عرضت اليابان على إيران تخصيب اليورانيوم الذي تملكه لتسهيل حصولها على الطاقة النووية واستبعاد مخاطر حيازة طهران سلاحا نوويا، على ما ذكرت امس صحيفة يابانية. وقالت صحيفة نيكاي الاقتصادية اليومية انه سيتم التطرق الى هذا الموضوع الاربعاء خلال مباحثات يجريها وزير خارجية اليابان كاتسويا اوكادا مع رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني الذي يزور طوكيو. وردا على سؤال بعد اللقاء، لم يؤكد ناطق باسم وزارة الخارجية اليابانية هذا النبأ واكتفى بالقول إن اوكادا اكد ان "اليابان تأمل فعلا في تسوية المسألة النووية الايرانية بطريقة سلمية ودبلوماسية". وقالت الصحيفة إن الحكومة اليابانية طرحت هذه الامكانية في كانون الاول/ديسمبر خلال توقف لكبير المفاوضين النووين الايرانيين سعيد جليلي. ويندرج هذا الاقتراح في اطار الجهود المبذولة من قبل القوى الكبرى لمنع ايران من تولي تخصيب اليورانيوم بنفسها الذي تنظر اليه واشنطن وتل ابيب باعتباره خطوة نحو تصنيع قنبلة ذرية. وتنفي ايران هذه التهم وتؤكد انها تسعى لامتلاك الطاقة النووية لغايات محض مدنية. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عرضت على ايران ارسال 1200 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تملكه لتخصيبه حتى 20 بالمئة في روسيا ثم تحويله في فرنسا الى وقود نووي يستخدم في مفاعل ابحاث طبية ايراني. بيد ان طهران تريد ان تتم عملية التبادل على اراضيها وان تكون كمية الوقود النووي مساوية لمخرونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب، الامر الذي رفضته روسياوفرنسا والولايات المتحدة والوكالة الدولية. واعلنت ايران انها بدأت في 9 شباط/فبراير تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة في موقع نطنز وسط ايران وانها تنوي ان تبدا بداية من آذار/مارس اقامة موقعين اثنين لتخصيب اليوروانيوم مجهزين بمعدات اقدر على التخصيب. وترتبط اليابان بعلاقات ودية مع ايران ثالث اكبر مزود للنفط لها. واليابان البلد الوحيد الذي عانى من قصف نووي في آب/اغسطس 1945 في هيروشيما (140 الف قتيل) وناغازاكي (75 الف قتيل)، تدافع بلا هوادة عن قضية نزع الاسلحة النووية. ويأتي ما بين ربع وثلث الكهرباء المستهلك في اليابان من مجمع يضم اكثر من 50 مفاعلا نوويا. من جانبها قالت إيران ان اي مبادلة للوقود النووي ينبغي ان تتم على اراضيها ما يظهر رفضها لخطة تستهدف منعها من تكديس كميات من اليورانيوم المخصب تكفي مع زيادة تخصيبها لصنع قنبلة نووية. وفي رسالة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمثل أول رد رسمي على اقتراح لتبادل الوقود توسطت فيه الوكالة قالت ايران انها تفضل ببساطة شراء الوقود ولكنها ستقبل تبادلا متزامنا على أراضيها. وسيكون هذا أمرا غير مقبول للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين الذين يأملون ان تفرض الأممالمتحدة عقوبات جديدة على إيران في الأسابيع المقبلة بعد الفشل في التوصل لاتفاق بشأن مبادلة الوقود لكن الصين ابدت تحفظا على فرض مزيد من العقوبات قائلة ان هناك حاجة لبذل جهود دبلوماسية اكبر. وتخشى الدول الغربية أن تكون إيران راغبة في تكديس اليورانيوم لتخصيبه لمستويات يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية. وتقول إيران إن هدفها الوحيد هو تشغيل محطات للطاقة النووية لتوليد مزيد من الكهرباء وانتاج نظائر طبية. وقال رامين مهمانبراست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية مؤكدا تصريحات مسؤولين إيرانيين آخرين "رغبة منا في تحقيق تفاعل بناء أعلنا استعدادنا لمبادلة الوقود بشرط أن يتم هذا داخل البلد (إيران)." وأضاف "نحن مستعدون لمبادلة الوقود برغم أننا لا نعتبر هذا الشرط الخاص بتزويد مفاعل الأبحاث في طهران بالوقود من خلال المبادلة أمرا صائبا."