افتتح الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ مساء اليوم الأربعاء الدورة التاسعة، بمقر السوق في العرفاء، وذلك نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله. بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقيت كلمة سوق عكاظ، ألقاها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي قال فيها: "إن الحضارات الكبرى تتأسس وتنهض على امتداد التاريخ الثقافي وتنوعه وثرائه على مستوى التراث والعلم والثقافة، وها هي بلادنا الكريمة (المملكة العربية السعودية) تأتي لتكون رائدة في الاهتمام بثقافتها وتراثها وتنوعها من خلال القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين ورؤيته الرشيدة وما يقوم به سمو نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهم الله -. وأوضح الطريفي أن المملكة استطاعت أن تتبوأ أعلى أماكن الفخر والقيادة والبروز من خلال أُسسها التي زرعها المؤسس الكبير جلالة الملك عبد العزيز آل سعود، رحمه الله وغفر له، وها هي تمتد بمسيرة الجلال والجمال والإنسانية في الاهتمام بأساسها الثقافي والتراثي وعمقها التاريخي لتثبت للعالم قيادتها الدينية بوجود الحرمين الشريفين فيها وقيادتها الثقافية بارتباطها بالمكون العربي الأصيل. وأضاف وزير الثقافة والإعلام أن الأعوام العكاظية الثمانية مضت بتراكم الإنجاز والأنشطة لتثبت أن المشروع الذي تقف وراءه الرؤى الحكيمة والواضحة جديرٌ بالنمو والتنوع والبقاء، وها هو عامنا التاسع الذي تنطلق فيه دورة سوق عكاظ الجديدة يتألق من جديد بثراء من الفعاليات والبرامج والرؤى. وأشار الطريفي إلى أن هذا هو عكاظ، موسم التنوع والثراء المعرفي والثقافي منذ القدم ، وها هو الشاعر المكي محمد حسن فقي – رحمه الله – يلتقط أحاسيس الشعراء ويردد : وحَفُّوا بِرُوحِي فاسْتَجابَتْ فإِنَّهُمْ *** كِبارٌ بِما يَبْدو وما يَتَغَلْغَلُ بَهالِيلُ.. هذا حاتِمٌ في سَخائِهِ *** وعَنْتَرَةٌ هذا وهذا السَّمَوْأَلُ! وقالوا: لقد آنَسْتَ رَبْعًا مُرَحِّبًا *** بمن جاءه واسْتَكْرَمُونِي وأَجْزَلوا فطِبْتُ بِهم نَفْساً وطِبْتُ بِهِمْ نَدًى *** فقد ضَمَّني صَحْبٌ كِرامٌ.. ومَنْزِلُ! وأفاد بأنه في عكاظ نتذكر فروسية الشاعر، ونخوة العربي، وحيوية المجتمع، وسمو القيم، وثبات المروءة، وها هو شاعر العربية أحمد شوقي يقول: عكاظُ وأنت للبلغاء سوقٌ *** على جنباتها رحلوا وحَلُّوا ومضمارٌ يسوق إلى القوافي *** سوابقها إذا الشعراءُ قَلوا يقول الشعر قائلهم رصيناً *** ويُحسن حين يُكثر أو يُقلُّ ولفت إلى أنه كما نحتفل بالشعراء الفائزين ببراعة الشعر والشعور، فإننا نسعد بتكريم كوكبة من المبدعين والفنانين في مختلف الفنون ومجالات الإبداع، ونسعد بأن يذهب تكريم عكاظ إلى أنحاء الوطن وإلى مختلف أقطار العالم العربي، ليكون الفوز تمثيلاً حقيقياً لفكرة سوق عكاظ العربية الشاملة، وهنأ الفائزين كافة، داعيًا أنا يكون هذا الفوز انطلاقة أخرى في دروب الإبداع والثقافة. وتابع إننا نصغي قليلاً في هذا المكان، وتلتقط حواسنا وقلوبنا ما ردده حسان بن ثابت رضي الله عنه، وتشدنا الحوارات العميقة بين الأعشى والخنساء حول قصائدهما، ونسمع من بعيد جَلَبة السوق وتبادل الناس في التجارة والفروسية، وحكماء العرب وقادتهم يجولون في السوق كما فعل قس بن ساعدة الأيادي حين بهر الناس بخطابته، وهنا يتواصل التاريخ بالتاريخ، وترتبط المشاعر بالمواقف، وتتواتر الكلمة الخيرة في بناء القيم وشحذ الهمم في خدمة الوطن والمواطن، ونتطلع إلى أعوام قادمة تتكلل بنجاحات أخرى. وعبر وزير الثقافة والإعلام في ختام كلمته عن السعادة الكبيرة للجميع في وزارة الثقافة والإعلام بأن تكون الوزارة ضمن القطاعات والفرق المميزة التي تعمل في خدمة هذه المناسبة الثقافية الكبيرة ، وهذا السوق بتنوعه وروعته، وقال إننا نعتقد أن مساهمتنا في لجنته الإشرافية ، أو لجانه الفرعية الأخرى، أو تنفيذ بعض البرامج المصاحبة، أو الجهود التي قامت بين السوق والأندية الأدبية دليل على هذا الجهد المتكامل المشترك بين مختلف مؤسساتنا الوطنية، كما قدم أجزل الشكر وأوفاه لجميع الجهود الفردية والمؤسساتية التي قام بها الأفراد أو اللجان أو الجهات الحكومية و الرعاة كافة من القطاع الخاص. وقلد سموه عقب ذلك شاعر عكاظ هزبر محمود علي من العراق بردة شاعر عكاظ ، ثم ألقيت القصيدة الفائزة أمام سموه والحضور، كما قلد سموه شاعر شباب عكاظ حسن محمد طواشي من السعودية بردة شاعر شباب عكاظ ، ثم ألقى قصيدة بعنوان " وحي من سدة الغيم". وكرم أمير منطقة مكةالمكرمة الفائزين بجوائز سوق عكاظ في دورته التاسعة وهم "الأول حيدر عبد الله زياد (من العراق)، والثاني إبراهيم عبد العزيز مصطفى (من الأردن)، والثالث عبد المحسن محمد نصر (من مصر )، فيما حصل على المركز الأول لجائزة لوحة وقصيدة ناصر إبراهيم الضبيحي، والمركز الثاني منيرة صالح الحبسي، والثالث سكنة حسن علي (من السعودية)، أما جائزة التصوير الضوئي فحصل على المركز الأول حسان مبروك العتيبي (من السعودية)، والثاني أحمد عبد الله الشكيلي (من عمان)، والثالث أحمد ذباح الشمري (السعودية)، ثم تسلم سموه هدية تذكارية من محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر ، وهدية مماثلة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تسلمها نيابة عنه الدكتور وليد الحميدي. رابط الخبر بصحيفة الوئام: أمير منطقة مكةالمكرمة يفتتح فعاليات سوق عكاظ 9