الهيئة العامة للأمن الغذائي تسمح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق    الأرصاد: أمطار غزيرة على عدد من المناطق    يلتهم خروفا في 30 دقيقة    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    القِبلة    توقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج ..وزير الصناعة: المحتوى المحلي أولوية وطنية لتعزيز المنتجات والخدمات    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    المدى السعودي بلا مدى    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلاقات السعودية التركية .. نمو وتطور في مختلف المجالات
منذ نشأتها عام 1929م
نشر في الوئام يوم 29 - 09 - 2016

ترتبط المملكة العربية السعودية بالجمهورية التركية بعلاقات أخوية متميزة نظرا للمكانة التي يتمتع بها البلدان الشقيقان على الأصعدة كافة .
وشهدت العلاقات بين البلدين منذ نشأتها عام 1929م تطورا ونموا ومزيدا من التعاون والتفاهم المشترك حول الموضوعات التي تهم مصالح البلدين والأمة الإسلامية، ووصلت إلى أعلى مستوياتها بعد تشكيل المجلس التنسيقي الاستراتيجي الذي تم تأسيسه في شهر أبريل الماضي في تركيا بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية.
ويعُد المجلس وثبة عالية في مسيرة العلاقات بين البلدين بالتنسيق بين المملكة وتركيا في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصاد، والتجارة، والبنوك، والمال، والملاحة البحرية، علاوة على مجالات الصناعة والطاقة، والزراعة، والثقافة والتربية، والتكنولوجيا، ومجالات الصناعات العسكرية، والأمن، والإعلام والصحافة والتلفزيون، والشؤون القنصلية.
وعلى الرغم من تعدّد الأزمات وتجددها في المنطقة، إلا أن وجهات نظر البلدين ظلت متطابقة تجاه معالجة هذه الأزمات، وفي مقدمتها ما يحدث في : سوريا، والعراق، واليمن، إلى جانب التعاون في مواجهة الإرهاب، فدعمت المملكة جهود الحكومة التركية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها.
وتأكيدًا لتميز هذه العلاقات، كانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب تركيا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تعرضت لها قبل شهرين تقريبًا، حيث أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اتصالاً هاتفيًا بالرئيس التركي، هنأه فيه بعودة الأمور إلى نصابها بعد محاولة الانقلاب العسكري التي شهدتها تركيا، مبديًا – رعاه الله – ترحيب المملكة باستتباب الأمن والاستقرار في تركيا بقيادة الحكومة التركية لممارسة أعمالها.
وفيما يتعلق بتبادل الزيارات بين قيادتي البلدين، ففي ال 11 من شهر جمادى الأولى لعام 1436 ه عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في الرياض جلسة مباحثات رسمية مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا ، ناقشا خلالها آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين ، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات ، وكذلك بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي 18 ربيع الأول 1437ه الموافق 29 ديسمبر 2015م استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في قصر اليمامة بالرياض فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا وعقدا جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية وبحث آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي يومي الأحد والاثنين 15 و 16 نوفمبر 2015 م زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – تركيا لرئاسة وفد المملكة في قمة العشرين التي عقدت بمدينة أنطاليا التركية ، وأشاد – أيده الله – في برقية بعث بها إلى الرئيس التركي عقب مغادرته تركيا بالنتائج الإيجابية التي توصلت إليها أعمال القمة، والتي سيكون لها كبير الأثر في توثيق التعاون بين دول المجموعة في المجالات كافة.
وفي شهر أبريل عام 2016م، وصل خادم الحرمين الشريفين إلى أنقرة في مستهل زيارة رسمية لجمهورية تركيا تلبية للدعوة الموجهة له من الرئيس رجب طيب أردوغان الذي كان في مقدمة مستقبليه في مطار "ايسنبوا".
وجاءت الزيارة انطلاقاً من الروابط الأخوية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا، وتم خلالها بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وخلال الزيارة منح الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان وسام ( الجمهورية ) لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وهو أعلى وسام في تركيا يمنح لقادة ورؤساء الدول، كما عقد الزعيمان جلسة مباحثات رسمية أشار خلالها أردوغان إلى أهمية استمرار اللقاءات بين مسؤولي البلدين في مختلف المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والاجتماعية لما فيه تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، فيما شدد خادم الحرمين الشريفين على ثقته أن المباحثات ستفضي إلى نتائج مثمرة ترسخ علاقات البلدين الاستراتيجية مما يفتح آفاقاً واسعة لتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية بما يعود بالنفع عليهما.
