عندما يتجه الإنسان إلى حقل الكتابة، أو يرغب في تصدر المجالس مفتياً وراوياً أو محللاً ومعللاً، يجب أن يتحلى بقيم كثيرة، ومهارات كبيرة، وقدرات وفيرة! وغني عن القول أن الإقناع والذكاء والثقافة والإلمام بالموضوعات المتحدث عنها شروط لا مفر من توفرها في هذا الإنسان وذاك المتحدث الرواي أو الكاتب! ولكن- وما بعد لكن مؤلم أحياناً- هناك شرط يغفل عنه الكثيرون، يمكن الإشارة إليه عبر الحالة التالية: يعمد كثير من الكُتاب العرب، المتصدرين للرأي، والمواجهين للجمهور، حين يسوقون آراءهم على الكذب والتدليس، والإفتراء، بل إن بعضهم يتخصص في الإستشهاد بالأموات على اعتبار أنهم لن يرجعوا أبداً.. وكل هذه المرتكزات- أعني الكذب والافتراء والتدليس أمور من الصعب معالجتها أو كشفها، ولكن بحكم أن الأيام تمهل، ولا تهمل، لا محالة من قدوم يوم يظهر فيه كذب الكاذب، وافتراء الكاتب، إن الأيام لم تهمله وإنما أمهلته، وأعطته فرصة، ليعتذر أو على الأقل ليصحح افترائه، ويعدل كذبه، وطالما أنه أصر على كذبه فإن انتقام الأيام يأتي وفق (الجزاء من جنس العمل) لذا يفضح الكاتب نفسه، والمتحدث ذاته، من خلال التناقض الذي يحدثه، والتعارض الذي يرتكبه، والسبب في ذلك أنه لم يستمع لأجداده العرب، الذين سوّقوا له الكذب والافتراء، ونصحوه أن يكون قوي الذاكرة في حالة ممارسته للكذب، ألم يقل العرب: (إن كنت كذوباً، فكن ذكوراً) وهذا المثل يضرب (للرجل يكذب، ثم ينسى فيحدّث بخلاف ما حدّث فيه من قبل)!!! حسنا ، ماذا بقي ؟ بقي القول: يا أيها المحدثون، ويا أيها الكُتّاب، إذا كذبتكم تأملوا قول جدكم الحكيم حين أوصاكم قائلا: لا تحكِ ما يُناقضُ المطلوبا وكن ذكوراً إنْ تكنْ كذوبا! أحمد عبد الرحمن العرفج تويترarfaj1 [email protected]