قال تقرير صدر عن معهد العلوم والامن الدولي أمس حول البرنامج النووي الايراني أن طهران حققت تقدما في جهود تخصيب اليورانيوم إلا ان الولاياتالمتحدة ومفتشي الاممالمتحدة سيكون بوسعهم رصد اي محاولة لتحقيق “اختراق”، أقله في الوقت الحالي. وتضمن التقرير تقديرات لمخزون اليورانيوم ومعدلات التخصيب بالاستناد الى ارقام تم الحصول عليها خلال عمليات تفتيش قامت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واضاف التقرير ان ايران بحاجة الى شهرين او اربعة اشهر على الاقل لجمع 25 كلغ من اليورانيوم العالي التخصيب الضروري لصنع سلاح ذري واحد وان ايران ستضطر من اجل تحقيق ذلك الى استخدام ما تملكه من اليورانيوم المخصب ب3.5 بالمئة بالاضافة الى مخزون من اليورانيوم المخصب ب20 بالمئة. وجاء التقرير بشكل عام متوافقا مع موقف الحكومة الاميركية القائم على ان ايران وبمجرد ان تتخذ القرار بتنصيع قنبلة ذرية، فإنها تحتاج الى أشهر فقط لتأمين الكمية اللازمة من اليورانيوم المخصب على مستوى عسكري ثم الى بضعة أشهر أخرى لصنع السلاح.وكان ديفيد اولبرايت أحد معدي التقرير ومن أبرز الخبراء حول البرنامج النووي الايراني قد أدلى به لوكالة فرانس برس الشهر الماضي ان ايران وبمجرد ان تؤمّن الكمية اللازمة من اليورانيوم العالي التخصيب، ستكون بحاجة الى ثمانية او عشرة اشهر لبناء سلاح نووي. وتابع التقرير ان الوقت الذي ستستغرقه ايران للانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية و”الانتقال” الى صنع القنبلة، سيعطي الولاياتالمتحدة وحلفاءها مهلة كافية للرد في حال الضرورة. واضاف التقرير “ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولاياتالمتحدة سترصدان اي محاولة ايرانية في العام المقبل للانتقال الى صنع قنبلة ذرية. كما ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها يحتفظون بحق الرد بقوة على اي قرار ايراني بالانتقال الى التصنيع. وفي ما يتعلق بالعام المقبل، يبدو من المستبعد ان تجازف ايران باتخاذ قرار بالبدء بالتصنيع بما انها بحاجة الى مهل طويلة في منشأتي نطنز وفوردو”. فيما صرح وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في 11 ايلول- سبتمبر الماضى ان الولاياتالمتحدة امامها عام تقريبا للتحرك في حال قررت ايران المضي قدما في تصنيع سلاح نووي. وتخضع الولاياتالمتحدة لضغوط من اسرائيل لتحديد مهلة لتدخل عسكري، الا انها تفضل في الوقت الحالي اعتماد سياسة تشديد العقوبات لارغام ايران على العودة الى طاولة المفاوضات. ويعني امتلاك إيران لسلاح نووي اختلالا كبيرا في ميزان القوى في إحدى أكثر مناطق العالم حساسية وأهمية في تزويد العالم بالطاقة فبالنسبة للعرب سيصبحون بين فكي كماشة نووية: إيران من جهة، وهي محكومة بنظام ديني إيديولوجي متشدد يحتفظ بأوهام تصدير “الثورة” وإسرائيل من جهة ثانية وهي تعتمد نظاما مشابها وتعتبر صراعها في المنطقة صراع وجود.