في حين يحصر العالم كل عنايته في ربيع الشعوب العربي، يعمل حكام طهران في جد في مجال تطوير برنامجهم الذري حتى أن إيران سيكون عندها في نهاية 2012 ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج 5 6 قنابل ذرية. وجه انتباه الولاياتالمتحدة وحليفاتها في الغرب في الآونة الأخيرة إلى الثورات في أنحاء العالم العربي. وكان من نتيجة هذا أن ابتعدت إيران عن ضوء المصابيح لكن يبدو أنها سرعت في الآونة الأخيرة عناصر مهمة في برنامجها الذري. وليم هيغ في الحادي عشر من يوليو تناول هذا الشأن وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في مقالة في صحيفة «الغارديان» عنوانه «التهديد الذري الإيراني يزداد». أشار هيغ إلى حقيقة أن رئيس وكالة الطاقة الذرية في إيران، فريدون عباسي دواني أعلن أن إيران تنوي أن تضاعف قدرتها على استخلاص اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المائة، ثلاثة أضعاف. وأضاف إلى ذلك أن إيران تنوي أن تنقل إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المائة من المنشأة في نتناز الموجودة فوق الأرض، إلى المنشأة الجديدة في فوردو بقرب قمّ الموجودة في باطن الأرض والتي ظل وجودها سراً حتى سبتمبر 2009. عين الرئيس أحمدي نجاد في فبراير 2011 عباسي دواني رئيساً لوكالة الطاقة الذرية في إيران. كان يفترض أن يسبب ترفيعه بهذا المنصب الحساس التعجب في الغرب. ففي 2007 ظهر اسمه في قائمة مجلس الأمن التي حصرت الأشخاص الإيرانيين المشكوك بمشاركتهم في «نشاطات صواريخ باليستية والمشروع الذري الإيراني». زيادة الإنتاج نشرت الوكالة الدورية للطاقة الذرية في فيينا التي يزور مراقبوها إيران بصورة ثابتة، معطيات أخرى عن البرنامج الذري الإيراني. يبين التقرير الأخير الذي نشر في مايو 2011 بوضوح أن جهود التخصيب الإيرانية في ازدياد بحسب تقارير سابقة أنتج الإيرانيون في مايو 2009 أكثر من 80 كيلو غراماً من اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة كل شهر. في السنة التي تلتها في مايو 2010 زاد مقدار الإنتاج إلى 120 كيلوغراماً في الشهر. والآن، في مايو 2011 يقترب مقدار الإنتاج الشهري من 160 كيلوغراماً في الشهر أي ضعفي الكمية في 2009 تقريباً. ذكر التقرير الأخير أن إيران خصبت كمية عامة تبلغ 4.105 كيلو غرامات من اليورانيوم بدرجة منخفضة. يبين التقرير الأخير أيضاً عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران قد أنتجت 56.7 كيلو غراماً من اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المائة في مدة 15 شهراً. ويزعم الإيرانيون أنهم يحتاجون إلى اليورانيوم المخصب بهذه الدرجة من أجل البحث في مفاعلهم الذري في طهران. لكن خبراء غربيين يذكرون أن المفاعل الذري الصغير في طهران لا يستطيع أن يستعمل أكثر من 6 10 كيلو غرامات كل سنة من اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المائة. منشآت تخصيب ضاعفت إيران الإنتاج ثلاثة أضعاف لتنتج 150 كيلو غراماً من اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المائة كل سنة، فيبقى أن نتساءل فيمَ ستستعمل الفوائض الكبيرة. وإلى ذلك أيضاً سؤال مركزي لا يزال بلا جواب وهو كم عند إيران اليوم من منشآت التخصيب؟ أعلنت إيران في أغسطس 2010 أنها تبني 10 منشآت اهرى. واعترفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير في شهر مايو ان «المعلومات التي تملكها الوكالة عن نشاط التخصيب في إيران أخذت تتضاءل». يزعم خبراء أن إيران محتاجة إلى 20 30 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية لإنتاج قنبلة ذرية واحدة. وباختصار سيكون عند إيران في نهاية 2012 ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج 5 6 قنابل ذرية. تشير المعلومات المكشوفة التي نشرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوضوح إلى تقدم البرنامج الذري الإيراني. ثمّ في الغرب تصور خطأ مؤداه أن قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم تضررت تضرراً كبيراً. بيد أن المعطيات لا تؤيد هذا التخمين. فتحذير هيغ في شهر يونيو الذي تناول البرنامج الذري الإيراني يشير إلى أن واحدة على الأقل من القوى الكبرى الغربية المركزية الأعضاء في مجلس الأمن عالمة بخطورة الوضع. ومع ذلك وللأسف الشديد، فإن احتمال أن يزيد الغرب الضغط على إيران كثيراً في الوضع الحالي، منخفض.