بعدها توجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- أيده الله- إلى مدينة إسطنبول حيث رأس وفد المملكة إلى القمة الإسلامية الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي عقدت في يومي 7 – 8 / 7 / 1437ه
وكان خادم الحرمين الشريفين قد قام بزيارة رسمية لتركيا عام 2013م، حين كان وليًا للعهد، تلبية للدعوة الرسميّة التي وجهها له الرئيس التركي السابق عبدالله غل، واكتسبت هذه الزيارة أهمية كبيرة نظراً لخصوصية العلاقة التي تربط البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين سواء في إطارها الثنائي أو إطارها الإقليمي والإسلامي، حيث جرى خلالها توقيع اتفاقية التعاون الصناعي الدفاعي بين المملكة وتركيا التي وقعها وزراء خارجية البلدين.
وأكد – أيده الله – في تصريح صحفي لدى وصوله أنقرة في 21 أبريل عام 2013م: أن زيارته لتركيا تأتي استمراراً لنهج التواصل والرغبة المشتركة في تنمية وتوطيد العلاقات الثنائية والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي إطار تميز العلاقات بين البلدين، حرص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس وفد المملكة في أعمال الدورة السنوية ال(71) للجمعية العامة للأمم المتحدة على الالتقاء بفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبحث سموه مع فخامته آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة تجاهها وموقف البلدين منها إلى جانب بحث أوجه التعاون بين البلدين خصوصًا ما يتعلق بالمجال الأمني.
ويعد ذلك اللقاء الثاني بين سمو ولي العهد وفخامة الرئيس أردوغان، حيث زار سموه تركيا في شهر أبريل من عام 2015م عندما كان وليًا لولي العهد، والتقى حينها فخامته في القصر الرئاسي.
كما التقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في مدينة هانغجو الصينية إبان ترؤسه وفد المملكة في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الصين مؤخرًا فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واستعرضا العلاقات الثنائية وسبل دعمها، فضلا عن بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
ونتج عن التفاهم المشترك بين المملكة وتركيا السعي نحو تبادل الخبرات في مجال التدريب العسكري،فانطلقت عام 1434ه فعاليات التمرين التحضيري للقوات الجوية الملكية السعودية بمشاركة عدد من طائرات القوات الجوية بأنواعها الهجومي والدفاعي وطائرات الإنذار المبكر بكامل أطقمها الجوية والفنية والمساندة، للمشاركة في مناورات " نسر الأناضول – 3 – 2013م" التي أقيمت في قاعدة كونيا الجوية في تركيا.
ونفذت خلال المناورات العديد من الطلعات الجوية التدريبية اشتملت على عدد من العمليات الجوية المضادة الدفاعية والهجومية وعمليات المرافقة والحراسة للطائرات الصديقة والاشتباك مع الطائرات المعادية المعترضة وعدد من العمليات الأخرى.
وفي 18 جمادى الأولى 1437 ه الموافق 27 فبراير 2016 م انطلقت في المنطقة الشمالية من المملكة العربية السعودية فعاليات تمرين "رعد الشمال"، بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية منها تركيا، وعدّ هذا التمرين واحداً من أكبر التمارين العسكرية في العالم، من حيث عدد القوات المشاركة واتساع منطقة المناورات، وحظي بالاهتمام على المستوى الإقليمي والدولي، لاسيما أنه أتى في ظل تنامي التهديدات الإرهابية وما تشهده المنطقة من عدم استقرار سياسي وأمني .
وكانت الزيارات المتبادلة بين القيادتين في المملكة وتركيا قد سجلت دليلا ساطعا على قوة العلاقات ومتانة وشائجها منذ زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله لمدينة اسطنبول التركية عام 1966م في إطار جهوده وسعيه لتوحيد الدول الإسلامية.
كما أثمرت الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – إلى تركيا في الرابع عشر من شهر رجب عام 1427ه الموافق للثامن من أغسطس 2006م ، التوقيع على ست اتفاقيات ثنائية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية ، ومذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية الثنائية بين وزارتي الخارجية في البلدين، وبروتوكول تعاون بين المركز الوطني للوثائق والمحفوظات في المملكة العربية السعودية والمديرية العامة لأرشيف الدولة برئاسة الوزراء التركية، وكذلك التوقيع على اتفاقية بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات،
ومذكرة تفاهم بين وزارتي المالية في البلدين بشأن اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية بين وزارتي الصحة في البلدين ، والتوقيع أيضاً على اتفاقية لتنظيم عمليات نقل الركاب والبضائع على الطرق البرية بين حكومتي البلدين.
