الرياض- الوئام: قال المطلوب الأمني سابقاً جابر الفيفي أنه كان باليمن عندما وقعت مؤامرة الاغتيال الفاشلة لسمو الأمير محمد بن نايف ، مشيراً إلى أنه تم إبلاغه بها عن طريق القائد العسكري للتنظيم قاسم الريمي، عندما أتي لمنطقة أبين، حيث سأله عن هذه العملية: كيف صارت؟، لأنها عملية لم يكن من المتوقع أنهم يستطيعون الوصول إليها في هذه المرحلة. وكشف الفيفي خلال تصريحاته في برنامج “همومنا” بثها التلفزيون السعودي أمس، جانباً من التخطيط والمؤامرة لمحاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، وهي المحاولة التي أودت بحياة منفذها عبدالله عسيري ونجاة الأمير محمد بن نايف وذلك في رمضان 1430، مؤكداً أن عبدالله عسيري قام بهذه المحاولة الفاشلة باستخدام حزام ناسف قام أخوه بتجهيزه له، وأخوه هذا تابع للتنظيم، وموجود في اليمن، موضحاً أن التنظيم لم يكن يتصور أن بإمكانه الوصول للأمير محمد بن نايف، ففكروا في أن تكون مسألة تسليم بعض أعضاء التنظيم أنفسهم للدولة وسيلة لتنفيذ هذه العملية من جهة، بحيث نعلن في التنظيم عن أننا سنرسل شخصاً على أساس أنه يسلم نفسه، فإذا استقبلته الدولة وكان قريباً من الهدف فإنه ينفذ عملية الاغتيال، ومن جهة أخرى تصير ردة فعل من جانب الدولة تجاه من يريدون التسليم فيما بعد فتزول الثقة بين الدولة ومن يريد تسليم نفسه، وبالتالي تنعدم فكرة التسليم من جانب الشباب الذين يفكرون فيها أساساً. وعن التقنية والمادة المتفجرة المستخدمة في هذه العملية قال الفيفي: أنا لا أعرفها بالضبط، ولكن من قبل كان قاسم الريمي يرينا حبلاً متفجراً ويرينا المادة التي بداخله، وهي شديدة الانفجار، مادة قوية، وكان يقول ادعوا لصاحب هذا الحبل أن يوفق في عمليته، وبعد فترة اكتشفنا طبعاً من كان يقصد. وبمناقشة الفيفي حول الحزام وكيف يمكن أن يمر به عسيري عبر مطارات وبوابات تكشف مثل هذه المواد التي يحتوي عليها الحزام، ولا يكتشف، قال الفيفي: أنا لا أعرف تفاصيل ذلك تماماً، ولكن قد تكون المادة داخل الحزام قليلة ولكنها شديدة الانفجار، وقد لا يكون هناك حزام ولكن هم من قالوا ذلك، وهم على كل حال يعتمون على أية تفاصيل، حتى على الأفراد الذين يقومون بالعمليات، ولا يتحدثون إلاّ لمن له دور في العملية، ويكلمونه في دوره فقط في العملية ولا يخبرونه عن أية أدوار أخرى مكلف بها آخرون في نفس العملية. وتطرق الفيفي إلى سر اختيار العسيري تحديداً لهذه العملية قائلاً: قبلها تم إرسال شخص يمني على أساس أنه منسق لتسليم السعوديين، وذهب إلى السعودية لكي يرى طريقة وإجراءات التفتيش وكيفيته، وأراد مقابلة الأمير محمد بن نايف، وقابله على أساس يرى كيف الطريق، وكان هو في الأساس من يجهز للعملية لينفذها بنفسه، بحيث يذهب أول مرة ليرى الطريق، والمرة الثانية يذهب لتنفيذ العملية، ولكن بعد ذلك اختلف الرأي وأرادوا العسيري لأنه شخص مطلوب من (85)، وأرادوا سعودياً ينفذ، فغيروا الخطة في آخر اللحظات، وسعيد الشهري هو الذي اختار العسيري لتنفيذ هذه العملية، التي أرادوا منها أهدافاً معينة. وعن أسباب فشل العملية كشف الفيفي بعض التفاصيل التي أخبره بها الريمي موضحاً أن التنظيم أراد أن يضع مادة سامة في نفس المادة المتفجرة، بحيث أي جرح يؤدي إلى الموت خلال أربع ثوانٍ، ولكنهم نسوا أن يضعوا هذه المادة السامة، التي كانوا يريدون بها التأكد من نجاح العملية، على الرغم من أن المادة المتفجرة قد تم تجريب ربعها البالغ 200 جرام على صخرة فسببت آثاراً كبيرة. وعن شعوره الآن وقد عاد إلى وعيه يقول الفيفي: أكرمني ولاة الأمر -جزاهم الله خيرا – وسمحوا لي بالحج، والذهاب إلى أهلي وأجلس معهم، ولكن أنا لي رغبة في مقابلة بعض الأشخاص الذين أعرفهم من قبل، بودي أن أجلس معهم، فبعض الناس لا ينسون الماضي، يتذكرون فيك الشيء السلبي والشيء الإيجابي، ولكن بعضهم أحيانا ما إن يقابلوك حتى يذكروك بأنك كنت من تنظيم القاعدة في اليمن، ولا يرون الجانب الإيجابي المتمثل في أنك تبت ورجعت إلى صوابك وسلمت نفسك.