اوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح ال طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل في اقوالهم واعمالهم سرا وعلنا ليصلح لهم اعمالهم ويغفر ذنوبهم وليفوزوا فوزا عظيما وآن يتداركوا أعمالهم بالصالحات وآن يأخذوا اهبتهم للممات ولايغتروا بالحياة الدنيا 0 وقال في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام // زكاء المجتمع وطهارته وصفاؤه وسلامته من مقاصد الرسالة ومن وظائف الرسول والله تعالى يقول//هو الذي بعث في الآميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم // وهو دعاء سيدنا ابراهيم عليه السلام حين قال // ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم // والنفوس الزكية والقلوب الطاهرة السليمة هي المستحقة للنجاح والفلاح قال تعالى // ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها / قد افلح من زكاها // وهي المستحقة للنجاة يوم لاينفع مال ولابنون الا من آتى الله بقلب سليم 0 أما المجتمع فتظلله سحائب الرحمة وتهب عليه نسائم الأيمان ويلفه الأمن ويصفو العيش حين تصفو القلوب ويسود المجتمع حسن الظن بالمؤمنين والثقة بالنوايا ويغلب الصدق والخير والقصد الحسن في اقوالهم ومواقفهم . حسن الظن بالمسلمين اصل في الشريعة وحق من حقوق المسلم والصدق في الاقوال والعدل في الأحكام عند الحديث أو الحكم على الآفراد والجماعات من اصول الديانة قال تعالى // يا ايها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين // وقد أكرم الله عباده المتقين بأن جعل لهم مدخل صدق ومخرج وصدق ولسان صدق وقدم صدق ومقعد صدق فهل يطمع في هذه المراتب لسان كذوب وقلب لغوب ويكفي في ذلك ما جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال// إن الصدق يهدي الى البر وإن البر يهدي الى الجنة وإن الكذب يهدي الى الفجور وإن الفجور يهدي الى النار // وفي مبدأ التثبت يقول الحق سبحانه في تأديب للمؤمنين // ياأيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبا ء فتبينوا أن تصيبوا قوما بجاهلة فتصبحوا على مافعلتم نادمين //هذه المباديء لاتستقيم مع اساءات الظنون واشاعة الاكاذيب وتصديق كل الاخبار ومن اتبع كل ظن وصدق كل شائعة ونقل كل خبر فهو أحد الكذابين وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال//كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع // وفي الحديث الأخر // اياكم والظن فأن الظن اكذب الحديث //وفي التنزيل العزيز يقول ربنا تبارك وتعالى // ياأيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولاتجسسوا ولايغتب بعضكم بعضا //0 ومضى فضيلته يقول // لن تسلم الصدور ولن تطمئن القلوب وسؤ الظن هو الغالب والثقة بين المؤمنين مفقودة ولامجال لحسن الظن مادمنا نرخي اسماعنا لكل خبر ونشيع كل نبأ مهما كان مصدره وأيا كانت تبعاته قال ابن قدامه رحمه الله // لاتصدق الناقل لان النمام فاسق والفاسق مردود الشهادة // هذا هو منهج العقلاء في تلقي النمائم 0 وأردف يقول // لن يسلم للعاقل عقله وللمرء دينه حتى يميز الخبيث من الطيب وحتى يزن الاقوال والاخبار سيما اذا علم ان في الناس من مرضت قلوبهم فلا يرغبون عن الكذب ومن غلبت اهواؤهم فلايتورعون عن الافتراء وقول الزور متباعدين عن تعاليم الاسلام في درك من سؤ الطوية ورداءة الطباعة يذكي ذلك الهوى وسؤ الظن 0 // يتبع // 1806 ت م