وشهد التعاون في المجال الاقتصادي بين المملكة وتركيا منذ توقيع اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي والفني عام 1973م تطورا ونموا مستمرا حتى وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2006م نحو ثلاثة آلاف مليون دولار .
وتشكلت على ضوء الاتفاقية السابقة اللجنة السعودية التركية المشتركة وهناك أيضا مجلس رجال الأعمال السعودي التركي .
وأعلنت الحكومتان العزم الأكيد على توثيق العلاقات الاقتصادية وعقدتا مجموعة من الاتفاقيات الثنائية شكلت الإطار القانوني المناسب لهذه العلاقات.
وتمثل التطور في العلاقات الاقتصادية في تبادل الزيارات والمعارض وإنشاء الشركات المشتركة ، وارتفاع مستوى التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين.
كما قام الصندوق السعودي للتنمية بدور رائد في توفير التمويل الميسر لعدد من مشروعات وبرامج التنمية في تركيا خلال الثلاثة عقود الأخيرة.
وامتدت يد البذل والعطاء إلى كافة المجالات ووقفت المملكة إلى جانب الحكومة التركية والشعب التركي لمواجهة الزلازل والكوارث الطبيعية، ودعمت مراكز الأبحاث هناك وقدمت المساعدات البترولية.
وفي المجال الثقافي تأكدت الرغبة المشتركة للبلدين في التعاون الثقافي وتبادل الزيارات من خلال اتفاقية التعاون الثقافي الموقعة عام 1976م، وكذلك افتتاح الأيام الثقافية السعودية في العاصمة التركية أنقرة التي تضمنت صورا لواقع المملكة الثقافي والأدبي والفني تجسد من خلال المعارض والمحاضرات والأمسيات والحفلات والعروض الفنية.
وأعطت الأيام الثقافية السعودية في تركيا انطباعا جيدا عن الثقافة والفنون السعودية وتركت صورة إيجابية عن السمات المشتركة لشعبين مسلمين يلتقيان في عدة عناصر منها الدين والتاريخ والمصير المشترك , وكانت نقطة انطلاق لتعزيز وتنشيط وتعميق التبادل الثقافي بين البلدين الشقيقين.
ويفد إلى المملكة سنويا أكثر من مائتين وخمسين ألف تركي لأداء مناسك الحج والعمرة فيما تستضيف المملكة نحو مائة ألف تركي يعملون في مختلف المجالات ويشاركون في تنمية الوطن وإعماره ، كما يزور تركيا حوالي عشرات الآلاف من السياح السعوديين سنويا.
ومن الزيارات المتبادلة بين البلدين قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – حينما كان وليًا للعهد بزيارة لدولة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مقر رئاسة الوزراء في أنقرة وعقد الجانبان اجتماعاً استعرضا فيه آفاق التعاون بين البلدين ، إضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط .
وشهد عام 1434ه استقبال صاحب السمو الأمير فهد بن عبد الله بن محمد نائب وزير الدفاع معالي قائد القوات الجوية التركية الفريق أول محمد أرتن الذي تقلد وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة، تقديراً لجهوده المميزة في توطيد أواصر الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين.
وفي نفس العام انطلقت فعاليات التمرين التحضيري للقوات الجوية الملكية السعودية بمشاركة عدد من طائرات القوات الجوية بأنواعها الهجومي والدفاعي وطائرات الإنذار المبكر بكامل أطقمها الجوية والفنية والمساندة ، وذلك استعدادًا للمشاركة في مناورات " نسر الأناضول – 3 – 2013م" , التي أقيمت في قاعدة كونيا الجوية في تركيا ونفذت خلالها العديد من الطلعات الجوية التدريبية اشتملت على العمليات الجوية المضادة الدفاعية والهجومية وعمليات المرافقة والحراسة للطائرات الصديقة والاشتباك مع الطائرات المعادية المعترضة وعدد من العمليات الأخرى.
واستقبل مطار الأمير نايف بن عبد العزيز بالقصيم في العام ذاته أولى الرحلات الدولية القادمة من مطار اسطنبول الدولي .
وإنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بتقديم جميع أشكال المساعدات للأشقاء السوريين يقوم مكتب الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين في تركيا بتسيير قوافل إغاثية متعددة من مدينة "غازي عنتاب" التركية محملة بالمساعدات الغذائية والصحية للسوريين النازحين في المخيمات على شريط الحدود التركية والداخل السوري.
وفي المقابل ثمن دولة رئيس وزراء جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان للمملكة العربية السعودية دعمها للاجئين السوريين على الحدود التركية ومساعداتها الإنسانية الكبيرة التي تقدمها للنازحين من الأزمة السورية .
وضمن التعاون الاقتصادي بين المملكة وتركيا وافق الصندوق السعودي للتنمية عام 1434ه على تقديم تسهيلات ائتمانية من خلال خطوط ائتمان لتمويل تصدير سلع وخدمات وطنية غير نفطية متنوعة من المملكة بمبلغ إجمالي قدرة (70) مليون دولار , أي ما يعادل (262.5) مليون ريال لصالح عدد من البنوك بجمهورية تركيا شملت كلا من بنك زراعة , والبنك العربي التركي , وبنك فيبا.
كما طرح وفد تجاري تركي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض فرصاً استثمارية في مجال صناعة الأثاث الخشبي بأنواعه وإيجاد منافذ للسوق في المملكة مع نظرائهم من الجانب السعودي.
وفي نيويورك التقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل – رحمه الله – وقت أن كان وزيرًا للخارجية على هامش اجتماعات الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة معالي وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وبحث معه علاقات التعاون الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في الأزمة السورية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ، إضافة إلى الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة .
وتقيم سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا في كل عام حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني للمملكة بمشاركة منسوبي السفارة والسعوديين المقيمين والزائرين وكذلك الطلبة المبتعثين للدراسة في تركيا بحضور عدد من الشخصيات السياسية البارزة وعدد من أصحاب المعالي الوزراء في الحكومة التركية.
كما يشرف أمير منطقة الرياض أو من ينوب عنه في كل عام حفل سفارة جمهورية تركيا بمناسبة اليوم الوطني لبلادها.
وبعد أدائه مناسك حج عام 1434ه استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – فخامة الرئيس عبد الله غل رئيس الجمهورية التركية آنذاك والوفد المرافق له.
وجرى خلال الاستقبال بحث آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في جميع المجالات .
كما بحث الجانبان تطورات الأحداث الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وموقف البلدين منها .
من جانب التوافق السياسي بين البلدين أكدت الجمهورية التركية أن رفض المملكة العربية السعودية الدخول إلى مجلس الأمن الدولي يجعل المنظمة الدولية تفقد من مصداقيتها ، حيث قال الرئيس التركي السابق عبد الله غل للصحافيين في اسطنبول :" إن الأمم المتحدة تفقد الكثير من مصداقيتها "، عاداً أنها تفشل في الرد بفعالية على الأزمات في العالم ، وأن قرار المملكة العربية السعودية يهدف إلى لفت نظر المجتمع الدولي إلى هذه الحالة، وينبغي احترام قرارها ".
وفي مطلع العام 1435ه اختتمت اللجنة السعودية التركية المشتركة أعمال دورتها الحادية عشرة التي استضافتها أنقرة على مدى يومين بتوقيع محضر اجتماعات الدورة.
وأكد الجانبان السعودي والتركي أهمية العمل من أجل تعزيز العلاقات القائمة والدفع بمستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية بهدف رفع مستوى التبادل التجاري إضافة إلى التعاون في مجال دعم المنشئات الصغيرة والمتوسطة وتبادل الخبرات في هذا المجال.
مجلس الأعمال السعودي التركي المشترك المنبثق عن مجلس الغرف السعودية من جهته أكد أيضا قدرة القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا على العمل سويا من أجل رفع مستوى التبادل التجاري الحالي البالغ 8 مليارات دولار ليصل إلى أكثر من ذلك خاصة في ظل وجود علاقات متميزة بين البلدين وأنظمة مشجعة على الاستثمار ، معربا عن تطلعه لفتح مكتب للخدمات التجارية في تركيا وتفعيل دور الملحقية التجارية السعودية لتشجيع الشركات السعودية على الدخول في السوق التركية وتدشين خط ملاحة بحري مباشر بين البلدين لتعويض التراجع في النقل البري بسبب الأوضاع في المنطقة.
وعقدت كذلك العام الماضي في مدينة إسطنبول التركية اجتماعات مجموعة العشرين الدولية على مستوى وزراء المالية وبمشاركة محافظي البنوك المركزية في دول المجموعة .
اقتصاديًا ، طالب ملتقى أصحاب الأعمال السعودي التركي, بالعمل على مواجهة التحديات الاقتصادية الإقليمية وتعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين، وإقامة جسور للتعاون بين شركات ومؤسسات القطاع الخاص في مختلف المجالات، بهدف الإطلاع على أحدث التقنيات وتبادل الفرص الاستثمارية، بهدف تنشيط القطاعات التجارية والصناعية ورفع مستوى التبادل التجاري لأفضل مستوياته خلال الفترة المقبلة.
وقدمت 22 شركة تركية ممثلة ب 26 خبيراً ومختصاً في المعدات والماكينات, والتغليف, والمنتجات الإلكترونية, والصناعات الغذائية, والإنشاءات والاتصالات, والكهربائيات, والألبسة, والمنسوجات, ومواد البناء والديكور, والجلديات, خدماتها على أصحاب الأعمال السعوديين خلال لقاء عقد بجدة بحضور عدد من المسؤولين التنفيذيين بغرفة جدة, وعدد كبير من أصحاب الأعمال في البلدين.
وشهد مطلع العام أيضًا توقيع معالي رئيس هيئة وكالة الأنباء السعودية الأستاذ عبد الله بن فهد الحسين ومدير عام وكالة أنباء الأناضول كمال اوزتورك ، مذكرة تعاون إخباري بين الوكالتين ، وذلك على هامش المؤتمر الدولي الرابع لوكالات الأنباء في العالم تهدف إلى تقديم أفضل مستوى من المعلومات وتبادل الأخبار المتعلقة بالتطورات في المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا.
وتشهد العلاقات بين البلدين تناغمًا على مختلف الصعد فقد أكد معالي رئيس الشؤون الدينية بجمهورية تركيا رئيس وفد شؤون الحج التركي البروفيسور محمد كوماز ترحيب بلاده لاستمرار حكومة خادم الحرمين الشريفين في تخفيض أعداد حجاج الخارج ل 20% والداخل 50% لضمان سلامة حجاج بيت الله الحرام وضمان سلاسة حركتهم خلال تنفيذ المشاريع التي مازالت قائمة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة .
وفي إطار التعاون في مجال التعليم العالي وقعت جامعة طيبة بالمدينة المنورة مذكرة تفاهم للتعاون العلمي مع جامعة مرمرة التركية التي تعد ثاني أكبر جامعة حكومية في تركيا تعود بدايتها لعام 1883م ويبلغ عدد طلابها اليوم نحو / 000ر70 / طالب وتضم / 16 / كلية وتسعة معاهد مهنية عليا و/ 11 / مركز أبحاث .
وعلى الصعيد التعليمي ، تم افتتاح المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي, مقرًا دائمًا دوليًا في جمهورية تركيا, وذلك في الملحقية الثقافية بإسطنبول لتقديم الاختبارات عبر الحاسب الآلي .
وشاركت المملكة في مسابقة تركيا الدولية لحفظ القرآن الكريم وحسن تلاوته وتجويده في نسختها الأولى، التي أقيمت في مدينة اسطنبول خلال الفترة من 19إلى 25 رمضان الماضي.
وفي الشأن الثقافي، شاركت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة بعشرة أعمال لعدد من المصورين والمصورات الفوتوغرافيين السعوديين في فعاليات البينالي العالمي "الأبيض والأسود" الذي أقيم خلال مؤتمر "الفياب 32" بتركيا في الفترة من 1- 7 سبتمبر2014 م برعاية الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي ، وذلك امتدادًا للمشاركات المتنوعة للجمعية في مختلف المناسبات الفنية الخاصة بفن التصوير الضوئي داخل المملكة وخارجها.
وعلى المستوى الرياضي تقيم المنتخبات والفرق السعودية سنويًا معسكرات تدريبية لها في تركيا تشهد لقاءات ودية بين منتخبات وفرق البلدين، كما شهدت تركيا إقامة معسكر حكام الدوري السعودي لكرة القدم بمشاركة 51 حكماً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.